تعليق: تعزيز التعاون الصيني-الروسي في عالم غير مستقر

  • 3/20/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يعتزم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف زيارة الصين الأسبوع المقبل، ومن المنتظر خلال الزيارة أن يبحث وزيرا خارجية البلدين العلاقات الثنائية والتفاعلات رفيعة المستوى المقبلة، فضلا عن تبادل الآراء حول القضايا الدولية والإقليمية محل الاهتمام المشترك. وصرحت وزارة الخارجية الصينية أمس الخميس بأن الزيارة ستعمل على زيادة تعزيز الزخم الجيد للتطور رفيع المستوى الذي تمضي به العلاقات الصينية-الروسية، وتعزيز التنسيق الاستراتيجي بشأن القضايا الدولية. وفي ظل الأوضاع الراهنة، يكتسب تعزيز التواصل والتنسيق بين الصين وروسيا أهمية كبيرة بالنسبة للجانبين وللعالم أجمع. ولقد أكد عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي هذا المعنى خلال مؤتمر صحفي عقد في 7 مارس، قائلا "كلما زاد عدم استقرار العالم، زادت الحاجة إلى المضي قدما في تعزيز التعاون الصيني-الروسي"، مضيفا أن الصين وروسيا ستظلان معا ركيزة أساسية لتحقيق السلام والاستقرار على الصعيد العالمي. على الصعيد العالمي، يعارض البلدان الأحادية والحمائية، وسياسة القوة والتنمر، ويلتزمان في الوقت ذاته بالتمسك بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، باعتباره أحد الأعراف الأساسية الحاكمة للعلاقات الدولية. وعلى الصعيد الثنائي، تمثل العلاقات الصينية-الروسية نموذجا لعلاقات حسن الجوار والصداقة بين الدول الكبرى. في عام 2019، طور البلدان علاقاتهما الثنائية إلى شراكة تنسيق استراتيجية شاملة لعصر جديد. وفي عام 2020، تكاتف البلدان وعملا معا بشكل وثيق في سبيل مكافحة "كل من فيروس كورونا والفيروس السياسي". لقد أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات هاتفية وتبادلا الرسائل في العديد من المناسبات، ليوفرا بذلك أهم توجيه استراتيجي للنمو المطرد للعلاقات الثنائية. لدى الصين وروسيا جميع الأسباب التي تحث كلا منهما على أن توفر للأخرى الدعم الاستراتيجي وفرص التنمية والشراكة العالمية. وهذا التوجه يقوم على الخبرات المكتسبة من التاريخ، كما أن هذا التوجه يمثل ضرورة تفرضها الظروف الراهنة. يواكب العام الجاري الذكرى الـ20 لتوقيع معاهدة حسن الجوار للصداقة والتعاون الودي بين الصين وروسيا. ولقد اتفق البلدان على تجديد المعاهدة ومنحها مزيدا من الأهمية خلال العصر الجديد، ما يمثل معلما بارزا ونقطة بداية جديدة في العلاقات الثنائية. من المأمول أن يسفر اجتماع وزيري الخارجية عن زيادة تعزيز التعاون والتنسيق. وفي ظل الوضع الراهن الذي يمثل فيه كل جانب للآخر ركيزة استراتيجية وأولوية دبلوماسية وفرصة تنمية وشريكا عالميا، يعتزم الجانبان توسيع التعاون وتعميقه انطلاقا من نقطة بداية أكثر تقدما وتطورا.

مشاركة :