تحقيق إخباري: تشديد تدابير مكافحة كورونا بالضفة الغربية يفاقم خسائر المزارعين المحليين

  • 3/20/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أوقف الفلسطيني ماهر ابو جيش، حتى إشعار أخر أنشطته في أرضه الزراعية في نابلس شمال الضفة الغربية على خلفية تداعيات تشديد التدابير الحكومية لمكافحة انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19). واشتكى ابو جيش، وهو من قرية (فروش بيت دجن) في نابلس من تكبده كبقية المزارعين خسائر باهظة بفعل انخفاض الأسعار جراء تدابير إغلاق الأسواق العامة والمحافظات ومنع التنقل بينها. ويقول المزارع الفلسطيني لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه اضطر لحصد محصوله المثمر من البندورة بشكل عاجل وبيعه بأقل التكاليف، وهو أمر لم يغط تكاليف الأيدي العاملة في أرضه الممتدة على نحو ثمانية دونمات بالدفيئات الزراعية. ويضيف ابو جيش أن خسارته العام الماضي والحالي كبيرة جدا وصادمة نتيجة انخفاض الأسعار الناتج عن ضعف الطلب على الخضار بسبب إغلاق المحافظات لأسابيع عديدة. ويوضح أن تكلفة صندوق البندورة الواحد تقدر بـ 14 شيقل (الدولار الأمريكي يساوي 3.2 شيقل)، بينما يباع الصندوق حاليا بأقل من 7 شواقل على أحسن تقدير، بالتالي بات الأفضل وقف الخسائر بدلا من الاستمرار بالزراعة. ويقدر المزارع الفلسطيني، وهو أب لأربعة أبناء، خسائره منذ بداية العام الجاري بنحو 120 ألف شيكل، ما فاقم ديونه لموردي البذور والأسمدة والأدوية وغيرها من مستلزمات عملية الإنتاج. ويعمل نحو 200 فلسطيني في مجال الزراعة في قرية "فروش بيت دجن" على مساحة 2500 دونم زراعية مقسمة ما بين الدفيئات الزراعية والزراعة المكشوفة والحمضيات والعنب. ويقول رئيس مجلس القرية حازم الحج محمد ل(شينخوا) إن وضع المزارعين المحليين صعب لأن الموسم الزراعي في العام الماضي والحالي كبدهم خسائر غير مسبوقة. ويوضح الحج محمد أن إغلاق المحافظات ترك أثارا مدمرة على قطاع الزراعة في القرية كغيرها من المناطق الزراعية الأخرى في فلسطين، وترافق ذلك مع منع إدخال المنتجات للأسواق الإسرائيلية. ويشير إلى أن المزارعين لا يستطيعون تعويض رأس مالهم، ومنهم من لم يستطع تحصيل ثمن الأشتال فقط، منبها إلى أن ذلك يضغط على المزارعين لتجميد أعمالهم. وتكبد مزارعو الخضار والورود في قرية "فروش بيت دجن" وحدها خسائر بأكثر من 130 ألف شيقل إسرائيلي العام الماضي، بحسب رئيس الجمعية الزراعية في القرية عميد الحج. ويشير الحج إلى أن موسم زراعة الورود، الذي تشتهر به القرية مني بالفشل الذريع بفعل توقف المناسبات جراء تدابير مكافحة انتشار مرض كورونا. ويوضح أن معظم المزارعين لم يتمكنوا من تحصيل تكلفة الزراعة لديهم، خاصة أن تكاليف الإنتاج مرتفعة وتتزامن مع انخفاض أسعار الخضراوات، إضافة الى استيراد بعض أنواع الخضار، ما خلق أسعارا تنافسية منخفضة لا يمكن مجاراتها فلسطينيا. وكان اتحاد لجان العمل الزراعي وحركة (طريق الفلاحين فلسطين) دعوا الحكومة الفلسطينية إلى وضع إجراءات تأخذ بعين الاعتبار أهمية القطاع الزراعي في صمود واستدامة سبل عيش صغار المزارعين. كما طالبوا الحكومة الفلسطينية بتخصيص موازنة لدعم صغار المزارعين المتضررين بسبب الإغلاقات واستمرار أزمة كورونا في ظل إغلاق الأسواق العامة وتعطل خطوط التوريد للمحافظات. في المقابل، يؤكد وكيل وزارة الزراعة الفلسطينية عبد الله لحلوح ل(شينخوا)، أن الوزارة تقدم إعانات مالية لنحو 70 إلى 80 في المائة من صغار المزارعين في الضفة الغربية في ظل ما تكبدوه من خسائر. ويقدر لحلوح بأن حجم ما تم تقديمه يفوق 3 ملايين دولار في مجالات دعم مدخلات الإنتاج للمزارعين ومساعدات لمربي الثروة الحيوانية وتعويض عن الخسائر خلال الفترة الماضية. ويشير لحلوح إلى أن هناك متغيرات متواصلة فيما يتعلق بالأسعار وحالة من التذبذب في الفترة الحالية ولا يمكن الحديث عن أرقام معينة عن إجمالي حجم الخسائر. وفرضت الحكومة الفلسطينية على مدار الأسابيع الماضية تدابير مشددة لمكافحة انتشار مرض فيروس كورونا شملت إغلاق غالبية محافظات الضفة الغربية بشكل كلي. يأتي ذلك فيما أعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، عن تسجيل 21 وفاة و1851 إصابة جديدة بكورونا و1794 حالة تعاف في الأراضي الفلسطينية خلال الـ24 ساعة الأخيرة. وذكرت الكيلة في تقرير يومي للوزارة تلقت (شينخوا) نسخة منه، أنه تم تسجيل 20 حالة وفاة في الضفة الغربية وحالة وفاة واحدة في قطاع غزة، مشيرة إلى وجود 192 مريضا في غرف العناية المكثفة، بينهم 54 مريضا على أجهزة التنفس الاصطناعي. وبذلك يرتفع إجمالي عدد الإصابات بمرض فيروس كورونا في فلسطين منذ مارس 2020 إلى 247641 حالة، بينها 2629 حالة وفاة، بحسب وزارة الصحة.

مشاركة :