تلقّى بيتُ الشعر في المغرب بفرحٍ كبير المُبادرة الكريمة التي أقدَمت عليها أكاديميّة المملكة المغربيّة، بجعْــل اليوم العالمي للشعر 21 مارس لهذه السنة، مناسبةً لتكريم الشّاعر المغربي محمد بنيس، أحد مؤسّسي بيت الشعر في المغرب، و رئيسه الأسبق.إننا في بيت الشعر في المغرب إذْ نهنّئُ الشاعر محمد بنيس على هذا التكريم المُستحقّ، باعتباره تكريمًا واحتفاءً بأحد الأًصوات المميّزة في الحقل الشعري المغربيّ والعربيّ، نودّ أن نثمن المبادرات الثقافية المحمودة التي بدأت أكاديميّة المملكة المغربيّة تُقبل على تنظيمها، وذلك منذ تعيين الأستاذ عبد الجليل الحجمري أمينَ سرّ جديدا لها، تنظيمٌ محكوم بخلفيّةٍ تختلف عن الخلفيّة التقليدانيّة التي كانت تسمُ أنشطتها في السابق. ولعلّ هذا الاختلاف المشار إليه هو ما ميّز بعض الأنشطة المنظّمة من قِبَل الأكاديميّة في الفترة الأخيرة، وفي مقدّمتها إحياء الذكرى العاشرة لوفاة الشاعر والكاتب المُفكر المغربي عبد الكبير الخطيبي، وهو النشاط الثقافي الذي استُهلّ بالدرس الفكريّ الافتتاحي الذي ألقاه الشاعر أدونيس.إنّ حرص أكاديميّة المملكة المغربيّة على إعادة هيكلة بنيتها وتجديد قانونها الأساس، الذي صادقت عليه الغرفة الأولى للبرلمان، والذي يوجد في طريق المصادقة النهائيّة عليه، يُعتبرُ بادرة محمودة لخدمة الثقافة المغربيّة، انطلاقًا من إنجاز دراسات عن حاضر وتاريخ هذه الثقافة، وانطلاقًا من توثيق ذاكرتها، وترجمة أعمال كتّابها إلى لغات أجنبية، والاهتمام بأعلامها. وإذ يُحيّي بيت الشعر في المغرب اهتمامَ أكاديميّة المملكة المغربية بالأعلام المغربيّة و يجدّد اعتزازه بالاحتفاء بالشاعر محمد بنيس، يأمُل أن يتوسّع هذا الاهتمام ليشمل مكوّنات أخرى من خطابنا الأدبيّ والثقافيّ والفكريّ المغربي، وأن تواصل الأكاديميّة الانفتاح على التجربة الشعرية المغربيّة بمختلف أصواتها وأجيالها، والانفتاح، برؤية تشاركيّة، على مؤسّسات المجتمع المدني ذات الصلة، حتى تظل الأكاديميّة مؤسّسة ثقافية بامتداداتٍ مدنية. إن استثمار مناسبة اليوم العالميّ للشعر للاحتفاء بالأعلام المغربيّة استثمارٌ في الوقت نفسه لمُنجَز ثقافي مغربيّ رمزيّ، باعتبار أنّ بيت الشعر في المغرب هو الذي دعا، بتنسيق مع الحكومة المغربيّة ووزارة الثقافة، منظمة اليونسكو لإحداث هذا اليوم العالمي.
مشاركة :