من المتوقع أن تتسع دائرة الاتهامات لتشمل أشخاصًا جددًا في إطار التحقيقات الحالية حول قضايا الفساد المحيطة بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وظهور أدلة جديدة بعد وضع اليد على ممتلكات بينها شقق في جبال الألب السويسرية تخص المتورطين. وكشفت لوريتا لينش المدعي العام الأميركي خلال مؤتمر صحافي أمس في زيوريخ بصحبة نظيرها السويسري مايكل لوبر أنه من الممكن توجيه مزيد من الاتهامات لأشخاص جدد أو للمتورطين سابقا في إطار التحقيقات الحالية حاليا. وكان قد تم في مايو (أيار) الماضي توجيه اتهامات إلى 14 شخصا من بينهم تسعة مسؤولين سابقين في مجال كرة القدم وخمسة مديرين تنفيذيين للتسويق الرياضي بالكسب غير المشروع في الولايات المتحدة تتعلق بأكثر من 50 مليون دولار. وذكرت لينش أن دائرة التحقيقات اتسعت منذ ذلك الوقت ويتوقع المحققون «توجيه اتهامات إضافية ضد أفراد وكيانات». وأضافت: «إن نطاق التحقيقات التي نجريها غير محدود، ونتابع أي دليل أينما يقودنا». ولم تحدد لينش جدولا زمنيًا للانتهاء من التحقيقات ولكنها أشارت مع نظيرها السويسري إلى أن فترة التحقيقات قد تطول. من جهته، أوضح لوبر أن التحقيق السويسري حول عملية تقديم الملفات واختيار روسيا لتنظيم كأس العالم 2018 وقطر لمونديال 2022 لم يصل لمنتصفه. وقال لوبر إنه تم تفتيش شقق ومنازل في جبال الألب في إطار التحقيقات. وقالت لينش إن 13 من الـ14 المتهمين قد تم القبض عليهم في الفترة الماضية يتم التحقيق معهم حاليا ويوجد منهم ثلاثة في الولايات المتحدة تم استدعاؤهم للمثول أمام المحكمة الاتحادية في بروكلين التي تنظر القضايا المقدمة ضدهم. فيما يبقى العشرة الآخرون رهن التسليم في سويسرا وثلاث دول أخرى. وجاء اجتماع ليتش ولوبر بعد أيام قليلة من تقارير إعلامية ادعت أن رئيس الـ«فيفا» جوزيف بلاتر باع حقوق البث التلفزيوني لمونديالي 2010 و2014 بثمن بخس وأقل من القيمة الحقيقية إلى نائبه السابق جاك وارنر رئيس اتحاد كرة القدم في كونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي). وأوضحت قناة «إس آر إف» السويسرية التلفزيونية أن بلاتر وقع على بيع حقوق بث بطولتي جنوب أفريقيا والبرازيل إلى وارنر مقابل 600 ألف دولار وهو ما يمثل جزءا صغيرا من القيمة السوقية الحقيقية. وأوضح التقرير أن وارنر سدد 250 ألف دولار مقابل حقوق البث لمونديال 2010 و350 ألف دولار لمونديال 2014 كما ادعت القناة التلفزيونية السويسرية أن وارنر باع حق البث في 2007 بمقابل مالي يتراوح بين 15 و20 مليون دولار. وعند سؤالها حول عما إذا كان بلاتر سيمثل للتحقيق، قالت لينش إنها لا ترغب في التعليق. وكان بلاتر (79 عاما)، قد انتخب يوم 29 مايو الماضي رئيسا لفترة خامسة جديدة لـ«فيفا»، لكنه أعلن بعد ذلك بأربعة أيام أنه سيتنحى عن منصبه. وسيتم انتخاب رئيس جديد لـ«فيفا» يوم 26 فبراير (شباط) المقبل خلال الاجتماع الاستثنائي لكونغرس الاتحاد الدولي. في نفس الوقت أثنت لينش على التعاون الكبير من السلطات السويسرية وغيرها. وقالت: «ممتنة للغاية لرؤيتي هذا التجاوب لمشكلة ليست مقصورة على دولة واحدة أو حتى قارة.. المشكلة في فساد كرة القدم عالمية، وسنواصل جهودنا لندعم الاستجابة الدولية».