عاد مفهوم إدمان الجنس المثير للجدل إلى الظهور مرة أخرى بعد الكشف عن تفاصيل حول الرجل المشتبه به بإطلاق النار على ثمانية أشخاص في منتجعات صحية بمنطقة أتلانتا، بإيطاليا. وقالت الشرطة الإبطالية في بيان لها أمس، إن روبرت آرون لونج، المشتبه به في إطلاق النار على ثمانية أشخاص، قدم مؤشرات على أنه يعاني من بعض المشكلات – من المحتمل أن يكون إدمانًا جنسيًا – وذلك بعدما أدلت أفراد عائلته بأن أسباب طردهم له مؤخرًا يرجع لإدمانه الجنس، والذي تضمن مشاهدة المواد الإباحية بانتظام لساعات طويلة من اليوم. ما قالته عائلة «لونج» أكده زملاؤه السابقون في شهادتهم، إذ كشفوا عن أن صديقهم السابق كان يعاني من الإدمان الجنسي وكان يعالج منه قبل فترة من ارتكابه لجريمته. وأثارت مستجدات قضية «لونج» جدلًا واسعًا خلال الساعات القليلة الماضية، وانقسم المتابعين لتلك القضية بين مؤيدًا ومعارض لمصطلح الإدمان الجنسي، إذ يبرهن الأشخاص الذين يرفضون هذا المصطلح على صحة وجهة نظرهم في كون أن هذا المصطلح ليس له أي أدلة تثبت صحته ومعايير تشخيص الأفراد به. وعلى ضوء ما سبق، قال الدكتور زيف كوهين، الأستاذ المساعد في الطب النفسي وواحد من أشهر الأطباء النفسيين و ، إن المعيار الذهبي من حيث طريقة تفكيرنا في الإدمان يتم تحديده من خلال كيفية تحفيز المواد أو السلوكيات أو الأنشطة على مستقبلات واستجابات معينة في الدماغ. وأضاف «كوهين» وفقًا لتصريحات نقلها موقع «سي إن إن»، أن أعراض الإدمان تشمل أيضًا ضعف السيطرة على السلوك، والضعف الاجتماعي، والاستخدام المحفوف بالمخاطر المستمر على الرغم من المخاطر الجسدية الواضحة وغيرها من المخاطر على الفرد، وتطور التسامح والانسحاب في حالة المواد المخدرة. وأردف «كوهين» أن هناك العديد من الأشخاص الذين يعانون من النشاط الجنسي الصحي ويشعرون بالذنب أو بالخجل من النشاط الجنسي الطبيعي، لذلك فإذا تم الاعتراف علميًا بأن هناك مصطلح طبي يسمى «الإدمان الجنسي» فإن الكثير من الأشخاص الذين لا يعانون من هذا النشاط سيبدأون في الاعتقاد بأن حياتهم ودوافعهم الجنسية ليست صحية. وشدد «كوهين» على صعوبة تحديد الخط الفاصل بين الحوافز الجنسية الصحية وغير الصحية، وذلك لأنه من السهل تصنيف الحوافز الجنسية التي تنتهك حقوق الآخرين على أنها مرضية ولكن يصعب القول إن الأشخاص الذين لديهم دافعًا جنسيًا مرتفعًا مما يدفعهم لمشاهدة الكثير من المواد الإباحية أو ممارسة الجنس لعدد مرات أكثر في اليوم أنهم يعانون من الأمراض النفسية لأنهم لا ينتهكون لانتهاك حقوق الآخرين. وأتم «كوهين» حديثه، أن ما سبق يعد الأسباب الرئيسية التي تجعل إدراج مصطلح إدمان الجنس في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية التابع للجمعية الأمريكية للطب النفسي أمر مستحيل، مما يؤكد أن استخدام أي طبيب لهذا المصطلح يعد استخدامًا وتشخيصًا غير دقيقًا طالما لم يدرج في هذا الدليل الذي يستخدمه متخصصو الصحة النفسية في معظم دول العالم كدليل موثوق لتشخيص الاضطرابات العقلية.
مشاركة :