هنأ الدكتور محمد سالم أبو عاصي، عميد كلية الدراسات العليا الأسبق بجامعة الأزهر، أمهات مصر بمناسبة عيد الأم، مؤكدًا أن الأصل في الأشياء بالإباحة، ومن يمنع الاحتفال بعيد الأم عليه أن يأتي بدليل التحريم.أضاف "أبو عاصي"، خلال حواره ببرنامج "لعلهم يفقهون" ع " دى ام سي " أن النبي – صلى الله عليه وسلم- عندما ذهب إلى المدينة ووجد أنهم يحتفلون بيومين من أيام الجاهلية، قال: " قد أبدلَكُمُ اللَّهُ بِهما خيرًا منْهُما: يومَ الأضحى ويومَ الفِطرِ"، ولكنه لم يمنع أن يكون هناك عيد أخر غير هذان العيدين.وأكد عميد كلية الدراسات العليا الأسبق بجامعة الأزهر، أنه ليس كل جديد يُعد بدعة، وحديث: " شرَّ الأمورِ مُحدثاتُها، وكلَّ مُحدَثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النَّارِ"، عام مخصوص، لافتًا إلى أن جمع القرآن، والآذان الثاني ووضع علم النحو والأصول والفقه والعقيدة لم يكن في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم- فهل يكون هذا بدعة؟!.هل الاحتفال بعيد الأم بدعة تقذفك في جهنم؟ ، عنه قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن البدعة المردودة المحرمة إنما هي ما أُحدث على خلاف الشرع، أما ما شهد الشرع لأصله فإنه لا يكون مردودًا، ولا إثم على فاعله، وبناء عليه فإن الفرح بمناسبات النصر وغيرها جائز لا مانع منه ولا حرج فيه كذلك، أما بالنسبة للاحتفال بعيد الأم فهو أمر ورد حكمه بنصوص القرآن الكريم والسُنة النبوية الشريفة. وأضاف «جمعة» في إجابته عن سؤال : «هل الاحتفال بعيد الأم حرام وبدعة؟»، أن الاحتفال بعيد الأم أمر جائز شرعًا ولا حرج فيه، حيث إن الإسلام كرم الوالدين وجعلهما الله تعالى سببًا في وجود الأولاد، وقرن شكرهما بشكره؛ فقال تعالى: «وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ»، كما جعل الله تعالى الأمر بالإحسـان إليهما بعـد الأمـر بعبادته سبحانه وتعالى، فقال تعالى: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا»، وكان ذلك لأن الله تعالى جعلهما السبب الظـاهر في الإيجاد فكانا أعظـم مظهر كوني تجلت فيه صفة الخلق. وأشار إلى أن النبي صلي الله عليه وسلم جعل الأم أولى الناس بحسن الصحبة، بل وجعلها مقدمة على الأب في ذلك؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم فَقَالَ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: «أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: « ثُمَّ أَبُوكَ ».
مشاركة :