أظهرت المملكة العربية السعودية مكانة بارزة كواحدة من الدول الرائدة في تبني وتكامل ممارسات المسؤولية الاجتماعية للشركات، وفق نتائج التقرير السنوي الأول لاستطلاع متخصص بهذا المجال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2020. وركز التقرير على سبل وآليات توظيف وتنفيذ المسؤولية الاجتماعية للشركات عبر دول مختارة في مجلس التعاون الخليجي وبلاد الشام وشمال إفريقيا. وتبوأت كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر مراتب الصدارة، حيث احتلت المملكة العربية السعودية مكانة رائدة في تبني المسؤولية الاجتماعية، واتخاذها كركيزة في أعمالها. وتم اختيار ما مجموعه 219 مديرًا تنفيذيًا وقائدًا للشركات من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والكويت والبحرين وعُمان والأردن ولبنان، وتونس، والجزائر والمغرب، حيث تم انتقاؤهم بعناية لأهميتهم في القطاعات التي يعملون بها، وإسهاماتهم القيمة بها، بما في ذلك الطيران والسيارات والمصارف والتمويل والبناء والعقارات والرعاية الصحية والنقل والحكومة. وطُلب من المشاركين الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية للشركات، بعد إعادة النظر فيها في أعقاب تفشي جائحة "كوفيد - 19" لقياس مستوى الإدراك لدورها، حيث تولت وكالة "سيسيرو وبيرناي"، إعداد التقرير بالشراكة مع "يوغوف"، المجموعة الدولية المتخصصة في مجالات الأبحاث وتحليل البيانات. وخلص الاستطلاع إلى حقيقة مهمة مفادها أن المسؤولية الاجتماعية لم تعد ممارسة اختيارية، بل ضرورة يتعين تنفيذها على أرض الواقع. وأشارت النتائج إلى وجود مستوى معقول من الوعي بالمسؤولية الاجتماعية، إضافة إلى تسجيل موقف إيجابي تجاه المفهوم ذاته في المملكة العربية السعودية. وجاءت النتائج الرئيسة المتعلقة بالمملكة على النحو التالي: يبدي 41 % من المشاركين دراية بالمسؤولية الاجتماعية للشركات. المسؤولية الاجتماعية ليست مهمة فقط للشركات، بل إن الباحثين عن العمل يأخذونها أيضاً بالحسبان. ويرى 70 % من المديرين التنفيذيين في المملكة أنها تمثل معياراً مهماً في هذا الجانب، ويتفقون تماماً مع هذا الرأي. من بين المديرين التنفيذيين الذين شملهم الاستطلاع في المملكة، أظهر 90 % منهم فهماً جوهرياً لنطاق المسؤولية الاجتماعية للشركات. ويرى 58 % من المديرين التنفيذيين في المملكة أن المسؤولية الاجتماعية تمثل جزءاً أساسياً من أعمالهم. وقال أحمد عيتاني، المؤسس والرئيس التنفيذي لوكالة "سيسيرو وبيرناي" ورئيس مجلس إدارة جمعية العلاقات العامة والاتصالات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "يمثل العمل مع "يوغوف" لنشر تقرير المسؤولية الاجتماعية في المنطقة مصدر فخر كبيراً لنا في "سيسيرو وبيرناي"، حيث سعينا من خلاله إلى تسليط الضوء على تأثير المبادرات الإقليمية والعالمية، مع الاحتفاء بالتأثير الإيجابي المتزايد للمسؤولية الاجتماعية. وبرزت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية كدولتين رائدتين في تنفيذ أجندات المسؤولية الاجتماعية والعمل على دمجها في عملياتها، في حين كان الإلمام بالمسؤولية الاجتماعية على المستوى الإقليمي جديرة بالملاحظة. وأظهر التقرير أن قيمة العطاء متأصلة في المنطقة على المستوى الثقافي، وليست مجرد ميزة لم يصل تبنيها إلى المستوى المطلوب من قبل الأطراف المعنية". ولا يزال عامل تحسين سمعة الشركة الخيار الأبرز للمشاركين عند سؤالهم عن سبب اعتقادهم أهمية وجود خطة للمسؤولية الاجتماعية لدى الشركات. ووجد 45 % من القادة الذين شملهم الاستطلاع من المملكة العربية السعودية أن المسؤولية الاجتماعية وسيلة لرد الجميل للمجتمع. وعندما سُئل المديرون التنفيذيون المشمولون بالاستطلاع عما إذا كانوا، كعملاء أو مستخدمين، سيثقون أكثر في العلامات التجارية المسؤولة اجتماعياً، أبدى 73 % منهم موافقتهم على هذا الرأي. وقال ستيفان شكسبير، الرئيس التنفيذي لوكالة "يوغوف" في تعليق له: "يمثل هذا التقرير نقطة تحول ستدعم التركيز على المسؤولية الاجتماعية عبر القطاعات والصناعات الإقليمية. إننا نعرب عن سرورنا للتعاون مع "سيسيرو وبيرناي" في نشره، كما نسعد ونفتخر بالكشف عن المكانة الإقليمية الرائدة للمملكة العربية السعودية في تكامل المسؤولية الاجتماعية، حيث ظهرت الممارسات التجارية المسؤولة بشكل واضح تجاه الموظفين والأطراف ذات الصلة والعملاء في جميع النتائج، ونتطلع إلى استمرار نمو انتشار وتطبيق المسؤولية الاجتماعية في كافة أرجاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للتأثير على نظرائها العالميين وإلهامهم". وأظهر الباحثون عن عمل اهتماماً إزاء ما كانت الشركة أو المؤسسة مسؤولة اجتماعياً أو غير ذلك، كما تم تحديد ذلك كمعيار مهم في التقرير. وأظهرت المملكة أعلى متوسط للمديرين التنفيذيين، بواقع 70 % ممن يوافقون أو يوافقون بشدة على أن أنشطة المسؤولية الاجتماعية مهمة عند التفكير في اختيار الوظيفة أو رفضها. وبشكل عام، أعرب 92 % من المديرين التنفيذيين في المملكة عن تفاؤلهم بشأن تأثير المسؤولية الاجتماعية.
مشاركة :