اللواء الركن البحري شامي الظاهري لـ«الحدث»: زراعة الألغام البحريه تهديداً خطيراً للملاحة الدولية

  • 3/21/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أوضح اللواء الركن البحري الدكتور شامي الظاهري قائد كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة سابقاً في حوار خاص لـ«الحدث» عن زراعة الألغام البحرية لميليشيا الحوثي في البحر الأحمر والتي تم تدميرها من قِبل قوات التحالف لدعم الشرعية، وجاء في الحوار كالتالي: 1- ما مدى خطورة الألغام التي زرعها الحوثي في البحار ؟ تعد الألغام البحرية من أخطر الأسلحة الإرهابيه التي تستخدمها العصابة الحوثيه، وخطرها ليس فقط على الملاحة المحلية وإنما على الملاحة العالمية ، فهي تمثل خطراً وتهديداً للأمن والاستقرار وليس فقط اليمن بل دول الجوار وخصوصاً المملكة العربيه السعوديه، وأيضاً أمن وسلامة السفن التجارية التي تبحر في البحر الأحمر المحملة بإمدادات النفط العالمي. وتعد الألغام البحرية والبرية إحدى أدوات الإرهاب لمليشيا الحوثي، فهي الخطر الأكبر على الملاحة وخطوط التجارة العالمية إضافة لخطرها على الأفراد العزل, وتسمى الألغام البحرية أو البرية العدو الذي ينتظر هدفه، والعدو الذي لا يميز بين العدو والصديق. فَمنذ بداية الحرب اليمنية نشرت المليشيا الحوثية مئات الألغام البحرية في المياه اليمنية بالبحر الأحمر، وانجرفت العشرات منها مسافات كبيره بين جزر "حنيش" ومضيق "باب المندب" و"خليج عدن، كما زرعت أعداد كبيرة في المياه الدوليه في البحر الأحمر وخصوصاً في مضيق باب المندب. وفي عام ٢٠١٧ حين بدأت الحكومة الشرعية العملية العسكرية " السهم الذهبي "لتأمين خطوط الملاحة والتجارة العالمية في البحر الأحمر و خط إمداد الإغاثة لملايين اليمنيين عبر ميناء الحديدة" كسحت قوات التحالف برئاسة القوات البحرية في المملكة العربية السعودية العشرات بل المئات من الألغام البحرية والتي مصدرها إيران أو مصنعة في ميناء الحديدة أو ميناء "الصريف ". وهناك نوعان من الألغام البحرية، النوع الأول والأخطر: الألغام الغاطسة والتي تكون تحت سطح البحر ولا ترى بالعين المجردة، وهي ألغام خطرة الألغام وتصيب السفن تحت سطح الماء. أما النوع الثاني: فهي ألغام طافية بدائية التصنيع، ويمكن إكتشافها بالعين المجردة أو بعض الرادارات. بالإضافة للألغام البحرية والبرية تصنع المليشات الحوثية الزوارق المفخخة والتي تستخدم لمهاجمة السفن في البحر الأحمر. 2- هل يعد ميناء الحديدة مورداً لسلاح الحوثي ؟ يعد ميناء الحديدة الرئة التى تتنفس منها المنظمات الإرهابية الحوثية عسكرياً ولوجستياً ، فَمن هذة المحافظة يتم سرقة المساعدات الأممية والدولية ، وأيضاً منصة لإيران الصفوية يمكنها من خلال هذا الميناء الهام، تهريب الأسلحة والصواريخ والطائرات بدون طيار والمعدات العسكرية الأخرى، أيضاً حولت المليشيات الحوثية والعصابات الإيرانية ميناء الحديدة وميناء الصريف كمركز لتصنيع الألغام البحرية والبرية والزوارق المفخخة لتهديد ليس فقط الملاحة من المنطقة، وإنما تهديد الملاحة العالمية. وميناء الحديدة هو ثاني ميناء رئيسي في اليمن، بعد ميناء عدن، يوجد في المحافظة العديد من المنشآت الصناعية من أهمها مصنع أسمنت باجل، وبعض الصناعات الغذائية والمشروبات الغازية، وأهم المعادن الموجودة في أراضي المحافظة هي: ( الجرانيت، الرمال السوداء، الأصباغ، خزف، الملح الصخري، الجبس وبعض المعادن الطينية الأخرى )، وأتذكر أن محافظ الحديدة الدكتور الحسن طاهر قال في الحرب الأخيره أن ألوية العمالقة والقوات المشتركة بالجيش اليمني على مقربة عدة كيلومترات من دخول الحديدة ولكن فجأة وبدون مقدمات عقدت هدنه بين الحكومة الشرعية والعصابات الحوثية بإشراف وتنظيم منظمات الأمم المتحدة وبعض الدول العظمى، وجاء بعد ذلك إتفاق إستوكهولم ليفاقم الأزمه في الحديدة وإعادة الانتشار في ميناء الصليف و رأس عيسى في محافظة الحديدة بموجب اتفاق استوكهولم، وسط مراقبة من فريق الأمم المتحدة في المينائين و زرع المئات من الألغام في مدينة الحديدة وقراها ، ولا تزال الحديدة وضواحيها مليئة بالألغام ، ليس هناك مخطط واضح من الأمم المتحدة بشأن نزع الألغام من محافظة الحديدة، والأهم انسحاب الحوثيين من الحديدة أمنياً وإدارياً. 3- لماذا الغرب والأمم المتحدة متحفّظون على تحرير ميناء الحديدة ؟ كما قلت سابقاَ أن ميناء الحديدة يعد الرئة التى تتنفس بها العصابات الحوثيه وهي النافذة لدخول وتهريب الأسلحة والمعدات العسكرية والغذائية والخبراء الأعداء، لذا فإن المنظمات الأمميه وعددها العشرات بل المئات تعتاش على الحرب القائمة في اليمن، وكلما اقتربت ولاحت في الأفق بوادر انتصار القوات الشرعية تحركت هذه المنظمات الأممية وإفتعلت مسببات لإبعاد هذة الانتصارات، وإشعال الحرب مرة تلو الأخرى بصب الزيت على نيران الحرب سواء بالهدن المتكررة لإعادة الانتشار والتموضع الذي يخدم العصابات الحوثية ، وقد انكشفت المنظمات الأممية وهي تهرب الصواريخ والطائرات المسيرة والخبراء الإيرانيين ومن حزب الله إلى اليمن مستخدمين ميناء الحديدة أو الصريف لتهريب هذه الممنوعات. أما الغرب والدول العظمى كما هو معروف هي التي تدير وتحرك المنظمات الأممية ، وهناك تخادم واضح وجلي بين المنظمات الأمميه والدول العظمى. بعض الدول العظمى تجتمع سراً مع الحوثيين، ومن نتائج هذه الاجتماعات السرية تصعيد الأعمال العسكرية سواء في داخل اليمن أو ضد المملكة العربية السعودية. وخلاصة القول أن السلام لا يتحقق من خلال المنظمات الأمميه أو الدول العظمى فهذه المنظمات والأمم العظمى تستخدم الأزمات الدولية والمحلية لتحقيق مصالحها الذاتية ، وفلسطين وكشمير وليبيا أمثلة واضحة ، فالسلام في اليمن يتحقق بإذن الله من قبل الدول التي تكتوي من هذه الحرب وخصوصاً إخواننا اليمنيين والمملكة العربية السعودية ، أما إيران والمنظمات الأممية والدول العظمى فلا يؤلمها الشهداء و الضحايا والقتلى اليمنيين أو السعوديين.

مشاركة :