في خطوة فعلية هي الأولى من نوعها لتوحيد مؤسسات الدولة الليبية وفق مخرجات الاتفاق السياسي، أعلن عن قرار حكومي بإعادة دمج وتوحيد وكالتي الأنباء اللتين كانتا تعملان تحت سلطة الحكومتين السابقتين المتنافسين في طرابلس وبنغازي امتداداً لحالة الانقسام السياسي الذي عرفته ليبيا منذ صيف 2014 . ونصّ قرار صادر عن رئيس المؤسسة الليبية للإعلام التابعة لحكومة الوحدة الوطنية محمد بعيو على توحيد ودمج وكالتي الأنباء بالمنطقتين الشرقية والغربية في وكالة واحدة على مستوى الدولة، كما كان عليه الحال قبل وقوع الانقسام السياسي. ونصَّ القرار في المادة الثانية منه على تحمل المؤسسة المسؤولية عن تسوية كافة الالتزامات القانونية والإدارية والمالية المترتبة على وكالة الأنباء الليبية أثناء فترة الانقسام، فيما شددت المادة الثالثة على إدارة الوكالة عبر لجنة إدارية مؤقتة إلى حين تكليف مجلس إدارة دائم وجاء في المادة الرابعة أن يتم العمل بهذا القرار من تاريخ صدوره، وعلى المعنيين بأحكامه تنفيذه كل في نطاق اختصاصه، مع إلغاء كل حكم يخالفه. فيما أوضح البيان الصحفي المرفق بالقرار أنه يأتي لمعالجة مشكلة وجود وكالتين للأنباء، واحدة تابعة للحكومة المؤقتة والأخرى لحكومة الوفاق. وأشاد بعيّو بالروح الوطنية الطيبة التي تجسدت لدى إدارتي الوكالة ومسؤوليها والعاملين فيها، والتي تأتي انعكاسًا للمناخ الإيجابي السائد الآن بعد تشكيل السلطة التنفيذية الجديدة. والأسبوع الماضي، أطلق رئيس المؤسسة الليبية للإعلام مبادرة هادفة لإنجاز وتحقيق المصالحة الإعلامية الوطنية الشاملة على أساس أن ليبيا فوق وقبل كل الانتماءات والولاءات والأجندات، وغايتها إعلاء شأن البلاد وقيمتها ومكانتها ووسيلتها صدق النية وصلاح العمل. وقال بعيو إنه «استجابة صادقة لنداءات جموع الليبيين ومجاميعهم المطالبة بدعم وترسيخ إعلام السلام وتحريم وتجريم خطاب الكراهية والتحريض والفتنة، وسعياً إلى جمع الليبيين سواسية على كلمة سواء وجمع شتات الإعلام الليبي جميعه بلا استثناء على محبة الوطن، وجعل الإعـلام وسيلة خير وأداة بناء، يتم إعلان المبادرة». وأكد بعيو أن هذه المصالحة لا تهدف إطلاقًا إلى فرض الرؤية الواحدة والخطاب الواحد والصوت الواحد وجعل السلام وسلامة الوطن واستقراره وازدهاره سقفًا مرفوعًا لا يمكن تجاوزه أو القفز عليه،مشيراً إلى أن المصالحة تسعى أيضًا إلى جعل التنابز والتنابذ والتحريض وبث خطاب الكراهية والفتنة حضيضاً مرفوضاً من الجميع لا يجوز للإعلام الليبي والإعلاميين الانحدار إليه، داعياً إعلاميي ليبيا كلها شخوص ومؤسسات إلى تلبية نداء التصالح والتصافي والالتقاء لصياغة وتطبيق ميثاق الوحدة الوطنية الإعلامي، وأن يتركوا خلف ظهورهم كل خلافات وصراعات الأمس، وبدء مسيرة مصالحة إعلامية وطنية هي الرافد والأساس للمصالحة الوطنية الشاملة. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :