بعد أخذي الجرعة الأولى للقاح جائحة كورونا في مستشفى عسير المركزي، خرجت بتفكير، عميق وحفنة أسئلة، هل اقتربنا بهذا النموذج في العمل والتعامل من مسار الطريق نحو «رؤية 2030»؟ هل اختصرنا المسافة والزمن لنكون بهذا التنظيم الرائع والتعامل الراقي؟ هل لدينا هذا المخزون من الطاقات الشابة ذكور وإناث بهذه الجودة، وتسببت الهيمنة الوافدة في إخفائهم دون وعي من صناع القرار؟ هل البصمة التي تركها الربيعة وزير الصحة وبصمة أمراء المناطقة ومن ضمنهم أمير منطقة عسير تركي بن طلال بن عبدالعزيز بداية حقيقية نحو العمل الجمعي المبهر، والمدهش في آن معا؟ حفنة أسئلة جالت برأسي أثناء الاستقبال الرائع، وأثناء الانتظار ثم المغادرة ودرجة الاهتمام بالإنسان والمكان، ومع كل دوائر الأسئلة المتزاحمة أتت أسئلة سلبية غصب عني عن سوء الاستقبال، وسوء المعاملة في بعض القطاعات، ومدى قدرة هذه الجهات على الاستفادة الحقيقية من تجربة وزارة الصحة، وفرق العمل لديها، وعن تجميد المعاملات في بعض قطاعات الدولة إلى درجة مؤلمة فعلا، بل وصل الحنق عند بعض المراجعين لهذه الجهات أن أصبح تخليص معاملاتهم مرتبطا بكمية الأدوية التي يخرج بها لعلاج السكر والضغط وتوابعهما. السؤال الذي احتل أكبر مساحة من تفكيري بعد مغادرتي مركز التطعيم عن بعض القضاة الأفاضل، وحراس الفضيلة، ومدى إتاحة الفرصة لهم لزيارة مركز التطعيم في أبها أو أي مدينة سعودية، للمشاهد بين وجه نضر ووجه «عبوس قمطرير» بين بشاشة الاستقبال وعنافر الغرور والكبرياء، بين الأناقة والتهذيب وقيمة الإنسان هنا في مراكز الخدمات الطبية ومهانة الصمت والهيبة المصطنعة، وعدم رد السلام في أروقة بعض المحاكم. المناخ التنظيمي الرائع في مراكز التطعيم يفوق الوصف في حُسن الاستقبال، وجودة التعامل، ونظافة المكان، وقيمة الإنسان، ولا يعيب بعض القضاة، وحراس الفضيلة ومجمدي المعاملات وأصحاب العنافر المبرطمين في بعض الجهات لزيارة هذه المراكز ليأخذوا جرعة أخلاق حثنا عليها ديننا الحنيف فهي أهم من جرعة فايروس لا يُرى بالعين المجردة، ولله في خلقه شؤون. شكرا لوزارة الصحة وفي مقدمتهم «الربيعة» وأتمنى من بعض القضاة وحراس الفضيلة القيام بزيارات لهذه المراكز كدورة بناء في الأخلاق، لعلهم يستوعبون قاعدة «إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا».
مشاركة :