تسليح أميركا عشائر الأنبار يثير استياء «الحشد الشعبي»

  • 9/16/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

علمت «الحياة» من مصادر موثوق فيها ان فصائل من «الحشد الشعبي» ابلغت إلى الحكومة استياءها من تسليح الولايات المتحدة عشائر الأنبار، فيما بدأ العسكريون الأميركيون في المحافظة تقديم الإستشارات الى قطعات الجيش ميدانياً بعدما كانت تجري عبر الإتصالات من داخل قواعدهم. وتوقفت المعارك في الأنبار في شكل شبه كامل منذ ايام، والتزمت قوات الامن موقف الدفاع عن مناطقها، وسط استياء من ضعف التنسيق بين الوحدات القتالية. وقالت مصادر مقربة من الحكومة لـ «الحياة» ان عدداً من قادة فصائل «الحشد الشعبي» أبلغوا إليها استياءهم من تسليح القوات الاميركية ابناء العشائر بأسلحة خفيفة ومتوسطة. وأضافت المصادر ان قادة الفصائل ابلغوا إلى الحكومة تحفظهم عن عملية التسليح لأنهم أفراد في فصائل سنية معروفة بعدائها للعملية السياسية، وبينهم ضباط من الجيش السابق وضباط حاليون تم أقيلوا لتورطهم في سقوط الأنبار. وأشارت المصادر الى ان عمليات التسليح تجري بعلم وموافقة الحكومة الإتحادية، على رغم أن عملية التطوع والتسليح لم تعد تخضع للآليات المعقدة المعمول بها سابقاً مثل خضوعها لضوابط اجتثاث البعث ومرور الأسماء عبر وزارة الداخلية. إلى ذلك، انتقد محمد الجميلي، وهو أحد شيوخ الأنبار الاعتراضات المستمرة على تسليح أبناء العشائر، وقال لـ «الحياة» ان «بعض الجهات تسعى إلى إبعاد السكان المحليين عن المشاركة في المعارك لتحرير مدنهم على ان يقوم الحشد الشعبي بتحريرها». وأضاف ان «عشائر الأنبار تفهمت قبل شهور عدم ثقة الحشد بأبنائها واعطوا فرصة لتحرير مدينتي الفلوجة والرمادي، ولكنهم لم ينجحوا في مهمتهم، وسبق ان ابلغناهم أن المعركة في الأنبار تختلف عن المعارك في صلاح الدين وديالى، وتتطلب مشاركة العشائر لإنجاحها». ولفت الجميلي الى ان «عمليات التسليح التي قامت بها القوات الاميركية شملت عدداً محدوداً لا يتجاوز المئات ولا يرتقي إلى مستوى الطموح»، ورجح زيادة عمليات التسليح خلال الشهرين المقبلين. وزاد ان «المعارك في الأنبار تعاني من ضعف التنسيق بين التشكيلات المقاتلة، من الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي وأبناء العشائر، واعتبر ان هذا الغياب أثر في شكل واضح في سير المعارك. الى ذلك، قال ضابط رفيع المستوى في «قيادة عمليات الانبار» لـ «الحياة» ان العمليات العسكرية «مستمرة»، وأضاف ان «الهجمات الانتحارية الأخيرة التي تعرضت لها قطعات الجيش هي لخوف داعش من تقدم القوات نحو مركز الرمادي». ولفت الى ان «الاستشارات الأميركية لقطعات الجيش أصبحت ذات طابع ميداني من خلال وجود المستشارين قرب خطوط القتال بعد ان كانت في السابق تجري عبر الاتصالات في داخل مقراتهم في قاعدتي الحبانية وعين الأسد».

مشاركة :