متابعة أميرة خالد (صدى): يعتقد البعض أن الممثل المصري عمر الشريف، هو أول ممثل عربي تستعين به هوليوود، لكن في حقيقة الأمر، أن أول عربي بسينما هوليوود هو مواطن من بريدة، عاش 105 عاما. الكاتب خليل الرواف، هو أول سعودي يصل إلى الولايات المتحدة، ويقيم فيها، ويمارس أنشطة عدة، وصلت به إلى الظهور في أفلامٍ أمريكية، صُوِّرت في هوليوود. وسافر الرواف إلى أربع قارات، وتزوج من أمريكيتين، وكان مستشارًا ملكيا، زخرت حياته بالمغامرة والترحال وظللها الكمد والألم حين حرم من ابنه ليعيش طيلة حياته باحثًا عنه، بحسب ماجد الماجد المهتم بالقصص التاريخية. وأوضح الماجد، أنه في منتصف القرن الـ 18ونتيجة للأوضاع المضطربة في نجد وطلبًا للرزق؛ قرر بعض تجارها العبور بتجارتهم إلى أسواق أخرى في بلاد محيطة، فساحوا في الأرض وتفرق بهم الحال في بلاد مجاورة، لكن حنينهم إلى مسقط رأسهم لم ينفك، حيث يعودون إليه مرة بعد أخرى. وكان هؤلاء التجار همزات وصل بين نجد وبين حواضر العرب الأخرى، يُسّيرون قوافل الحجيج ، وينقلون الأقمشة والتوابل ويتاجرون في الخيول والسمن والأغنام وسواها من المواد، إنهم العقيلات أصحاب التاريخ التجاري المشرف. وكانت دمشق من بين هذه الحواضر التي نزل فيها العقيلات وعلى الأخص "عائلة الرواف"، حيث اتخذوها مركزًا ينطلقون منه نحو جهات الأرض المختلفة، وتصاهروا مع المجتمع الشامي. وولد خليل الرواف، في عام 1895 لإبراهيم الرواف وهو تاجر نجدي اهتم كثيرًا بتعليمه القراءة والكتابة، وألحقه بإحدى مدارس دمشق، ليجد طريقه نحو الفهم والإجادة والتعلم، وفي ذات الوقت أدمجه والده في تجارته وقوافله. واعتمد خليل على نفسه منذ وقت مبكرة، فكان يشتري الإبل والخيول الصغيرة من بريدة ويربيها، ثم يقدم بها على أسواق دمشق والعراق وفلسطين ويبيعها، ولم تكن حياته المبكرة بجانب التجارة لتخلو من القراءة والتدوين، فقرأ مصنفات شتى وحفظ الشعر واهتم بالأدب. حملته حياة الترحال إلى تكوين صداقات وعلاقات كثيرة، إلى تلك الدرجة التي التقى فيها بالملك المؤسس عبد العزيز آل سعود -يرحمه الله- عام 1930 من أجل مساعدته في استعادة وقف لعائلته في العراق، فحمّله الملك برسالة إلى ملك العراق حينها فيصل بن الحسين، والذي رحب به وبشدة. لاستعادة أوقاف عائلته كان على خليل الرواف سلوك طريق القضاء، والمفاوضات مع هيئة الأوقاف العراقية حينها، طريق لم يجن من ورائه سوى ثلاث سنوات ضائعات، تردد فيها على العراق وأقام بها مددًا طويلة، إلى أن تسرب إليه اليأس، فكف نفسه عن المواصلة. جبرا لخاطره وافق عثمان على ذلك وانطلق معه صوب أمريكا، بعد وصولهم اقترح عثمان الاستعانة بمحقق خاص للبحث عن نواف، التقيا معًا المحقق وأمداه بكامل المعلومات المتوفرة، ولم يتخيلا أبدًا أن مثل هذه خطوة قد تثمر، لكنهما أقدما عليها من باب المحاولة ليس أكثر. ووفقا لرواية الماجد: " بعد 3 أيام رن جرس الهاتف، رفع عثمان السماعة وأجاب فإذ به المحقق يقول له اكتب ورائي، مدينة هوليوود كالفورنيا، وهذا رقم هاتف نواف، وحين تتصل به ناديه بكلايف ويلمان، فقد غيرت أمه اسمه في وقت مبكرة، على الفور تواصل معه عثمان، تفاجأ الابن بداية وارتبك لكن ذلك لم يمنع من ترتيب لقاء ". وأضاف: " 45 عامًا مضت لم ير فيها خليل ابنه، كان لقاء ككله الدمع واهتزت له الفرائص، وأزهرت من جوفه ينابيع لا تحصى من المشاعر المختلطة، التقى الأب ابنه ليس هذا فحسب بل كذلك زوجته السابقة التي جاوزت حينذاك سبعا وسبعين عاما، انفطرا الأب وابنه سوية يبكيان عمرًا طويلًا مضى دون لقاء". وتابع: " لقد تزوجت الأم بعد خليل الرواف من الأديب العربي الشهير أحمد زكي أبو شادي، الذي تبنى نواف وعامله كابنه تمامًا، ولم يدر نواف أبدًا من أبيه الحقيقي، لحظة كان لابد منها لخليل، الذي استقرت نفسه أخيرًا، ولقى ربه بعد هذا اللقاء بنحو تسع سنوات، تحديدًا عام 2000، بعد مسيرة طويلة وعمر حافل ".
مشاركة :