استهل سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي زيارة للصين أمس، بدعوة موسكو وبكين إلى الحد من اعتمادهما على الدولار وأنظمة الدفع الغربية، بهدف التصدي لما وصفه بأجندة الغرب الفكرية. وبحسب "رويترز"، من المتوقع أن يجري لافروف خلال الزيارة التي تستمر يومين محادثات مع نظيره الصيني في وقت يخيم فيه التوتر الشديد على علاقات الدولتين مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن. واختتم مسؤولون أمريكيون وصينيون محادثات في ألاسكا وصفتها واشنطن بأنها "صارمة ومباشرة" يوم الجمعة وعاد السفير الروسي لدى واشنطن إلى موسكو أمس الأول للتشاور بعد تصريحات لبايدن قال فيها "إنه يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قاتل". وتتأهب موسكو أيضا إلى جولة جديدة من العقوبات الأمريكية بسبب ما تصفه واشنطن بتدخل روسي في انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة عام 2020، وهو ما تنفيه روسيا. وقال لافروف في تصريحات لوسائل إعلام صينية قبل بدء زيارته "إن موسكو وبكين مضطرتان إلى التطور بمعزل عن واشنطن"، لإحباط ما وصفه بمحاولات أمريكية للحد من تطورهما التكنولوجي. وقال لافروف "نحن بحاجة إلى تقليل مخاطر العقوبات عن طريق تعزيز استقلالنا التكنولوجي والانتقال إلى مدفوعات بعملاتنا الوطنية والعملات العالمية التي تعد بديلا للدولار". وأضاف وفقا لنص مقابلة نُشرت أمس "نحن بحاجة إلى الابتعاد عن استخدام أنظمة الدفع الدولية التي يسيطر عليها الغرب". وذكرت صحيفة "جلوبال تايمز" الرسمية الصينية قبل الزيارة، أن زيارة لافروف مؤشر على أن التنسيق الوثيق بين روسيا والصين يمكنه درء تأثير ما وصفته الصحيفة "بإثارة الشغب الأمريكية". وأضافت الصحيفة "توقيت زيارة لافروف مهم، لأنه يعني أن روسيا هي أول دولة تتبادل معها الصين المعلومات والآراء حول القضايا المهمة بعد التواصل الصيني الأمريكي المباشر". وهبط الروبل الروسي باتجاه 75 مقابل الدولار الأمريكي في تعاملات متقلبة أمس ليلامس أدنى مستوى له في أكثر من أسبوعين، إذ يؤدي تهديد بعقوبات أمريكية جديدة ضد موسكو وهبوط حاد لليرة التركية إلى تراجع شهية المستثمرين للمخاطرة. وعند الساعة 15:20 بتوقيت جرينتش، كان الروبل منخفضا 1 في المائة مقابل الدولار عند 74.88 بعد أن هبط في وقت سابق إلى 74.9300 وهو أضعف مستوى له منذ الرابع من آذار (مارس). وتراجع الروبل 1.2 في المائة مقابل العملة الأوروبية إلى 89.30 لليورو بعد أن تخطى عتبة 89 للمرة الأولى منذ الخامس من آذار (مارس). ويتضرر الروبل من تهديد بمزيد من العقوبات الأمريكية ضد روسيا من المتوقع أن يتم الإعلان عنها هذا الأسبوع. وعانى الروبل على مدار الأسبوع المنصرم منذ أن قال الرئيس الأمريكي جو بايدن "إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين سيدفع ثمنا عن تدخل مزعوم في الانتخابات الأمريكية لعام 2020".
مشاركة :