على طريق ريفي أطلق عليه السكان المحليون "شارع النحام"، يسير ستافروس كالباكيس إلى جانب القصب الطويل في بحيرة أيوس ماماس، الصغيرة في شمال اليونان فيما يشاهد المكان من خلال منظارين. يدخل الناشط البيئي الأشيب البحيرة ليعود بعد لحظات حاملا طائر نحام وردي نافق، وهو واحد من عشرات هذه الطيور، التي عثر عليها في المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة مسممة بالرصاص. ونفق أكثر من خمسين من هذه الطيور الوردية في البحيرة الصغيرة في شبه جزيرة هالكيديكي شمال اليونان على مسافة حوالى 580 كيلومترا شمال أثينا، حسبما قال كالباكيس رئيس منظمة "أكشن فور وايلدلايف" لوكالة فرانس برس. ولم يتم إنقاذ أي من حوالى 12 طائر نحام تمكنت المنظمة من نقلها لتحصل على العناية الطبية. وقالت إلي بريدجمان وهي متطوعة في المنظمة تبلغ من العمر 20 عاما "تأكل طيور النحام الوردي الحصى الصغيرة للمساعدة في عملية الهضم وتأكل شظايا الرصاص... التي تؤدي إلى تسمّمها". وأكدت التحاليل أن سبب نفوقها كان التسمم بالرصاص الذي يهدد البشر أيضا، بحسب صوفيا بروسالي وهي واحدة من البيطريين المتطوعين في المنظمة. وقالت بروسالي "أجرينا فحوصا لإنفلونزا الطيور وفيروس غرب النيل وجاءت كلها سلبية". وأضافت "تبيّن أن كل الطيور التي ظهرت عليها هذه الأعراض كانت بطونها تحوي رصاصا" مضيفة أنه من المحتمل أن تكون هناك طيور نافقة أخرى بين النباتات المورقة ولم يعثر عليها بعد.شاهد.. عندما ترقص النحامشاهد: صغار النحام الوردي تتجول بين الزوار في حديقة للحيوانات ببراغ وأيوس ماماس هي واحدة من مناطق "ناتورا 2000" لتنوع الحياة البرية في أوروبا، وهي موطن لما يقرب من 60 نوعا مختلفا من الطيور. والأهم من ذلك، تم تسجيل مقاطع فيديو لطيور النحام الوردي وهي تتكاثر في هذا المكان العام الماضي، وهذه سابقة في اليونان. وقالت آنا بانايوتو رئيسة هيئة إدارة المناطق المحمية في الخليج الثيرمي "فشلت الجهود السابقة، ويعزى ذلك بشكل رئيسي إلى التدخل البشري في مستعمرات طيور النحام". وأضافت "سيكون أمرا مخيبا للآمال إذا تم القضاء على هذا التطور الإيجابي بسبب إصرار بعض المواطنين على انتهاك القوانين البيئية". ويعتبر استخدام الطلق الناري بالرصاص في الأراضي الرطبة غير قانوني في اليونان منذ العام 2013 وقال الاتحاد الأوروبي في تشرين الثاني/نوفمبر إنه سيحظر استخدامه في كل الأراضي الرطبة بموجب قانونه المتعلق بالمواد الكيميائية. لكن الصيادين اليونانيين ما زالوا يستخدمون طلقات تحتوي على الرصاص، كما تقول مجموعات بيئية. ووفقا للمفوضية الأوروبية، يتم إطلاق 4000 إلى 5000 طن من الرصاص سنويا في الأراضي الرطبة حول التكتل من الطلقات. من جانبه، أوضح اتحاد محلي يوناني للصيد إن القضية يتم استغلالها بشكل غير عادل من أجل تبرير القيود المفروضة عليهم. وقال اتحاد الصيد في مقدونيا وتراقيا في بيان "لدينا مؤشرات قوية على أن مسألة طيور النحام النافقة، بغض النظر عن صحتها، تستخدم بهدف مكافحة الصيد". لكن كوينتين، وهو متطوع فرنسي يبلغ من العمر 22 عاما في المنظمة البيئية، قال إنه يسمع أصوات إطلاق نار في المنطقة. وتابع "رغم أن الصيد كان ممنوعا بموجب قيود فيروس كورونا، فإننا لا نزال نسمع طلقات من الصيادين. إنه أمر لا يصدق".
مشاركة :