تروي قصة اكتشاف الجاذبية، والتي يتداولها الغالبية العظمى من البشر حول العالم، أن نيوتن توصل إليها بالصدفة عندما سقطت فوق رأسه تفاجأ أثناء جلوسه أسفل شجرة، ليبدأ من هنا البحث عن سر السقوط، ومنها توصل إلى الجاذبية وقانونها. على جانب آخر، شكك بعض الباحثين في صدق تلك القصة، ويظهر بين الحين والآخر تفسيرات جديدة وأطروحات لفكرة الجاذبية واكتشاف قانونها، تنفي صحة رواية التفاحة والصدفة التي قادت إلى هذا الاكتشاف. مؤخرا، انضم إلى الباحثين المعارضين لقصة التفاحة، الباحث منصور العساف، وهو باحث سعودي في التاريخ الاجتماعي، والذي أكد أن قصة سقوط التفاحة على رأس نيوتن هي «قصة أسطورية»، ووصفها بـ«الكذبة التاريخية». ولم يكتف الباحث السعودي بنفي القصة نفسها، بل امتد الأمر لينفي صحة أن نيوتن هو مكتشفها الأول، في تصريحات مثيرة للجدل ألعنها خلال استضافته ببرنامج «في الصورة» على شاشة قناة «روتانا خليجية». ونسب «العساف» خلال لقائه، فكرة اكتشاف الجاذبية إلى العالِم العربي «البيروني»، مشيرا إلى أنه «هو من اكتشف الجاذبية الأرضية قبل نيوتن». وأشار إلى أنه لم تثبت أمام أدوات البحث العلمي سقوط التفاحة أمام نيوتن، وشدَّد على ضرورة أن يقرأ الباحث سيرة المؤرخ قبل أن يقرأ تاريخه؛ والسبب أن الميول والمعتقدات والأهواء الشخصية تؤثر على المؤرخ مهما كان. وأوضح أن الجاذبية لم يكتشفها في الأساس نيوتن، قائلًا: «أصلًا الجاذبية لم يكتشفها نيوتن، والجاذبية اكتُشفت من الإغريق واليونان، وأكثر من اكتشفها هو أبو الريحان البيروني، وقال حينها: إن الأشياء تسقط على الأرض بفعل قوة الجذب المتمركزة فيها، وهذا دليل». الباحث #منصور_العساف: قصة سقوط “التفاحة” على رأس نيوتين “كذبة تاريخية”، والبيروني اكتشف الجاذبية قبل نيوتن!#تاريخنا_الاجتماعي_في_الصورةpic.twitter.com/VVMyrMtCyJ — في الصورة (@almodifershow) March 22, 2021 يذكر أن اسحاق نيوتن، عالم إنجليزي، يعد من أبرز العلماء مساهمة في الفيزياء والرياضيات عبر العصور وأحد رموز الثورة العلمية. شغل نيوتن منصب رئيس الجمعية الملكية، كما كان عضوًا في البرلمان الإنجليزي، إضافة إلى توليه رئاسة دار سك العملة الملكية، وزمالته لكلية الثالوث في كامبريدج، وهو ثاني أستاذ لوكاسي للرياضيات في جامعة كامبريدج. أسس كتابه الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية، وربما كان هذا أهم عمل فردي تم نشره على الإطلاق في العلوم الطبيعية الذي نشر لأول مرة عام 1687، لمعظم مبادئ الميكانيكا الكلاسيكية. كما قدم نيوتن أيضًا مساهمات هامة في مجال البصريات، وشارك جوتفريد لايبنتز، في وضع أسس التفاضل والتكامل. صاغ نيوتن قوانين الحركة وقانون الجذب العام التي سيطرت على رؤية العلماء للكون المادي للقرون الثلاثة التالية، حتى حلت محلها نظرية النسبية. كما أثبت أن حركة الأجسام على الأرض والأجسام السماوية يمكن وصفها وفق نفس مبادئ الحركة والجاذبية.
مشاركة :