الفنون الرقمية.. الإقبال على الفن

  • 3/23/2021
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الفنون الرقمية والتي كثيرا ما اتسمت بالصخب والخيال، إنها لغة جادة قادرة على صناعة الفن المعاصر ومحاكاة الموقف الجمالي والتعبيري حيث استطاعت صناعة ذاتها الجمالية بدقة وحضور، ولذلك لم تتملك الدهشة الفنان الأمريكي «مايك وينكلمان» الشهير بلقب «بيبال» وهو يعانق الثراء بلوحته الرقمية التي شغلت تفكيره وبحثه الجمالي في عالم التقنيات الرقمية حين سجل رقما قياسيا في مبيعات الأعمال الفنية الرقمية بأغلى عمل فني «كل الأيام- أول 5000 يوم» ليصبح أغلى فنان معاصر على قيد الحياة رغم أنه قليل المشاركات في سوق الفن ومزادات المبيعات إلا أنه عمل بذكاء فني وابتكار مدهش، حتى يخترق بحضوره وصداه دار المزادات العالمية «كريستيز» بمبلغ قارب 70 مليون دولار بالتمام والكمال.تلكم المشاركة بالذات تعتبر حدثا صاخبا ومهما في تاريخ الفنون المعاصرة حيث شكل ثورة في عالم المبيعات الفنية استطاع التحول بالمتلقي الخبير والناقد والمهتم والمقتني نحو الفنون الرقمية بوصفها فنونا لها صياغاتها الحسية والنفسية والعملية والعلمية.هي خطوة لها من الجرأة والتطور والدقة ما يحسب للفنان أولا على صعيد بحثه في الفنون الرقمية ورصده الناضج لتجربته وصبره في خلق توافق بين الرسم والتصميم خاصة وأنه حمل مواقف مختلفة عن التحولات التقنية في العالم واختلاف الرؤى البصرية التي ميزت الحياة المعاصرة وبالخصوص عالم الوسائط السمعية والبصرية على مستوى الإعلام والإعلان والفيديو والسينما وما شهدته من تطور فرض على المتلقي والجمهور الاندماج معها وبالتالي التواصل بذائقته مع متغيراتها حسيا ونفسيا.ولعل هذا المسار الفني الرقمي المعاصر يطرح لدينا عدة أسئلة ومحاورات بصرية تهم تجاربنا البصرية التي ترتكز على التقنيات الرقمية الحديثة والبرامج المستحدثة وهذا الكم المتأثر بالفنون المعاصر من عدة أصعدة تقنية ومفاهيمية، هل نحن قادرون على تشكيل مسارنا الخاص الذي يشبه اندفاعنا نحو صناعة الفن القادر على العمل بذكاء يدرس بصريا متطلبات الفن ومتغيرات السوق واستثماراتها والمقتني وما يسحبه نحو الندرة البصرية التي تشبه لغة عصرها بفنيات عالية.إن العمل على الابتكار والبحث والصبر والتجريب يحمل كل فنان على فرض تجربة تحتاج أن تشبه ذاتها بحركة فنية مرنة مهما كانت جوانب حضورها في تجريب دورها ثابت في صياغة تاريخ الفن بعيدا عن السخافات السطحية أو الاستعراض التجاري، فلا يزال الفن منفذا إنسانيا له ركائزه القائمة على الإبداع والجمالية ولا يزال الإنسان قادرا على تبصر تلك الجوانب الفنية وللقصة بقية.‫yousifalharbi@

مشاركة :