وسط ترحيب إقليمي ودولي واسع النطاق بالمبادرة التي طرحتها المملكة العربية السعودية، أمس الأول، لإنهاء الحرب في اليمن، أكدت مصادر إعلامية غربية، أن هذه الخطوة تبعث آمالاً عريضة، في إمكانية وضع حد للصراع الدموي الدائر في هذا البلد منذ نحو 6 سنوات. وشددت المصادر على أهمية ما تحظى به المبادرة، التي تدعو إلى وقف إطلاق النار بشكل شامل في مختلف أنحاء اليمن تحت إشراف أممي واستئناف المفاوضات بين الحكومة المعترف بها دولياً وميليشيات الحوثي الإرهابية، من دعم من جانب القوى الدولية الرئيسة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، التي طالبت على لسان وزارة خارجيتها بضرورة التزام مختلف الأطراف بتلك المبادرة، وهو ما بدا دعوة واضحة للحوثيين، للتخلي عن مواقفهم المتعنتة، حيال الجهود الرامية لإيجاد تسوية سلمية للحرب. وأبرزت صحيفة «الجارديان» البريطانية اتهامات الحكومة اليمنية لميليشيات الحوثي باتباع نهج «العناد والمماطلة حيال مختلف المبادرات الرامية لإنهاء القتال، والعمل على إطالة أمد الأزمة الإنسانية ومفاقمتها، عبر نهب المساعدات الإغاثية ورفض فتح مطار صنعاء، وتضليل المجتمع الدولي». وأكدت الصحيفة في تقرير إخباري، أن المبادرة الأخيرة تؤكد رغبة السعودية في رؤية نهاية للحرب الدائرة في اليمن، طالما تم الحفاظ على أمنها وحدودها، دون أن تغفل في الوقت نفسه، إبراز اتهامات الرياض لطهران، بتزويد الحوثيين بالدعم المالي والأسلحة، التي تُستخدم لمهاجمة المملكة ومنشأتها المدنية، ومرافق البنية التحتية للنفط في أراضيها. كما أبرزت «الجارديان» ردود الفعل السلبية التي أصدرها الحوثيون خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، على المبادرة السعودية، مشيرةً إلى أن ذلك يأتي بعد نحو أسبوعين لا أكثر، من رفضهم خطة طرحتها الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار، بزعم أنها لم تتطرق لمسألة رفع ما تصفه الميليشيات الحوثية بالحصار المفروض على موانئ ومنافذ يمنية. ومن جهتها، انتقدت صحيفة «ذا كوريير» موقف الحوثيين من المبادرة الأخيرة، رغم أنها تتجاوب مع مطالب، طالما دعت هذه الجماعة الطائفية المسلحة إلى تلبيتها، على مدار السنوات القليلة الماضية، ومن بينها إعادة فتح مطار صنعاء الدولي. ففي إطار المبادرة، سيُفتح الباب كما قالت الصحيفة أمام «استقبال المطار لعدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية، كما سيُسمح باستيراد الوقود والمواد الغذائية عبر ميناء الحديدة الاستراتيجي، إذا ما التزمت السفن التي تحمل هذه المؤن بالقواعد الموضوعة من جانب مجلس الأمن الدولي في هذا الشأن، وذلك في ضوء مخاوف الرياض من أن ميليشيات الحوثي تجلب أسلحة مُهرّبة عبر هذا الميناء». وحمّلت «ذا كوريير» الحوثيين مسؤولية استمرار الحرب الوحشية في اليمن، في ضوء مواصلتهم القتال ضد الحكومة المعترف بها دولياً، وسيطرتهم على العاصمة صنعاء، وتحالفهم مع النظام الإيراني. وأشارت الصحيفة ضمناً، إلى تقويض ميليشيات الحوثي كل الجهود الدبلوماسية الدولية، التي بُذِلَت لوضع حد لهذا الصراع الذي طال أمده، ودار جزء منها في عواصم أوروبية مثل ستوكهولم، وهو ما أدى إلى أن يشهد اليمن بحسب تقديرات الأمم المتحدة، أكبر أزمة إنسانية في العالم بأسره، في ضوء اعتماد أكثر من 20 مليوناً من مواطنيه على المساعدات الإنسانية.
مشاركة :