القاهرة: جمال القصاص جدد مشهد تشييع جنازة ضابط شرطة شاب قتل صباح أمس في اشتباكات مع مسلحين مطلوبين للعدالة أحزان المصريين، ولفت الأنظار إلى سرادق عزاء أصبح يعيشه الشارع المصري بشكل شبه يومي، بعدما اشتدت موجة الأعمال الإرهابية، وباتت تهدد أمن الوطن في العاصمة والأقاليم. فلم يكد المصريون يفيقون من صدمة العملية الانتحارية التي أودت بحياة 11 مجندا بالجيش أول من أمس (الأربعاء)، وخلفت 37 مصابا آخرين بعضهم إصابته خطرة، حتى استفاقوا صباح أمس على خبر وفاة النقيب أحمد سمير محمود الكبير، من قوة قطاع المحور للعمليات الخاصة بالأمن المركزي، والذي لقي حتفه أثناء اشتراكه في مأمورية استهدفت عناصر «إرهابية» من المتهمين باغتيال المقدم محمد مبروك، المسؤول عن ملف الإخوان في جهاز الأمن الوطني، أمام منزله الأسبوع الماضي بضاحية مدينة نصر شرق القاهرة. في ظل هذا المشهد، بات لزاما على كل من وزيري الدفاع والداخلية المصريين أن يتأهبا كل يوم لتوديع المزيد من الضحايا من شهداء الجيش والشرطة أثناء قيامهم بملاحقة العناصر الإرهابية. ولم يستطع وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم أن يكمل اجتماع الحكومة أمس، فانصرف مبكرا ليلحق بجنازة ضابط الشرطة، والذي شيع جثمانه في جنازة عسكرية بمنطقة الدراسة بالأزهر. وأمام جثامين 11 جنديا من قوات الجيش ملفوفين بالعلم المصري، أكد الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، أن «العزاء ليس لأسر الشهداء والقوات المسلحة وإنما لمصر كلها، فهم أبناؤها الذين قدموا أرواحهم فداء لها من أجل مواجهة الإرهاب ومن يرفعون السلاح في وجه أبناء هذا الوطن وأبنائه». وأضاف أن «هذا الحادث الغادر الذي لن يزيدنا إلا إصرارا وعزيمة، وأننا لن نسمح لمن يرفعون السلاح في وجه الجيش أو الشرطة بتدمير هذا الوطن وقهر شعبه». وقال السيسي مساء أول من أمس: «إننا لا نخشى أن تصيبنا رصاصات الغدر من أجل هذا الوطن، ونحن موجودون لمنعهم ومحاربتهم بأرواحنا مهما كانت التضحيات، فنحن لا نخاف الموت لأننا سنكون شهداء أمام الله». وطالب أسر الشهداء الفريق أول السيسي بسرعة القصاص العادل لأبنائهم ممن شارك ودبر في هذا الحادث الغادر، مؤكدين أن ما تقوم به القوات المسلحة في سيناء من حرب ضد الإرهاب هو العزاء الوحيد لأبنائهم الذين سقطوا على أرضها الطاهرة. وغيب الموت ضابط الشرطة أحمد سمير بمستشفى قها بمحافظة القليوبية، بعد أن نقل إليه إثر إصابته في تبادل إطلاق للنيران مع اثنين من المطلوبين المسلحين. وكانت المعلومات السرية قد وردت للواء محمود يسرى مدير الأمن «تفيد باختباء اثنين من العناصر الإجرامية والإرهابية في إحدى الشقق بمدينة قها، فجرى التنسيق مع مصلحة الأمن العام بالقاهرة وتجهيز حملة شاركت فيها العمليات الخاصة»، بحسب مصادر أمنية. وجرى مداهمة الشقة، إلا أن المتهمين قاما بفتح النار من بنادقهما الآلية على القوات فتبادلت معهم القوات إطلاق الرصاص، فأصيب الضابط بطلقة نارية في الصدر، ونقل إلى مستشفى قها، في محاولة لإنقاذه، إلا أنه فارق الحياة، وأصيب المتهمان، وألقى القبض عليهما. وأكدت مصادر أمنية بمديرية أمن القليوبية أن الأجهزة الأمنية عثرت على جهاز «لابتوب» وبعض الخرائط بأسماء وعناوين عدد من الكنائس بالقاهرة وقائمة بأسماء بعض ضباط الشرطة بحوزة المتهمين. وأشارت المصادر إلى أن المتهمين اللذين القي القبض عليهما «من العناصر الجهادية والتكفيرية»، حيث توصلت التحريات إلى أن المتهمين من المشاركين في تفجير موكب وزير الداخلية وكنيسة الوراق وكانا يخططان لارتكاب بعض الأعمال التخريبية خلال الفترة المقبلة. وجرى التحفظ على المضبوطات، وتولت النيابة العامة التحقيق. وبعد التصعيد الذي شهدته محافظة شمال سيناء من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة، وتحسبا لعمليات تعرقل العمل في المجرى الملاحي لقناة السويس، واصلت أمس طائرات مروحية التحليق في سماء محافظة السويس لتأمين المجرى الملاحي وشركات البترول والموانئ وجبل عتاقة والمناطق الجبلية على الحدود بين سيناء والمحافظات المجاورة والقطاع الريفي بحي الجناين. وأكد مصدر عسكري بالسويس أن تحليق الطائرات بالسويس هو ضمن الحملات التي تقوم بها القوات المسلحة لتأمين المؤسسات الحيوية وتأمين المنشآت والمجري الملاحي لقناة السويس.
مشاركة :