بات من ضمن الثوابت الاقتصادية، أن لقطاع الصناعة أهمية كبرى في دفع التنمية ورفع معدلات النمو، ذلك أنه يسهم في تنويع مصادر الدخل والإنتاج، وتقليص عجز الميزان التجاري الذي ينعكس بدوره إيجابيّاً على ميزان المدفوعات، الأمر الذي ينعكس بالمحصلة على تعزيز الناتج المحلي الإجمالي، ويقلل من التقلبات الاقتصادية، ويمكّن الدول من مواجهة التحديات، إضافة إلى دوره في رفع مستوى الإنتاجية لكون الصناعة من أكثر القطاعات قدرة على تطبيق استخدامات التقنيات التكنولوجية الحديثة. وانتهجت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ سنوات كثيرة، سياسات اقتصادية تركز على قطاع الصناعة، بوصفه أحد أهم القطاعات التي تسهم في نمو الاقتصاد الوطني، وأكثرها قدرة على تحقيق مستهدفاتها التنموية، التي تسعى من خلالها إلى تحسين جودة الحياة وتحقيق مستقبل مستدام من الرفاه والاستقرار للأجيال القادمة، ليأتي في هذا السياق إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، الاثنين أول أمس، «الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة» (Operation 300bn)، و«الهوية الصناعية الموحدة»، للنهوض بالقطاع الصناعي وجعله رافعة أساسية للاقتصاد الوطني. ويشير قول سموه: إن «تطوير القطاع الصناعي هو تطوير لاستقرارنا الاقتصادي ومكانتنا العالمية ومستقبل أجيالنا القادمة»، إلى أهمية هذه الاستراتيجية العشرية، التي تسعى إلى تعزيز مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي من 133 مليار درهم إلى 300 مليار درهم بحلول عام 2031؛ إذ تركز على الصناعات التي تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة وحلول الثورة الصناعية الرابعة، وتحقيق اكتفاء ذاتي من الصناعات الحيوية، وتعزيز القيمة الصناعية الوطنية المضافة، والارتقاء بجودة المنتج المصنّع محليّاً، ودعمه والترويج له، كما سيكون لها دور بالغ الأثر في تهيئة بيئة أعمال تستقطب المزيد من الاستثمارات، وتجتذب المبتكرين وأصحاب المواهب والمطوّرين، بما يرفد الاقتصاد الوطني بأدوات النمو المستدام؛ إذ قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة «حفظه الله»: إن «استراتيجية الصناعة تعد جزءاً من الحراك الذي تقوده جميع القطاعات التنموية في الدولة لتطوير المنظومة الاقتصادية، للانطلاق بقوة وتسارع في مسيرة الخمسين عاماً المقبلة لبناء دولة المستقبل على دعائم راسخة». لقد جاءت استراتيجية الصناعة بطموحات كبيرة، تعزز مكانة دولة الإمارات عالميّاً، وتسهم في ترسيخ موقعها مركزاً صناعيّاً رائداً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتمكّنها من تبوؤ الصدارة على الدوام، في مؤشرات التنافسية والتنمية والاستقرار والازدهار. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
مشاركة :