أغلقت مراكز الاقتراع في إسرائيل مساء اليوم (الثلاثاء) أبوابها بعد إدلاء الناخبين بأصواتهم في رابع انتخابية برلمانية خلال عامين، بتقدم حزب الليكود، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دون أغلبية تمكنه من تشكيل حكومة. وتم إغلاق مراكز الاقتراع للانتخابات الإسرائيلية عند الساعة العاشرة مساء بالتوقيت المحلي (20:00 بتوقيت غرينتش). وأظهرت مؤشرات أولية غير رسمية لنتائج الانتخابات الإسرائيلية نشرتها قنوات تلفزيونية محلية تقدم حزب الليكود على حزب (يوجد مستقبل)، الذي يتزعمه يائير لابيد، المنافس الرئيسي لنتنياهو في الانتخابات. وذكرت ثلاث قنوات تلفزيونية إسرائيلية، هي (11 و12 و13) أن حزب الليكود قد يحصل على ما بين 31 و32 مقعدا، مقابل ما يتراوح بين 16 و18 مقعدا لحزب (يوجد مستقبل). كما أظهرت نتائج العينات التلفزيونية أن (القائمة المشتركة) قد تحصل على ثمانية مقاعد مقابل 15 مقعدا حصلت عليها في الانتخابات الأخيرة، في حين سيحصل حزب (شاس) على ما بين ثمانية إلى تسعة مقاعد. وكشفت النتائج الأولية عن أن حزب (أمل جديد) بزعامة جدعون ساعر، الذي يخوض أول انتخابات له قد يحصل على ما بين خمسة وستة مقاعد، بينما قد يحوز حزب العمل اليساري سبعة مقاعد، وحزب (ميرتس) اليساري ستة أو سبعة مقاعد. وتراجع حزب (أزرق أبيض) بقيادة بيني غانتس، بشكل كبير في الانتخابات، حيث أظهرت النتائج حصوله على سبعة أو ثمانية مقاعد، مقابل حصوله على 33 مقعدا في الانتخابات الأخيرة. كما بينت نتائج العينات التلفزيونية أن حزب (يمينا) بقيادة نفتالي بينيت، قد يحصل على سبعة مقاعد، وحزب (إسرائيل بيتنا)، الذي يتزعمه أفيغدور ليبرمان، قد يحوز من سبعة إلى ثمانية مقاعد. أما حزب (يهدوت هتوراة) فقد يحصل، وفقا للعينات، على سبعة مقاعد، بينما سيحصل حزب (هتسيونوت هدتيت) الصهيونية الدينية على ما بين ستة إلى سبعة مقاعد. كما أظهرت النتائج أن القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس، الذي انشق عن القائمة المشتركة قبيل الانتخابات لم تتخط نسبة الحسم ولن تدخل الكنيست. ووفقا للمؤشرات الأولية، فأن كتلة اليمين بزعامة نتنياهو، التي تضم أحزاب (الليكود وشاس ويهدوت هتوراة والصهيونية الدينية) ستحوز ما بين 53 إلى 54 مقعدا. بينما ستحصل كتلة استبدال نتنياهو، التي تضم أحزاب (يوجد مستقبل، القائمة المشتركة، إسرائيل بيتنا، أزرق أبيض العمل، ميرتس، أمل جديد) على 59 مقعدا، فيما سيبقى حزب (يمينا) يشكل "بيضة القبان". وبهذه النتائج، لن يحصل أي حزب من الأحزاب على أغلبية واضحة (61 مقعدا) لتشكيل حكومة جديدة. وقالت لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية، إنه سيتم الإعلان عن النتائج الرسمية لانتخابات الكنيست بدورته الـ 23 يوم الجمعة القادم . وتنافس خلال الانتخابات 38 حزبا على 120 مقعدا في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست). وخلال العامين الماضيين، تحولت الانتخابات إلى الشغل الشاغل للإسرائيليين، خاصة بعد ثلاث جولات انتخابية لم تسفر عن نتائج حاسمة. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في بيان إن 77 في المائة من جنود الجيش الإسرائيلي صوتوا اليوم في انتخابات الكنيست، مقابل 70 في المائة في الانتخابات الأخيرة. ووفقا لأدرعي، فأن هذه هي أعلى نسبة تصويت في صفوف الجيش خلال السنوات العشرين الماضية. لكن بشكل عام، قد تكون نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية قد تراجعت إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2009، بحسب رئيسة لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية أورلي عدس. وقالت عدس في مؤتمر صحفي في وقت سابق اليوم إنه بحلول الساعة السادسة مساء بتوقيت إسرائيل (16:00 بتوقيت غرينتش) بلغ عدد المصوتين في الانتخابات 51.5 في المائة فقط من الناخبين الذين لهم حق التصويت متراجعا بنسبة 48 في المائة عن الجولة السابقة من الانتخابات، التي أجريت في مارس من العام الماضي. وأضافت عدس أنه إذا لم تظهر زيادة كبيرة في الإقبال على التصويت قبل إغلاق صناديق الاقتراع عند الساعة العاشرة مساء سيكون هذا أدنى معدل تصويت في إسرائيل منذ عام 2009. وفي مؤشر على ضعف المشاركة، كثف قادة الأحزاب السياسية في إسرائيل قبل ساعات من إغلاق الصناديق، من دعواتهم للناخبين بالتوجه إلى مراكز الاقتراع والإدلاء بأصواتهم. وذكرت القناة السابعة الإسرائيلية أن نتنياهو أصدر تعليمات لأعضاء حزب الليكود بالنزول إلى مناطق الجنوب لحشد الجمهور ورفع نسبة التصويت لصالح حزب الليكود. وكتب نتنياهو عبر (تويتر) "اخرجوا وصوتوا الآن لليكود، إقبالنا منخفض للغاية"، مضيفا "إذا لم تخرجوا وتصوتوا سوف يكون يائير لابيد (زعيم حزب يوجد مستقبل) رئيسا للوزراء في أقل من أربع ساعات". في المقابل، كتب يائير لابيد المنافس الرئيسي لنتنياهو عبر (تويتر) "انتهى الجدل حول من يمر ومن لا يمر (نسبة الحسم والدخول للكنيست)، النقاش الآن يدور حول كيفية تغيير الحكومة مع يوجد مستقبل، لذلك اذهبوا للتصويت". وكان 13685 مركز اقتراع قد فتحت أبوابها في الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي أمام الناخبين الإسرائيليين للإدلاء بأصواتهم في انتخابات الكنيست بدورته الـ 24. كما تم وضع 38 مركز اقتراع في أقسام كورونا داخل المستشفيات للسماح بالمرضى بالإدلاء بأصواتهم في الانتخابات. وتعد هذه هي ثاني انتخابات برلمانية تخوضها إسرائيل وسط أزمة كورونا. وقال نتنياهو للصحفيين بعد التصويت "هذا يوم عيد لإسرائيل، يوم حافل بالفرح والابتسامات لأننا نمارس حقنا الديمقراطي". من جانبه، قال زعيم حزب (يوجد مستقبل) "هذه هي لحظة الحقيقة لدولة إسرائيل، وفي النهاية يتلخص كل شيء في احتمالين فقط، حكومة برئاسة يوجد مستقبل أو حكومة ظلام وعنصرية". وتعتبر هذه الانتخابات مهمة جدا لنتنياهو (71 عاما)، الذي يواجه محاكمة بالفساد، ومن المقرر أن يمثل أمام القضاء في الخامس من أبريل المقبل. ويأمل نتنياهو أن يساهم نجاح حملة التطعيمات، التي قادها ضد كورونا، في أن يشكل حكومة مرة أخرى. وأجرت إسرائيل انتخابات برلمانية للمرة الرابعة في غضون عامين، بعد ما فشل الائتلاف الحاكم في تمرير ميزانية الدولة لعام 2020، وسط خلاف بين نتنياهو وغانتس.
مشاركة :