ربما كانت مفاجأة من الوزن الثقيل للكثيرين ، أن يوجه الرئيس الاميركي بايدن ، وهو رئيس دولة عظمى ، صفة ( القاتل) لنظيره الرئيس الروسي بوتين ، وهو رئيس دولة عظمى أيضاً ، وذلك أمام وسائل الإعلام العالمية ، لذلك أثار هذا التصريح ردود فعل متباينة سواء على الصعيدين الاميركي والروسي ، أم على الصعيد العالمي ، وذلك بين منتقد ومندهش ومتشفي ! لا شك أن مرد هذه المواقف هو أن التراشق بالاتهامات بين رؤساء وملوك الدول غير مألوف ، لاسيما وأن الخلاف أو الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا لم يكن يستدعي اللجوء لهذا الأسلوب بنظر كثيرين. الرئيس الروسي بوتين الذي فوجئ بالتأكيد بهذا (الاتهام) وأبدى انزعاجه منه رد عليه بـالقول إن من يوجه مثل هذا الاتهام هو القاتل ، لكنه يتمنى للرئيس بايدن الصحة والسلامة ، ولكي لا يصدق أحد هذه الأمنية الساخرة أردف تأكيدها بالقول ، أنا لا أمزح ! تحليلات ورصد المراقبين في واشنطن وموسكو وأنحاء العالم ذهبت مذاهب شتى في تفسير الأسباب التي دعت بايدن لاطلاق هذا الاتهام أو (الحكم) فمن قائل إنها زلة لسان كذبتها الناطقة بأسم البيت الابيض بالقول إن الرئيس بايدن غير نادم على ما قاله ، ومن تحليل آخر يقول إن بايدن لم يقل ذلك بلسانه انما قال فقط نعم رداً على سؤال مندوب الشبكة الذي أجرى المقابلة وسأل بايدن فيما إذا الرئيس الروسي بوتين قاتل فأجاب بايدن بـ (نعم) .. هذا إضافة الى من ذهب بتحليله لأبعد من ذلك بالسؤال فيما إذا كان اتهام بايدن هو مؤشر لبداية حرب عالمية باردة جديدة .. والى غير ذلك من تقديرات وتحليلات. لكن الأسئلة المهمة التي كان يجب طرحها منذ البدء وما زالت مطروحة بهدف الإجابة عليها هي : لماذا لم يقدم بايدن وهو يوجه (الحكم) وليس الاتهام بالقاتل الى بوتين ولو دليلاً أو مثالاً واحداً يؤكد ما يقول ؟ وهل أن ما يقصده هي أعمال القتل التي ارتكبها بوتين تمت في روسيا ذاتها أم في أميركا أم في سوريا التي أعلن رئيسها بصراحة أن الجيش الروسي وسلاحه هي التي حفظت نظامه من السقوط . أما الاسئلة المهمة المقابلة الأخرى فهي : لماذا لم يطلب الرئيس بوتين من الرئيس بايدن ولو دليلاً واحداً لتأكيد وصفه بـ (القاتل) كي يحرجه ويبرئ نفسه من تهمة القتل . إن وصف أو اتهام الرئيس الاميركي بايدن لنظيره الرئيس الروسي بوتين بـ (القاتل) وصمت بوتين أو عدم مطالبته بايدن بالدليل والاكتفاء بالرد الساخر ، سيبقي هذه التساؤلات مطروحة بقوة على الرئيس الإجابة عليها لتنوير الرأي العام ، وأقله ، للاحتفاظ بالقدر المطلوب من المصداقية لما يقولان !
مشاركة :