الكاتب الكويتى عبدالله البصيص بعد وصول روايته للقائمة الطويلة فى البوكر العربية: «قاف قاتل.. سين سعيد» تحاول أن تذكر ما أسقطه التاريخ (حوار)

  • 3/23/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن وصول الكاتب الكويتى عبدالله البصيص إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية لأول مرة برواية «قاف قاتل سين سعيد» أمرا مفاجئا، فالكاتب الشاب استطاع أن يلفت الأنظار إليه منذ أصدر مجموعته القصصية الأولى «الديوانية» عام 2009، ثم رواية «ذكريات ضالة» و«طعم الذئب» التى منعت وقت صدورها فى الكويت لتحصد بعدها جائزة أفضل كتاب عربى فى معرض الشارقة للكتاب عام 2017، وعقب ترشحه لجائزة البوكر العربية أجرت «المصرى اليوم» حوارا مع عبدالله البصيص عبر خلاله عن سعادته بوصول روايته «قاف قاتل سين سعيد»، والتى صدرت فى طبعة خاصة بمصر وشمال إفريقيا عن دارى نشر روايات والكرمة، إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية لعام 2021 وهى الجائزة التى اعتبرها «البصيص» نقلة نوعية فى الرواية العربية على صعيد الانتشار والجودة وحرية الطرح، وإلى نص الحوار: ■ فى رواية «قاف قاتل سين سعيد» أثرت فكرة الصراع بين الكلمة المكتوبة والصورة.. فى رأيك أيهما أقوى على إحداث التأثير وإثارة الوعى؟ - الصورة أقوى طبعا. لكنها أقوى فى مجال الوهم وتزييف الواقع، من يقدر على مناقشة صورة؟! والصورة هى وسيلة السلطة اليوم لتورية الحقيقة.. صورة ولد يتناول رغيفا من الممكن إذا أخذت من زاوية معينة أن تكون صورة ولد يسرق رغيفا، ولا أحد يمكنه أن يقول خلاف الذى يظهر فيها، يكفى أنها تحبس الخيال فى أبعادها الضيقة، لكن الكلمة هى التى تقود إلى الحقيقة، الكلمة تسمح للقارئ بمناقشتها، تترك له حرية تأويل ما يقرأه، تعطى خياله حقة فى رؤيتها على ضوء فهمه، تخاطب العقل وتستدعى الفهم، أما الصورة فهى تخاطب المخيلة مباشرة، الفرق يحتاج إلى مؤلف خاص. ■ تطرقت فى روايتك إلى حالة من التفاعل الإنسانى بين الأسر الكويتية والجنود العراقيين خلال فترة الاحتلال.. إلى أى مدى هذا التفاعل الإنسانى له أبعاد حقيقية؟ - هو حقيقة حدثت وهناك شهود عايشوها. الجنود العراقيون كانوا ضحايا لسلطة الدعاية التى أطلقها حزب البعث. بالتأكيد هناك نماذج متوحشة عاثت فى الكويت الفساد، لكن هناك أيضا نماذج إنسانية تستحق أن نذكرها، وهذا دور الرواية، أن تذكر ما أسقطه التاريخ. أردت بذكر هذه القصص أن أقول إن الشر لا يخلو من خير، والخير لا يخلو من شر، لا يوجد شر محض ولا خير محض. ■ جزء كبير من رواية «قاف قاتل سين سعيد» كان يدور فى عالم المراهقين، ألم تخف من أن تجد مسار الرواية يتجه نحو روايات الشباب؟ - لم أفكر بهذا الأمر، كنت أتتبع الأحداث وأمتثل لها. أردت أن أكتبها حتى لو تحسب رواية شباب، المهم عندى أن تكون بهذا الشكل الذى هى عليه الآن. ■ قلت فى أحد حواراتك إنك بدأت فى كتابة الرواية عام 2016 فلماذا استغرقت كل هذا الوقت فى كتابتها؟ - أكتب على فترات متقطعة عادة. لكن الذى زاد أثناء كتابتى قاف قاتل أننى ذهبت لأدرس فى الخارج، لمدة سنتين، كنت أعود إليها فى فترات عودتى إلى الكويت وأعمل عليها، حتى آخر سنة انقطعت عن كل شىء عداها، وكرست يومى أغلبه لها. ■ لماذا منعت الرقابة فى الكويت رواية طعم الذئب؟ - لا أعلم. ■ هل تجد الدور الرقابى فى المنطقة العربية يقلل من فرص الإنتاج الأدبى المتميز؟ - نعم، سابقا، لكنه اليوم لم يعد يقدم ولا يؤخر، الفضاء صار مفتوحا الآن، ومنع أى منتج أدبى هو من قبيل تسجيل موقف فقط.

مشاركة :