بتوفيق من الله نجح فريق طبي جراحي بمستشفى د.سليمان الحبيب بالخبر، في إجراء عملية دقيقة ونادرة، أنقذت طفلًا عمره نحو "6" ساعات من بتر يده اليمنى. وقال د.فهد الصفيان المدير الطبي للمستشفى: إن الطفل منذ ولادته وضح أنه يعاني من شلل تام في اليد اليمنى؛ الأمر الذي حتّم التحرك لتشخيص الحالة بالسرعة اللازمة، توطئة للتدخل الطبي؛ حيث تم تشكيل فريق طبي عاجل مكون من: استشاري التجميل، واستشاري أمراض الدم، واستشاري العناية المركزة للمواليد، واستشاري الأشعة التداخلية، واستشاري الأوردة والشرايين بالمستشفى، ومن ثم إخضاع الطفل لفحوصات طبية دقيقة.. وبيّنت الصور التشخيصية أنه مصاب بضغط وانسداد شديد في الشرايين والأوردة أو ما يُعرف بـ"متلازمة المقصورة"، التي منعت وصول التروية الدموية إلى أسفل المرفق من اليد اليمنى؛ مما سبب شللًا تامًّا في الطرف المتضرر. وأضاف المدير الطبي لمستشفى د.سليمان الحبيب بالخبر أن الفريق الطبي كان أمام خيارين لا ثالث لهما، وهما إما بتر يد الطفل عاجلًا، أو التدخل الطبي العاجل لإعادة التروية الدموية للحفاظ على حيوية اليد ومرونة مفاصله والأجزاء الأخرى المتأثرة بالقصور الدموي.. وبطبيعة الحال مضى الفريق الطبي في طريق الخيار الثاني وأجرى عملية جراحية لتحرير الأوردة والشرايين من الضغط، وحققت العملية نجاحًا كبيرًا، وقد ظهرت مؤشرات ذلك بعودة الحيوية إلى المفاصل والأجزاء المتأثرة باليد. وأوضح د.الصفيان أن العوامل التي أدت إلى إصابة الطفل بالمرض ليست واضحة؛ إلا أن المعطيات الطبية أكدت أن القصور الدموي لازَمَ يده لفترة ليست بالقصيرة، وأشار إلى أن مثل هذه الحالات عادة تحدث بعد صدمة عنيفة تتسبب في ارتفاع شديد في الضغط؛ مما يؤدي إلى عدم كفاية إمدادات الدم إلى العضلات والأعصاب، وعلاجها يتطلب التدخل الجراحي العاجل وفي المقابل فإن إهمال معالجة نقص إمدادات الدم يؤدي في نهاية المطاف إلى تلف العضلات والأعصاب الدائم ويمكن أن يؤدي إلى البتر وفقدان وظيفة الأطراف. وفي ختام حديثه، دعا د.الصفيان المرضى، إلى أهمية مراجعة المستشفيات المتقدمة والتي تتميز بكفاءاتها الطبية وتجهيزاتها التقنية؛ وذلك لتشخيص وعلاج مثل هذه الأمراض المعقدة.
مشاركة :