القاهرة - تعطّلت حركة الملاحة في قناة السويس أحد أكثر طرق التجارة البحرية ازدحاماً في العالم، بسبب سفينة حاويات عملاقة جنحت بسبب رياح عنيفة وعلقت أثناء عبورها الممرّ المائي الذي يربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، بحسب ما أفادت مواقع متخصّصة. وقال مصدران كبيران بقطاع الملاحة إن هيئة قناة السويس قررت تعديل نظام عبور السفن الأربعاء ليصبح في الاتجاهين في القناة القديمة بعد الحادث في القناة الجديدة بسبب سوء الأحوال الجوية. وأظهرت صورة نُشرت الثلاثاء سفينة الشحن التايوانية العملاقة "إم في إيفر غيفن" البالغ طولها 400 متر وعرضها 59 متراً عالقة في القناة وقد أوقفت حركة العبور بالكامل، بينما تحاول حفارات تخليصها. وقالت شركة "ايفرغرين مارين كورب" إن "سفينة الحاويات جنحت بالخطأ بعدما ضربتها رياح على الأرجح". وأضافت أن الشركة "تجري مباحثات مع الاطراف المعنية ومن بينها السلطة التي تدير القناة لمساعدة السفينة في أسرع وقت ممكن". وأظهرت بيانات تتبع حركة السفن على ريفينيتيف أيكون تدخل سبعة زوارق قطر لمساعدة السفينة إيفر جيفن التي كانت متجهة إلى روتردام والتي ظهرت جانحة في خرائط التتبع. ولم يتضح بعد متى سيتم تعويم السفينة. وقالت شركة برنارد شولت شيب مانجمنت "بي.إس.إم"، التي تتولى الإدارة الفنية للسفينة إيفر جيفن، إن الحادث وقع حوالي الساعة 05:40 بتوقيت غرينتش الثلاثاء. وذكرت "بي.إس.إم"، التي تتعامل مع المسائل التي تخص طاقم السفينة والجوانب الفنية، إن جميع أفراد الطاقم بخير ولم ترد تقارير عن إصابات أو تلوث. وأخطرت "بي.إس.إم" السلطات و"الأطراف المعنية" لكنها قالت إنها لا تستطيع تأكيد من هو مالك السفينة. وقالت في رسالة بالبريد الإلكتروني لرويترز "كل الأطراف تحقق حاليا في سبب الجنوح وسيكون من الخطأ التكهن بأي سبب معين في الوقت الحاضر". من جهتها، ذكرت وكالة بلومبرغ أن أكثر من مئة سفينة كانت تنتظر بعد الحادث لتتمكن من المرور عبر قناة السويس. وقال ألوك روي مدير مجموعة "بي إس إم هونغ كونغ" التي تدير السفينة "إيفر غيفن" لوكالة بلومبرغ "وقع حادث جنوح" سفينة. ونشرت جوليانا كونا من رواد انستغرام صورة لناقلة الحاويات "إيفر غيفن" التقطت من سفينة الحاويات العملاقة "ميرسك دنفر" العالقة خلف السفينة التي جنحت. وكتبت كونا أن "سفينة كانت أمامنا جنحت أثناء عبورها القناة وعلقت". وأضافت "يبدو أننا سننتظر هنا لبعض الوقت". وذكر موقع "فيسيل فايندر" المتخصّص بتعقّب حركة السفن أنّ ناقلة الحاويات كانت في طريقها إلى ميناء روتردام. وأعلنت شركة "ليث غيجنسيز" المتخصصة بتقديم خدمات للعملاء الذين يستخدمون القناة، في تغريدة على تويتر أن "قاطرات تحاول حاليا تعويم السفينة". وتؤمن قناة السويس التي افتتحت في 1869 عبور 12 بالمئة من حركة التجارة البحرية الدولية، وتمثل القناة مصدرا رئيسيا للعملة الصعبة في مصر. واستخدمت هذه القناة العام الماضي تحو 19 ألف سفينة، وفقاً لهيئة قناة السويس. وتعتبر القناة مصدر دخل حيوي لمصر وبلغت إيراداتها 5.61 مليارات دولار في العام 2020. وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 2015 عن مشروع لتطوير القناة يهدف إلى تقليل فترات الانتظار ومضاعفة عدد السفن التي تستخدمها بحلول عام 2023.
مشاركة :