لندن - سيحاول مدرب المنتخب الإنكليزي غاريث ساوثغايت الاستفادة من المباريات الثلاث الأولى لفريق "الأسود الثلاثة" في التصفيات المؤهلة لمونديال قطر 2022، من أجل تحديد التشكيلة التي سيخوض بها الصيف المقبل نهائيات كأس أوروبا. ويدرك ساوثغايت أهمية الفرصة السانحة أمام إنكلترا لإنهاء صيامها عن الألقاب منذ تتويجها العالمي الأول والأخير عام 1966 على أرضها، لاسيما أنها تخوض نهائيات كأس أوروبا على "أرضها" أيضا. وتقام النهائيات القارية التي أرجئت لعام حتى صيف 2021 بسبب تداعيات فيروس كورونا، في 12 مدينة أوروبية، وسيخوض الإنكليز مبارياتهم في دور المجموعات ضد كرواتيا واسكتلندا وتشيكيا في معقلهم "ويمبلي" الذي يستضيف أيضا مباراتي نصف النهائي والمباراة النهائية. وسيقف ساوثغايت على جاهزية فريقه في المباريات الثلاث المقررة في الأيام القليلة المقبلة ضد سان مارينو وألبانيا وبولندا ضمن منافسات المجموعة الأوروبية التاسعة لتصفيات مونديال 2022. ويواجه ساوثغايت ضغط البناء على النتيجة الرائعة التي حققها شبان "الأسود الثلاثة" في مشاركتهم الكبرى الأخيرة حين وصلوا الى نصف نهائي مونديال روسيا 2018، لاسيما في ظل وجود الكثير من اللاعبين المميزين في تصرفه. ونقطة الضعف الوحيدة التي يعاني منها ساوثغايت هي افتقاده الى حارس من الطراز الرفيع بما أن اعتماده الأساسي على جوردن بيكفورد مجبراً في ظل غياب الخيارات، وذلك رغم الأخطاء الكثيرة التي كلفت فريقه إيفرتون الكثير من النقاط هذا الموسم. لكن بيكفورد لن يكون بصحبة المنتخب في مباريات الخميس والأحد والأربعاء المقبل بسبب إصابة في أضلاعه، ما سيمنح حارس بيرنلي نيك بوب فرصة إثبات نفسه بين الخشبات الثلاث لكنه يواجه منافسة قوية من دين هندرسون، ابن الـ24 عاما الذي بدأ المباريات السبع الأخيرة لفريقه مانشستر يونايتد في ظل غياب الإسباني دافيد دي خيا للوقوف الى جانب زوجته بعدما رزقا بطفل. ولن يُحكَمُ على ساوثغايت بناء على الأسماء التي يختارها وحسب، بل على أسلوب اللعب الذي سيعتمده وإن كان سيلجأ الى خط خلفي من ثلاثة مدافعين، كما فعل في معظم مباريات التصفيات المؤهلة لكأس أوروبا. الدفاع لكن هناك دعوات من أجل يفسح المجال أمام مواهب هجومية في الدفاع، وفي حال استمع الى هذه الدعوات واعتمد خطاً خلفياً من أربعة مدافعين سيفتح الباب أمام المتألقين لوك شو (مانشستر يونايتد) وجون ستونز (مانشستر سيتي). وسيشكل شو تحدياً لبن تشيلويل (تشلسي) في مركز الظهير الأيسر، فيما من المتوقع أن يلعب ستونز في قلب الدفاع الى جانب هاري ماغواير (يونايتد). وكثرة المواهب في مركز الظهير الأيمن أدت الى تنحية ترنت ألكسندر-أرنولد بعد تراجع مستواه مؤخراً مقارنة بما قدمه من أداء رائع في موسم 2019-2020 ومساهمته الفعالة في قيادة ليفربول الى لقب الدوري المحلي للمرة الأولى منذ 1990. وسيقاتل ريس جيمس الثنائي الأكثر خبرة كيران تريبيير وكايل ووكر على هذا المركز. الوسط رغم غياب جاك غريليش وجيمس ماديسون بسبب الإصابة، تضم التشكيلة الأخيرة التي أعلنها ساوثغايت وفرة من اللاعبين الموهوبين في خط الوسط، حيث سيسعى كل من فيل فودن ومايسون ماونت وجود بيلينغهام الى تثبيت أقدامهم وتأكيد أحقيتهم في خوض كأس أوروبا الصيف المقبل. ورغم أنه لم يتجاوز الـ28 من عمره، بات جيسي لينغارد بمثابة مخضرم في المنتخب وقد استحق أن يستدعى مجددا الى التشكيلة بعدما استعاد مستواه السابق بانتقاله من مانشستر يونايتد الى وست هام على سبيل الإعارة. وبعدما كان ركيزة أساسية في تشكيلة "الأسود الثلاثة"، قد يدفع ديلي آلي غالياً ثمن خروجه من حسابات التشكيلة الأساسية لتوتنهام ومدربه البرتغالي جوزيه مورينيو ويقلل من حظوظه بالعودة الى الساحة الدولية. من جهته، يخوض قائد ليفربول جوردن هندرسون سباقاً مع الزمن للتعافي من عملية جراحية، وفي حال لم يكن جاهزاً في الوقت المناسب للتواجد في تشكيلة كأس أوروبا، سيكون لاعبا وست هام ديكلن رايس وليدز كالفين فيليبس على رأس اللائحة لتولي مهمة لاعب الوسط المدافع في تشكيلة ساوثغايت. الهجوم كان القائد هاري كاين ورحيم سترلينغ مصدراً لا غبار عليه للأهداف الإنكليزية منذ كأس العالم. وإذا سمحت اللياقة البدنية، يبدو أن كلاهما ضامن لمركزه الأساسي في تشكيلة كأس أوروبا، فيما يتنافس كل من ماركوس راشفورد (مانشستر يونايتد) وجايدون سانشو (بوروسيا دورتموند الألماني) على مركز المهاجم الثالث. هناك بالتأكيد منافسة شرسة هجومياً لمجرد التواجد في تشكيلة "الأسود الثلاثة"، وقد لعب الموسم الاستثنائي الذي يقدمه دومينيك كالفيرتلوين مع إيفرتون دوراً في تقدمه على الآخرين في مهمة أن يكون بديل كاين في مركز رأس الحربة. وتم ضم بوكايو ساكا إلى التشكيلة الأخيرة لساوثغايت، متقدماً على مايسون غرينوود وكالوم هادسون-أودوي اللذين تم اختيارهما في تشكيلة منتخب تحت 21 عاماً لمرحلة المجموعات من بطولة أوروبا للشباب الشهر الحالي. كما يبدو مهاجم ليستر سيتي هارفي بارنز منافساً جدياً للتواجد مع المنتخب، ولولا الإصابة التي تعرض لها في ركبته لكان في التشكيلة الحالية التي ستخوض المباريات الثلاث الأولى في تصفيات مونديال 2022.
مشاركة :