واشنطن - قال إيلون ماسك رئيس شركة تسلا الأربعاء إنه يمكن الآن شراء سيارات الشركة باستخدام عملة بتكوين وسيتوفر الخيار خارج الولايات المتحدة في وقت لاحق هذا العام. وكتب على تويتر الأربعاء "يمكنك الآن شراء سيارة تسلا بعملة بتكوين... سيتم الاحتفاظ بعملة بتكوين المدفوعة إلى تسلا ولن يتم تحويلها إلى عملات ورقية". والشهر الماضي، كشفت شركة تسلا أنها اشترت عملات بتكوين بقيمة 1.5 مليار دولار وستقبلها قريبا كطريقة دفع مقابل شراء سياراتها مما أدى إلى ارتفاع سعر العملة المشفرة الأكثر شهرة في العالم. وقال إيلون ماسك إن امتلاك بتكوين أفضل قليلا فحسب من حيازة النقد التقليدي. وقال ماسك في تغريدة "لكن، حين يكون للعملة الإلزامية سعر فائدة حقيقي سلبي، فإن الأحمق فقط هو الذي لن يتطلع لمكان آخر". وأضاف "بتكوين تقريبا…مثل المال الإلزامي. الكلمة الأساسية هنا "تقريبا". ويسعى إيلون ماسك الى جذب شرائح واسعة من المستهلكين الى سياراته التي ترفع شعار الفخامة والمحافظة على البيئة. ولطالما وعد رئيس شركة تسلا بإحداث نقلة نوعية في قطاع صناعة السيارات، ويعتبر العديد من المتابعين لعالم السيارات انه يغامر باعلانه امكانية شراء سيارات تسلا باستخدام البتكوين العملة المتقلبة والمثيرة للجدل والتي تتمتع بشعبية جارفة جعلت البعض يصفها بالذهب الرقمي في حين اعتبرها البعض الاخر فقاعة. ويشعر مسؤولون عن مؤسسات نقدية بالقلق من هذه العملة الافتراضية التي أنشأها أشخاص مجهولون وتدار من خلال شبكة لامركزية.  وكانت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد قالت أن البِتكوين "ليست عملة" وأنها "أصول تنطوي على الكثير من المضاربة". وتتعدد العملات الرقمية الافتراضية ومن اهمها البتكوين، كما نجد أيضا الإيثيريوم أو اللايتكوين، والترونيكس وزيكاش ومونيرو وليبرا. وتثير أكبر عملة مشفرة في العالم قلق الخبراء الذي يعتبرون أن العملات الرقمية تصبح "بلا قيمة من خلال عمليات الغش أو الاختراق الرقمي" وغالبا ما يتم التداول فيها عبر "صناديق وهمية تودي بثروة المواطنين بعيدا عن قواعد التعامل الرسمية". ويعتبرون ان مشكلة العملات الرقمية الافتراضية ليست في التكنولوجيا من ناحية الأمان أو سهولة الاختراق فقط، ولكنها أيضا مشكلة بنيوية يصعب حلها بإخضاعها للقواعد أو التنظيم. لكن إيلون ماسك الذي تم تصنيفه في السابق على انه الأكثر ثراءً في العالم والداعم المتحمس للعملات المشفرة يدافع بقوة عن البتكوين ويتحمس لها بشدة وهو ما يظهر في تغريداته حيث انه يستعمل تويتر وسيلة للتواصل المباشر مع المستهلكين.  في أقل من 17 عاماً، أصبحت تسلا من عمالقة صناعة السيّارات في العالم، وتفوّقت شركة تصنيع السيّارات الكهربائية على فولكس فاغن في البورصة، وباتت قيمتها أعلى من جنرال موتورز وفورد. وترمز هذه العلامة التجارية إلى المكانة المرموقة والفخامة والتكنولوجيا واحترام البيئة. ويفيد مصرف "مورغن ستانلي" أن الشركة تعدّ "أهم مجموعة سيّارات في العالم"، فيما وصف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلون ماسك بانه "عبقري". ويسعى مؤسس المجموعة الأميركية الى اقتناص حصة أكبر في سوق السيارات العالمية حتى انه وعد بطرح سيارات كهربائية للفئات المتوسطة الدخل.  وأعلنت تيسلا سلسلة تحسينات تقنية من شأنها تقليص النفقات الإنتاجية إلى النصف، متعهدة طرح سيارة كهربائية صديقة للبيئة في الأسواق بسعر لا يتعدى 25 ألف دولار في خلال ثلاث سنوات. قال رئيس المجموعة"كم هي السنوات التي نحتاجها لتسريع الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة؟ هذا مقياس النجاح الحقيقي"، مؤكدا ضرورة "التحرك" في مواجهة التغير المناخي. وأبدى المستثمر ثقته بقدرة المجموعة على طرح سيارة كهربائية بسعر 25 ألف دولار في وقت قريب، أي أنها ستكون أرخص بعشرة آلاف دولار على الأقل مقارنة مع الطراز الأساسي الذي تبيعه حاليا. ويتطلب بلوغ هذا الهدف تقليص كلفة البطاريات المستخدمة في تصنيع السيارات الكهربائية.