أين يكمن العمق الاستراتيجي للدولة..السعودية انموذجا!!.

  • 2/19/2021
  • 01:15
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بقلم/ أ- د: كريم فرمان من المسائل المهمة لصانع القرار في اية دولة دراسة وتفحص اين يكمن العمق الاستراتيجي للدولة؟ وما هي الامكانات المتاحة في هذا العمق لاستخدامه عند الحاجة أو لمجابهة تهديدات محتملة والرد على المخاطر. ما هو العمق الاستراتيجي للدولة؟. من البديهي ان لكل دولة ذات سيادة فضاء خارجي يتألف من تفاعل الجيبولتك مع مجموعة الروابط العاطفية والدينية والمصالح، وبالتالي ينتج عنه حيزا جغرافيا أو فضاءا خارجيا تستطيع الدولة أن تلعب به دورا أو تأثيرا ما بحيث يمكنها من توظيف هذا التاثير في تلبية متطلبات الدفاع ومواجهة تحديات الموقع الجغرافي ويتم تشخيص هذه الساحات وفقا لحسابات دقيقة بعيدا عن المجاملات والعلاقات الدبلوماسية والتي غالبا ما تسيطر عليها دوافع انتهازية او مصالح متغيرة. كنت بالأمس القريب في نقاش مع احد الزملاء الأساتذة حول حيز الدولة وفضاءها وعمقها الاستراتيجي خارج اقليمها وضربت له مثلا اني اعتقد ان المملكة العربية السعودية ان عمقها الاستراتيجي عربيا هو السودان وليس مصر مثلا على الرغم من كبر حجم سكان مصر ودورها الثقافي قياسا لحجم سكان ودور السودان. لان الذي يهم صانع القرار السعودي هو ان العمق الحيوي له هو الذي يجد فيه القابلية على تلبية متطلباته الاستراتيجية والأمنية والدفاعية ولي دليلا في حرب اليمن الحالية دونما الخوض في التفاصيل. كما ان عمق المملكة الاستراتيجي الاسلامي مثلا في الباكستان وليس اندنوسيا أو ماليزيا على اهمية اليلدين المعروفة، فمثلا العراق في عهد الرئيس الراحل صدام حسين رحمه آلله كان قد وضع ايران استرايجيا رغم وقف الحرب وبدء علاقات تجارية معينة معها وضعها في خانة العدو الذي يجب ان يراقب ويتم التهيؤ له بينما وضع تركيا في خانة العدو المستتر والذي ينتظر تخلخل اي معادلات سياسية أو عبث في خرائط المنطقة لكي تمارس الهيمنة وربما الاحتلال. بينما كان عمقه الاستراتيجي حقيقة قبل غزو الكويت هو المملكة العربية السعودية والخليج العربي. وخذ مثلا ايران بعد عام 2003غيرت قواعد العمق الاستراتيجي والفضاء الحيوي من أفغانستان اذربيجان الى العراق لانها اصبحت قادرة على التاثير فيه ولعب دورحيوي من خلال توظيف مقدراته الاقتصادية والسياسية لمصلحتها لاسباب الموقع والارتباط المذهبي واعدادها لأدوات الاستثمار السياسي فيه منذ مدة طويلة باعدادها وتدريبها مليشيات ولائية مثل المجلس الاعلى ومنظمة بدر وحزب الدعوة.      لذلك من المهم للغاية تواجد في كل دولة فاعلة في اقليمها ( خلية التفكير الاستراتيجي )و ينبغي ان تتألف من سياسيين متمرسين ودبلوماسيون واكاديميون متخصصون في السياسات والبحث المعمق ومن عسكريين متقاعدين ذوي بصيرة استرايجية وكذلك في المقدمة الاعتماد على تقييمات وتحليلات اجهزة الاستخبارات بحيث تتحول هذه الخلية الى الدماغ السياسي والعلمي الذي يمد صانع القرار في الدولة بخيارات القرار السياسي الخارجي ورفع تنوير دوري وتشخيص متغيرات السياسة والتي ما توسم عادة بانها متغيرة فلا ثابت في السياسة الا المصالح العليا وامام الاخطار تذوب المجاملات الدبلوماسية والعلاقات الهشة لتبرز إمكانات الواقع وقدرات استثمار العمق الاستراتيجي للدولة.         . . . . كاتب واكاديمي من العراق مقيم في المغرب

مشاركة :