«الحريق من المرجح أن يحد من انتعاش إنتاج قطاع السيارات العالمي هذا العام». ماريكو سيميتكو، محللة قطاع الائتمان في وكالة موديز باليابان طوكيو - أدى حريق نشب في مصنع من مصانع إحدى الشركات العالمية الرائدة في صناعة رقائق السيارات إلى زيادة المشاكل التي تعاني منها شركات صناعة السيارات، والتي خفضت الإنتاج بالفعل بسبب نقص أشباه الموصلات.وتسبب الحريق الذي اشتعل يوم الجمعة الماضي في تفحم مجموعة من المعدات في المصنع المملوك لشركة تابعة لشركة رينيساس إلكترونيكس في مدينة هيتاشيناكا، شمال شرق طوكيو. وقالت الشركة إن الأمر سيستغرق شهرًا على الأقل لاستئناف عمليات الإنتاج التي تضررت بشدة.وتراجعت أسهم ثلاث شركات تصنيع سيارات رائدة في اليابان، وهي: تويوتا موتور، ونيسان موتور، وهوندا موتور، وهبطت أسهمها جميعا بنسبة تتخطى الـ 3 ٪ يوم الإثنين الماضي، وهو معدل أسوأ من السوق ككل، في حين انخفضت أسهم شركة رينيساس بنسبة 4.9 ٪.وقالت شركة رينيساس إن الحرارة الناتجة عن مشكلة كهربائية داخل قطعة واحدة من المعدات تسببت في نشوب حريق، ولوثت الغرف النظيفة اللازمة لصنع أشباه الموصلات. وقالت الشركة إن ثلثي الرقائق المصنوعة في المصنع المتضرر من الحريق كانت من رقائق السيارات.وقال هيديتوشي شيباتا، الرئيس التنفيذي لشركة رينيساس، يوم الأحد الماضي، إن تأثير الحادث على إمدادات الرقائق العالمية سيكون كبيرًا. بينما أوضحت ماريكو سيميتكو، محللة قطاع الائتمان في وكالة موديز باليابان، أن الحريق من المرجح أن يحد من انتعاش إنتاج قطاع السيارات العالمي هذا العام، في حين قال صانعو السيارات إنهم ما زالوا يقيّمون تأثير الحادث.وقال شيباتا إن الشركة كانت تحاول تعويض الإنتاج المفقود في المصانع الأخرى، لكنها لا تعرف ما إذا كان ذلك ممكنًا. وقدرت الشركة خسائر الإيرادات بما يعادل 160 مليون دولار شهريا.ويعاني صانعو السيارات بالفعل من نقص في أشباه الموصلات؛ والذي نجم جزئيًا عن الانتعاش القوي بشكل غير متوقع في القطاع بعد انتشار وباء فيروس كورونا العام الماضي. وترك هذا المصانع غير مهيأة لزيادة الإنتاج بسرعة.وقالت شركة فورد موتور شهر فبراير الماضي إنها تتوقع خفض الإنتاج بنسبة تصل إلى 20 ٪ في الربع الأول من هذا العام، مما يتسبب في خسارة الشركة لأرباح قبل خصم الضرائب تتراوح بين مليار دولار إلى 2.5 مليار دولار.على الجانب الآخر، أثر النقص المفاجئ في قطع الغيار والخامات الأخرى على سلسلة التوريد العالمية في الأسابيع الأخيرة. وتسببت موجة الصقيع الشديدة في شهر فبراير الماضي إلى جانب انقطاع التيار الكهربائي في ولاية تكساس في إغلاق مصانع الكيماويات، والإضرار بإمدادات البلاستيك والخامات الأخرى المستخدمة في العديد من المنتجات بما في ذلك السيارات.وساهمت المشكلات التي تعاني منها شركة رينيساس بالفعل في إحداث قصور بإمدادت أشباه الموصلات، كما تسبب الزلزال الذي شهدته البلاد خلال شهر فبراير الماضي في وقف مصنع الشركة الموجود بمدينة هيتاتشيناكا لبضعة أيام، مما أدى إلى تقليص المخزون.وقال ماساهيكو نوزاكي، نائب الرئيس التنفيذي لشركة رينيساس، إن الشركة لديها مخزون للحفاظ على الشحنات لمدة شهر واحد فقط.وأعاد الزلزال والحريق بعض الذكريات للحوادث الشبيهة التي مرت بها رينيساس، وذلك لأن مصنع الشركة نفسه كان من أكثر المصانع تضررًا من الزلزال المدمر الذي ضرب شرق اليابان في 11 مارس 2011. وظل إنتاج المصنع متوقفًا لمدة ثلاثة أشهر تقريبًا، ووقتها حشد المصنع آلاف الأشخاص بما فيهم العمال في مؤسسات عملاء الشركة من أجل إجراء الإصلاحات.وحصل المصنع على دور أكبر في السوق مؤخرًا في ظل نقص الرقائق. وقالت رينيساس في وقت سابق من هذا الشهر إنها أعادت بعض الإنتاج إلى اليابان، والذي كان متوجهًا في الأصل إلى شركة تايوان سيمي كونداكتور مانوفاكتشورينج لأشباة الموصلات، وذلك في محاولة لتلبية طلب العملاء بشكل أسرع. وقالت رينيساس إن الحريق سيؤخر جزءًا من هذا الإنتاج.
مشاركة :