«إن كان هذا القلب الكبير قد توقف.. فإن الخير في أنجاله متواصل»، بهذه العبارة الحزينة نعى ميرزا الصايغ مدير مكتب المرحوم الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، وعضو مجلس أمناء هيئة آل مكتوم الخيرية، المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه. وروى الصايغ لـ«البيان» قصصاً وتفاصيل تحى لأول مرة عن رحلة عطاء المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، وقال: «عندما تجتمع الصفات الحميدة في شخصية واحدة، فإن ذلك يكون سبباً في نجاحه ونجاح من حوله، فكيف إذا كانت هذه الشخصية هي قيادة حكيمة سخية متواضعة محبوبة على المستويين المحلي والعالمي، فالجميع يحملون له في قلوبهم حباً كبيراً.. تلك الشخصية في المغفور له، الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه». وأضاف الصايغ: «الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم حمل هموم أبناء وطنه والأوطان العربية والإسلامية، حيث بدأت هيئة آل مكتوم الخيرية مشوارها الخيري، ورحلتها في ميادين العمل الإنساني في عام 1997، من خلال المركز الثقافي في دبلن بأيرلندا، والذي كان بمثابة النواة لمسيرة الخير والعطاء التي بدأها المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، وامتدت الهيئة في انطلاقتها لتشمل أكثر من 60 بلداً من بلدان العالم العربي والإسلامي والغربي». حنان الأب وأشار الصايغ إلى أن المغفور له الشيخ حمدان بن راشد كان هو الوالد والقائد الذي اجتمع فيه حنان الأب وحكمة القائد. واستذكر الصايغ عدة محطات مهمة من حياة المغفور له قائلاً: «لا أنسى حين سافرت معه من دبي إلى لندن قبل 39 عاماً وتحديداً في فصل الشتاء، وقبل هبوط الطائرة في مطار لندن، عقد لنا اجتماعاً في طائرته الخاصة، وطلب منا أن نأخذ حبة فيتامين «سي» قبل الهبوط وقاية لنا من الإصابة بالزكام أو البرد، نظراً لأن الجو شديد البرودة في هذا الوقت من العام في لندن مقارنة بمدينة دبي». هذا الموقف يدل على حنان الأب وحنو القائد وتواضعه وعطائه لأبنائه الأوفياء الذين يكنون له كل حب واحترام وتقدير. هذا الموقف حبة في سبحة طويلة من الخير والعطاء التي شهدناها على مر الأعوام في حياته، تمثلت في الاحترام والتقدير الذي تكنه له العديد من الشعوب الإسلامية، حيث كان يتلقى العديد من الدعوات الرسمية من رؤساء الدول ورؤساء الوزارات. 80 مسجداً وذكر أن المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم تم تكريمه في إحدى السنوات من قبل الملك عبد الله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية، لأنه كان سبباً في بناء 80 مسجداً في الأردن والتي تم توثيقها من قبل وزارة الأوقاف بالأردن التي أبلغت ملك الأردن بذلك وأمر بدوره بدعوة المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم إلى زيارة الأردن لتكريمه بنفسه بوشاح ملكي تم منحه إياه نظير أعماله الخيرية بالمملكة. ثأر الصعيد وفي موقف آخر خالد في ذاكرة ميرزا الصايغ وفي ذاكرة أهالي صعيد مصر العربية يدل على اهتمامه ودعمه لقضايا الناس، يذكره لنا الصايغ قائلاً: «في إحدى السنوات طلب مني المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم أن أدرس قضية الثأر في صعيد مصر تمهيداً لإنهاء هذا النزاع الأزلي بين أسر الصعيد، حيث كانت تعتبر هذه القضية في ذات الوقت وقود الموت وأعداد ضحايا الثأر في قنا تفوق حوادث الطرق». وبالفعل تواصل الصايغ مع عدد من المسؤولين للوقوف على إمكانية حل النزاع، وذهب إلى منطقة الصعيد وجلس مع الأهالي أطراف النزاعات ونقل إليهم رغبة المغفور له الشيخ حمدان بن راشد في فض وإنهاء هذه النزاعات، وإقناعهم بذلك عن طريق تقديم رحلة عمرة لخمسة من أفراد كل عائلة متنازعة على الثأر، الأمر الذي أسهم في تصالح هذه العائلات وإنهاء النزاعات بين 10 عوائل في صعيد مصر، بحضور بعض مسؤولي وأعيان المنطقة. وأولى الراحل اهتماماً بالغاً بالتعليم حيث طلب من مدير مكتبه ميرزا الصايغ الذي يحكي لنا قائلاً: «طلب مني المغفور له أن أحصر له نسبة إنفاق الأسر على الفتاة الجامعية والأبناء من أصحاب الهمم في الأسر التي ثبت أن الأسر تنفق ثلث دخلها على تعلم الفتاة، والثلث الثاني على الطفل المعاق ولا يتبقى للأسرة سوى الثلث الأخير لتعيش منه، فطلب مني قائمة بالأسر المسجلة في هيئة آل مكتوم الخيرية، والتي لديها فتيات يدرسن بالجامعة وأبناء من أصحاب الهمم، وتكفل براتب شهري لكل فتاة جامعية وكل طفل من أصحاب الهمم حتى تتخرج الفتاة ويعمل الابن المعاق». كل هذه المواقف شكلت ملامح في شخصية المغفور له، وأشار الصايغ إلى أن الشيخ حمدان بن راشد لم يكن يرفض أي اقتراح يخص العمل الخيري والإنساني أو حتى الثقافي والاجتماعي، وكان يتأكد من جدية الحالات ولا يتأخر عنها أبداً. ويحكي الصايغ مآثر عن المغفور له الشيخ حمدان بن راشد قائلاً: «في يوم من الأيام كنت في مدينة الخرطوم عاصمة السودان الشقيق، وأبلغوني أن عدداً من الطلبة يرغبون في مقابلتي، فذهبت إليهم في الجامعة، وفوجئت بمظاهرة ظننت للوهلة الأولى أنها وقفة احتجاج لشيء ما، ليتضح لاحقاً أنهم جاءوا ليحتفوا بي كوني مندوب المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم الذي يذكرون له مآثره الكريمة من خلال الجامعة التي بناها لهم ويتكفل بمصاريف تعليمهم بها». وأضاف أن عدد المدارس التي بناها في قارة إفريقيا بلغت 50 مدرسة حتى الآن وأصبح خريجوها من كبار المسؤولين في دولهم. مكتبة إلكترونية وارتبط اسم المغفور له الشيخ حمدان بن راشد باسم المكتبة الإلكترونية في جامعة القاهرة، وفي هذا الموقف يحكي لنا الصايغ: «طلبت جامعة القاهرة بناء مكتبة إلكترونية، فأمرني المغفور له بأن أعمل اللازم وكل ما تطلبه الجامعة وتبرع بمبلغ 50 ألف دولار لبناء هذه المكتبة». وفي جمهورية الصين الشعبية أمرني المغفور له الشيخ حمدان بن راشد أن أذهب لأدرس حالة إحدى البلدات وكان فيها 40 عائلة يعيشون في خيم ويطالبون بإنشاء مسجد ومدرسة فقط، إلا أنه أمرني أن أبني لهم 40 منزلاً ومدرسة ومسجداً في هذه المنطقة بعد الحصول على موافقة الحكومة، ولأن المغفور له وجميع آل مكتوم بصفة خاصة وإمارة دبي بصفة عامة تتمتع بسمعة طيبة في الصين، فقد وافق الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني على بناء هذا المشروع. وأكد الصايغ أنه تلقى اتصالات من العديد في الدول الأفريقية والآسيوية والأوروبية التي تواصلت معه للعزاء في وفاة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم الذي تحول إلى أحد أهم رموز العمل الخيري والعطاء الإنساني في المنطقة والعالم، حيث أسهم في تخفيف معاناة الكثير من شعوب العالم الذين لا يزالون يستذكرون أياديه البيضاء التي لم تميز بين البشر. 100 ذكر ميرزا الصايغ أن أحد المواطنين طلب من المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، في إحدى المرات معونة شهرية لضيق حالته المادية، فلم يتأخر عنه وأعطاه رسالة موقعة بخط يده موجهة للبنك لمنحه راتباً شهرياً، وبعد أن حصل عليها احتفظ بها هذا المواطن وتقاعس عن الذهاب إلى البنك بها عدة سنوات إلى أن وافته المنية فوجدها أبناؤه بعد وفاته، فأوصلوها إلى المغفور له الشيخ حمدان بن راشد عن طريقي حيث عرضتها عليه، وطلب أن يتم حساب عدد الشهور التي مرت على إصدار هذه الرسالة والتي بلغت 100 شهر وأن يمنح ورثته راتباً شهرياً بعدد كل هذه الشهور التي مرت والبالغة 8 سنوات. مدير مكتب الفقيد: › إن كان هذا القلب الكبير قد توقف فإن الخير في أنجاله متواصل › والد وقائد اجتمع فيه حنان الأب وحكمة القائد › 80 مسجداً شيدها في الأردن ونال تكريم المملكة شكراً وعرفاناً › 10 عائلات في صعيد مصر أنهى نزاعاتها الثأرية › 50 مدرسة بناها الفقيد في إفريقيا › أمرني ببناء 40 منزلاً ومدرسة ابتدائية ومسجد في إحدى المناطق الفقيرة بالصين › تكفل براتب شهري لكل فتاة جامعية وكل طفل من أصحاب الهمم في الهيئة الخيرية › لم يكن يرفض أي اقتراح يخص العمل الخيري والإنساني تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :