طفولتها ترسم كُل ما تراها عينها. . . ثم انتقلت إلى استخدام الخشب لتنقش عليها رسوماتها. . . موهبتها أخذتها للفن التشكيلي. . . بدايتها الفعلية بلوحة انتقلت بها إلى القاهرة للمشاركة لتتنقل بين الدول الأوروبية والعربية بلوحاتها. . . . الفن التشكيلي يحتاج الدعم. . . . . الفنان احساس يتفاعل مع مّن حوله من أحداث اجتماعية ونفسية لتحط بريشتها بعمل لوحة تُجسد هذة الاحاسيس. . . وما بين الفكرة والريشة والألوان يُسعدنا الحوار مع الفنانة التشكيلية السعودية سلوى حجر . . قراءة ممتعة – حدثينا عن بداية مسيرتك الفنية؟ بدأت مسيرتي من الصغر وأنا في السابعة من العمر كنت أُحاكي أي شي تقع عيني عليه. . من كرسي – طاولة – ثلاجة – تلفزيون إلى أن تطورت معي الموهبة كلما نقلت من مرحلة لمرحلة أرسم لوحات للبيت ولمدرسين أخواني ولمدرساتي وأيضاً رسمت أغلفة مجلة الكواكب من فنانات مثل صفاء أبو السعود ونجلاء فتحي وسعاد حسني على قطع الخشب. – هل للأسرة دور في ميولك للفن التشكيلي فالأسرة ولله الحمد كانت لي الدعم الكبير في موهبتي. . . كان أبي ( رحمة الله عليه ) عندما لاحظ رسوماتي وصلت لدرف الدواليب من الداخل فبدأ بتشجيعي فكان يجلب لي الخشب … في الزمانات لم يكن موجود ( الكانفس ) الذي نرسم عليه حالياً فرسمت علي الخشب . – هل يوجد بالعائلة فنانون أو محبون للفن التشكيلي مما ادى إلى تأثرك به؟ كنت الوحيدة في العائلة التي تحب الفن ( فن الرسم ) وهذه موهبة من الله ولكن لقيت تشجيع من العائلة لما لهم تذوق فني. . أعجبوا بما كنت انتجه من لوحات بتشجيعهم لي. – أول جهة مهتمه برعاية الفن التشكيلي التحقت بها الفنانة سلوى حجر؟ دخلت الساحة الفنية سنة ١٤٢٠هـ في بيت الفنانين التشكيلين وكان مديرها الاستاذ / هشام بنجابي. . فكانت أول لوحة قدمتها أثناء دخولي البيت شاركت بها في معرض الفن المعاصر بجمهورية مصر العربية سنة ١٤٢٢ ه. . وبعدها توالت المعارض منها معرض ( لمسة وفاء ) لصاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود ( رحمة الله عليه ) عام ١٤٢٢ ه في تلك الفترة كان الفن التشكيلي كان تحت مظلة الرئاسة العامة لرعاية الشباب ( وزارة الرياضة حاليًا ). اقاموا مسابقة على مستوى المملكة فحصلت على المركز الثاني والحمد لله فكان تحفيز لي لمواصلة مسيرتي الفنية، فتوالت المعارض الداخلية. . – حدثينا عن بعض الصعوبات التى مرت عليك؟ طبعاً دائماً البدايات لا بد من أن يكون فيها صعاب كثيرة ومنها ان الفنانة السعودية كما نعلم موجودة في الساحة من زمان ولكن في ظل المناخ الذي كان محددة والقيود التي كانت مفروضة على المرأة بحكم المجتمع وغيره كانت محدودة الظهور. . اما حالياً مع توفر رؤية 2030 اتفتحت وكبرت المساحة ولله الحمد وبإمكان الفنانه تظهر إبداعاتها وأن تقدم الكثير دون التهميش . وايضاً لا ننسى ( وسائل التواصل الاجتماعي ) ساعدت كثير في ابراز الفنان وظهوره للعالم ليس فقط محدود في بلده – هل كان لك مشاركات خارجية وماذا كان تأثرها عليك؟ نعم الحمد الله توسعت مشاركاتي للخارج في عدة دول منها ( الكويت – البحرين – دبي – الاردن – مصر – تركيا – المغرب – فرنسا – ايطاليا – المانيا ). . المشاركات الخارجية اضافت لي الكثير وزادت من رصيدي الفني فهو جسر تواصل بين ثقافات مختلفة والتعرف على اساليب وتكنيكات كثيرة ويكون بذلك يحصل الفنان على قاعدة جماهيرية كبيرة في مختلف العالم. . – ماهي الأعمال القريبة لقلب الفنانة التشكيلية سلوى حجر؟ اعمالي كلها قريبة لقلبي لانها نابعة من احساسي. . كل عمل فني لمس احساسي وهز مشاعري كل لوحة لها قصة جميلة مؤثرة محفورة في قلبي سطرت تاريخ وزمن واحداث جميلة وأحداث مؤلمة لا استطيع التفرقة بينهم. – مما يتكون الفنان التشكيلي من وجهة نظرك؟ الفنان كتلة من المشاعر والاحاسيس هو توأم الشاعر. . تجذبه اللحظات. . أو تدفعه المشاعر. . يسحره الجمال ويأسره الكمال. . . وهذه بعض معاناتي ٣ لوحات تفجيرات ب ٣ مدن نيويورك. . . بغداد. . . بيروت فيهن كنت محاصرة. . . يخيفني المشهد لاهرب ويدفعني الألم لأشهد نعم سنشهد كيف ظنوا. . وتمنوا. . كيف بالظلم. . تغنوا فالإسلام. . . كان فجراً! ! . . . فجروه! ! العراق. . . كان رعباً! ! . . . أرعبوه! ! لبنان. . . كان طيفاً! ! . . أطفؤه! ! لوحات ١١ سبتمبر والعراق سنة 2001م، بيروت سنة 2020 م والفنان لا بد ان يخاطب العالم بألوانه ينقل التراث يوثقها للاجيال القادمة. . لانه هوعامل اساسي في يقظة المجتمع من الركود والانحطاط فهو يقود العالم فكرياً واجتماعيا. – مارأيك بالفن التشكيلي الحالي وهل استطاع أن يوصل رسالته للمتلقي؟ الفن التشكيلي الحالي اصبح يأخذ منعطفا فكرياً وإبداعياً مختلفاً له متغيراته ورؤيته واتجاهاته انماطه فهو يشكل مرحلة جديدة من مراحل المعاصرة والعولمة الفنية والثقافية من منظور الحداثه وهو يحاول أن يقدم نفسه للساحه بشكل مختلف وخارج عن سلطنة التقيد واتجاهات التشكيل عند الفنان وفي المدارس الأكاديمية والبحثية واعتقد أن الفن التشكيلي كبقية الفنون فتح له باب الإجتهاد ليشكل مراحل ومحطات مهمه تجاري الحداثه وتوافقها ولكنها بثوب كلاسيكي فأصبح التشكيل له قابليه التكوين الحر والتطويع بألاجتهاد خارج السلطاوية الكلاسيكية والاتجاهات المعتادة النمطيه ليواكب المرحله المعاصرة انعطافاً مهماً في كل الأعمال بالساحة باختلاف وجهات النظر الفكريه والبصرية والاخراجيه كلًا وفق فلسفته واجتهاده ورؤيته واتجاهاته بما يوافق عولمة الأفكار والرؤى والفلسفة والتكنيكات الفنية والثقافية من فنان لآخر – هل وصلتي لما تطمحي إليه أم ما زلتي تسعى لتحقيق المزيد؟ وأين ترى سلوى حجر نفسها مستقبلاً؟ أنا مازلت أجتهد وأتعلم وأخوض التجارب الفنية باجتهاد وانفتاح على العالم محاولة مني أن أدخل من بوابة الحداثة بأسلوبي الكلاسيكي الذي لا يمثل إشكاليه مع المعاصرة وسأظل أتعلم وأخوض التجارب الفنية المختلفة وأجدد في أفكاري وأقدم أعمالي بشكل متعادل ومتخصص تبرز فيه شخصيتي الفنية والثقافية من خلال أعمالي الفنية واعتبر كل مرحلة فنية وكل محطة فنية في مشواري الفني ما هي إلا محطة ثقافية وإبداعية لها أبعادها الخاصة وثقافتها بحرفية وفنية واحترافية وأنا كلما ارتفع مستوى الفني والثقافي في أعمالي كلما أيقنت إني لا زلت أتعلم وأجتهد بطموح ومثابرة وكفاح مشرف حتى وإن بلغت مراحل التجويد الفني والمستوى الرفيع إلا إنني دائما أحاول أن أهيئ نفسي بأنني مازلت أجتهد وأخوض التجارب الفنية وأقول لنفسي إن سلوى حجر ما زالت تتعلم وتجتهد وتكافح لتحل مكانة فنية ثقافية مهمة في عالم التشكيل. – متى يكون التشكيلي مهيئاً للبوح بلغة الألوان على لوحته؟ يكون الفنان مهيأ للبوح بلغه الألوان عندما يكون في حاله استثنائية مزاجياً وفكرياً واجتماعيا وإنسانيا وتحت ضغط حدث أو قضية أثرت في الفنان وشكلت في وجدانه حاله خاصة تبرز نتاجاتها أفكارا وألوانا وفق تأثير الحالة أو الحدث على الفنان ولكل قضية أو حدث في حياة الفنان تأثير يخرج في صورة فيترجمها إلى أعمال وألوان تبوح بلغه الألوان أفكار وطرح مع تقديم معالجات. – من الشخصية الفنية التي كان لها أثر في مسيرتك الفنية؟ كما ذكرت سابقاً كان دخولي الساحة الفنية سنة ١٤٢٠ ه تقريباً في بيت الفنانين التشكيلين وكان يديرها الأستاذ / هشام بنجابي ، ما قصر احتوانا وعمل لنا زيارات للمعارض والمتاحف وفي بيت البلد وأيضا ورش ومسابقات ومشاركات في معارض فكانت الأنشطة مكثفة وأنا من هذا المنبر أوصل شكري واحترامي له. – ماذا تعني لك هذه الألوان أبيض، أسود، أحمر، أصفر؟ للألوان دلالات ومعانٍ مختلفة تبعاً للمشاعر التي تثيرها، وهو أمر مختلَف عليه؛ فبعض الآراءِ ترى أن معاني الألوان وتأثيراتها النّفسية ما هي إلّا خرافة، ويبنى هذا الرأي بناءً على قناعاتٍ ونظريات مختلفة، منها أن اللون يتأثر بالمحتوى الذي يعرضه، فإذا كانَ اللّون الأصفر الذي يدل على المرحِ مرتبطاً بِمُحْتَوَى مؤذٍ فسيتغير التأثير النفسي له على الإنسان، وفيما يأتي أبرز معاني الألوان: ١- اللون الأبيض: يعد اللون الأبيض مصدراً لجميع الألوان، وهو يوحي بالبراءة والصفاء، ومن معانيه الطهارة والبساطة ٢- اللون الأسود: يمتص اللون الأسود كل ألوان الطيف، وقد ارتبط هذا اللون عند الفراعنة بالحياة والولادة من جديد، أما الآن فهو مرتبط بالموتِ والحِداد، ولكنه أيضاً مؤشر على القوة. ٣- اللون الأحمر: يعبر عن المشاعر القوية والشغف، كما أنه يملك طاقة تحفيزية وقيادية، فيعطي رسائل للدماغ بالتوقف أو يحفزه للانطلاق، ويدل أيضا على الفخامة، كما يوحي بالأناقة، ٤- اللون الأصفر من الألوان الجميلة الموجودة في الطبيعة، وتبعث اَلطَّاقَة، . كما يعد لون التفاؤل الذي يتميز بإيجابية بالغة، فهو لون الإبداع وأيضًا الانطلاق إلى الحياة، ويتّصف بأنه لون الاعتزاز بالنفس، إنه لون الفكر والتفكر، هو حقيقةً لون الذكاء. – هناك شخصيتان داخل شخصية فكيف توازن بين سلوى الإنسان وسلوى الفنان التشكيلي؟ بالطبع كل فنان له شخصيتان الشخصية الفنية والشخصية الإنسانية وكلاهما مرتبط بالآخر ويكملان بعضهما البعض سلوى الفنانة لا تنفصل بأفكارها الفنية والثقافية عن سلوى الإنسانة والعامل المشترك بينهما سلوكيات الفنانة ومنتجاتها الفنية والثقافية والاجتماعية سلوى الإنسانة تعيش بداخلها فنانة بامتياز هذا هو التماثل والتطابق والتوافق الذاتي للفنانة والإنسانة سلوى حجر. – برأيك هل ما زال الفن والفنانين موضع التهميش من المجتمع؟ هناك بعض الفنون تأخذ حيزا من الاهتمام والدعم القوي ولكن التشكيل في الظل تبدو أضواؤه خافتة لأن دوائر الاهتمام ليست بالقدر الكافي والمطلوب والجهات المختصة تدعم التشكيلي وفق إمكانياتها ولا تقصر وليس بالقدر الكافي المتناسب مع حجم هذا الفن التشكيلي مما جعل العمل التشكيلي ونشاطاته تقوم على الجهود الذاتية والدعم الفردي والتعاون الذاتي الذي يتماشى مع النشاطات التشكيلية. – ما هي الأحاسيس التي تحب أن توصلها للجمهور من خلال عرض لوحاتك الفنية؟ الأحاسيس التي أحب أن أوصلها هي الإحساس بجمال الطبيعة الخلابة والشعور بالجمال والمتعة البصرية مع إقامة حواريه فكرية بصرية بين اللوحات والألوان والأشكال والمتلقي بالإضافة إلى تقديم صورة متألفة فنيا وهندسية بكل أبعادها الجمالية التي ترفع الذائقة البصرية والجمالية عند المتلقي وارتقاء الذوق الرفيع من خلال تقديم صور الطبيعة تعطي إشارات بجمال الواقعين وقوة التأثير وروعة الانطباع من خلال خطاباته البصرية ذات أبعاد جمالية رائعة. – ما هي الألوان التي تجذبك في الرسم وتميلي إليها كثيراً في رسوماتك؟ الفنان في العموم يستخدم جميع الألوان وهذا في العموم ولكن الألوان عندي هي مجموعة مراحل ومحطات زمانيه ومكانية وتؤرخ لنوعية العمل التشكيلي فكانت بدايتي مع الألوان الترابية التي قدمتها بفلسفة ذات أبعاد ثقافية وواقعية وذات دلالات فنية على وجه الخصوص ثم جاءت المرحلة الوسطى في مشواري الفني الألوان الصارخة التي أخذت مركزية في الأعمال وأصبحت مرتكز مهم وأخيرا جاءت المرحلة الحالية التي تعاملت فيها مع ألوان الطبيعة الخلابة التي تشمل العائلة اللونية المتكاملة والتي أوظفها باحترافية وتعادلية وتآلف فني له فلسفة ذات أبعاد بصرية جمالية رائعة. – المجتمع والناس والحياة والوجود والهموم والتساؤلات أقاليم متعددة، كيف تنظرين إليها ؟ كل هؤلاء هم نسيج واحد مجتمعة وأقاليم متعددة ولكنها منظومة متكاملة في الحياة وعوامل مؤثرة في حياة الفنان بصفه عامه وكلما انفعل الفنان وتفاعل معها ومع الأحداث والهموم أصبحت الصورة في مشهديه أقرب للواقعية وقوة التعبير في الصورة مع التعايش الفني والتحام البعد الثقافي والاجتماعي والفني والإنساني مشاهد لصور أكثر واقعية.
مشاركة :