الشيخ خالد بن عبد الله: الاستفادة من خبرات المتقاعدين تعزز رأس المال البشري

  • 9/16/2015
  • 00:00
  • 21
  • 0
  • 0
news-picture

أكد معالي نائب رئيس مجلس الوزراء، الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة، أن تعزيز مفهوم رأس المال البشري المرتكز على الاستفادة القصوى من الخبرات التراكمية هو الدافع وراء الحرص الحكومي على إشراك المتقاعدين في مجالس إدارات الهيئات والمؤسسات الحكومية واللجان الوطنية بهدف وضع وصياغة وإعداد السياسات والتشريعات اللازمة التي تحمي مكتسبات وحقوق هذه الفئة المهمة من المجتمع. وقال معاليه: "إن الإيمان الراسخ للحكومة الموقرة بأهمية مواصلة الإنسان البحريني في العطاء خدمة لوطنه ومجتمعه حتى بعد مرحلة التقاعد بهدف الاستفادة من خبراته التراكمية هو نتاج ما تم بناؤه خلال العقود الماضية من تنمية وتطوير وتعزيز لقدرات الكوادر الوطنية المؤهلة، الأمر الذي جعل البحرين تتبوأ مراتب متقدمة في مؤشر تقرير التنمية البشرية على الصعيدين العربي والعالمي والذي يأخذ في عين الاعتبار عوامل قياس من بينها البيئة والكفاءات الاجتماعية والتعليم والصحة والمساواة بين الجنسين وغيرها". وكان معالي الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة قد تفضل فشمل برعايته الكريمة صباح هذا اليوم (الأربعاء 16 سبتمبر 2015) أعمال المنتدى التعريفي لمشروع نبع الخبراء "خبراء المستقبل" الذي تنظمه جمعية الحكمة للمتقاعدين على مدى يومين متواصلين في مقرها بمنطقة سند بمشاركة خليجية وعربية. وأشاد معاليه بفكرة مشروع "نبع الخبراء" الذي يعد مشروعاً وطنياً بامتياز والأول من نوعه في مجال تدريب وتأهيل المتقاعدين من الاختصاصين والحرفيين وكبار المسؤولين في المجالات الإدارية والفنية والمالية والأمنية، وذلك عبر تهيئتهم بإشراكهم في دورات تطويرية بوصفهم مستشارين كل في تخصصه، مثنياً معاليه في الوقت نفسه على ما تضطلع به جمعية الحكمة للمتقاعدين من دور فعَّال في المجتمع منذ تأسيسها في العام 1989 وحتى يومنا هذا برئاسة معالي الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبد الله آل خليفة، وذلك كله في سبيل جمع المتقاعدين تحت مظلة واحدة ترعى شؤونهم وتلبي احتياجاتهم وتنمي قدراتهم وتطورها وتكون صوتاً مؤثراً لتحقيق كل ما هو إيجابي لصالح هذه الشريحة. ويهدف المشروع الحيوي "نبع الخبراء" إلى توظيف الاستثمار الأمثل للخبرات المتراكمة والعمل على الاستفادة منها بما يعود بالنفع على دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بما في ذلك البحرين التي تعتبر نقطة انطلاق هذا المشروع الرائد. وتأسس هذا المشروع بموجب اتفاقية تم توقيعها بين اتحاد الغرف الخليجية ومؤسسة التفكير والنماء والتي تتخذ من مكة المكرمة مقراً لها بصفتها الممثلة لمؤسسات التدريب الخاصة في هذا المجال وهما المعهد الأمريكي الدولي للتدريب والاعتماد ومعهد كي سمارت للتدريب والتنمية البشرية إلى جانب عدد من الجامعات في المملكة العربية السعودية. من جانبه، أكد معالي رئيس مجلس إدارة جمعية الحكمة للمتقاعدين، الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، أن التحول الصناعي الذي جاء بفضل الصناعة النفطية والسياسة الصناعية لحكومة البحرين قد أفرز منشآت عملاقة في العديد من الصناعات كالألمنيوم والبتروكيمياويات والاتصالات والبنوك والمؤسسات التأمينية والتي كانت جميعها سبباً رئيسياً في خلق وعي ثقافي في الإدارة المتنوعة، وإرساء قواعد حضارة الإنسان في المملكة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وقال معاليه في كلمة له: "كما أفرزت تلك النقلة الحضارية تكوين القدرات البشرية المتمكنة والمحترفة على مستوى عالٍ في كل المجالات، وقد حان الوقت اليوم لجني ثمار هذه الخبرات وقطفها للاستثمار الأمثل لربيع المؤسسات الكبرى ومؤسسات الدولة على اختلاف أنواعها الزاخرة". وأوضح معاليه أن المبادئ والأهداف الأساسية لنظام جمعية الحكمة للمتقاعدين قد اشتملت على الاستفادة من الخبرات التراكمية المتوفرة لدى أغلب المتقاعدين من خلال دورهم في الحياة ومراحل البناء والتفاني والإخلاص، وهي الغاية الأساسية لمسيرة المملكة في بناء الإنسان المواطن وتنمية البلاد في شتى المجالات، وأن تلك خطوات محسوبة للجيل الأول من سنوات بداية النهضة في العقد الرابع من القرن الماضي. ويعد اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي شريكاً استراتيجياً في تنفيذ هذه المبادرة الوطنية الرائدة باعتباره ممثلاً عن القطاع الخاص الخليجي ويأتي دعمه للمشروع انطلاقاً من الإدراك التام لأهمية تهيئة المتقاعدين وتدريبهم وتأهيلهم كمستشارين يعاد تفعيل دورهم على مختلف الأعمال في المملكة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بحسب اختصاصاتهم. وفي هذا الصدد، فقد أكد سعادة الأمين العام لاتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي، السيد عبد الرحيم نقي، أن احتضان البحرين لهذه الفعالية المهمة ورعايتها من قبل القيادة السياسية الحكيمة يعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها لرعاية فئات المتقاعدين وتحويلهم إلى طاقات منتجة ومبدعة في المجتمع، كونها وبفضل إخلاصها وتفانيها ساعدت البحرين والمجتمعات الخليجية على الوصول إلى ما هي عليه من تقدم وازدهار، منوهاً بأهمية أن تشد هذه المجتمعات على أيدي المتقاعدين الذين قدموا كل العطاء بكل وفاء وإخلاص. وقال نقي في كلمة له ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال المنتدى: "لقد جاءت فكرة تأسيس مشروع نبع الخبراء بهدف توحيد جهود عدد من الجهات لجمع أكبر عدد من الخبراء في مختلف التخصصات والمجالات المدنية والعسكرية والربحية والتطوعية، تحت مظلة وطنية كبرى بحيث تبرز خبرات هذه النخبة المجتمعية وتقدمها بأفضل أسلوب وأرقى وبمساعدة ودعم أهم المنشآت في العالم وعلى وجه الخصوص من جامعات وكليات وشركات وبيوت خبرة ومعاهد وأكاديميات ومراكز تدريب واستشارات عالمية وعربية وخليجية معتمدة. أما سعادة وزير العمل، السيد جميل بن محمدعلي حميدان، فقد حيَّا في كلمة له بهذه المناسبة جمعية الحكمة للمتقاعدين وشركاءها الاستراتيجيين على إطلاق هذه المبادرة، مشيراً إلى أن العديد من المبادرات التي سبق أن تم إطلاقها لصالح المتقاعدين كانت تتناول جانب تحسين شؤونهم المعيشية والحياتية، إلا أن هذه المبادرة قد تميزت عن سائر المبادرات الأخرى كونها تعتني بجانب الخبرة والمخزون المعرفي القيم الذي حصل عليه المتقاعدون والعمل على إعادة تدويره في المجتمع لتعم الفائدة على الجميع. وقال سعادته: "قد تضعف السواعد وتتعب، لكن العقول والخبرات تنضج وتكبر مع تقدم السن، وأحسن الأمثلة على ذلك هم المفكرون والسياسيون والقادة ورجال الدين ممن تحملوا مسؤوليات مجتمعية كبيرة، ومع ذلك نجدهم ينجحون ويستمرون في العطاء والإنتاج لسنوات متقدمة". ثم ألقى سعادة الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للتأمين الاجتماعي، الدكتور زكريا العباسي، كلمة أكد فيها أن الهدف من دعم ورعاية الهيئة لأعمال هذا المنتدى راجع إلى الإيمان العميق بأن المتقاعد يعد نبعاً زاخراً بالخبرات ومرجعاً استشارياً لاتخاذ القرارات الاستراتيجية المهمة، إلى جانب الاستفادة من تلك الخبرات في مختلف المجالات، مثنياً في الوقت نفسه بفكرة مشروع "نبع الخبراء" معرباً عن أمله في أن يتحول إلى واقع ملموس يدعم التطلعات نحو استمرار عطاء المتقاعدين. وقال: "تفخر الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي بقاعدتها المعلوماتية المفصلة عن أصحاب المعاشات والمتقاعدين بمختلف الشرائح والأعمار ومستويات الدخل، وتشير أحدث الإحصائيات إلى أن عدد أصحاب المعاشات قد بلغ حتى أغسطس 2015 في القطاعين العام والخاص حوالي 50 ألف صاحب معاش". وفي ختام الحفل، تفضل معالي الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة بتكريم الرعاة والشركاء الاستراتيجيين، مشيداً معاليه بما تتحلى به كل جهة من حس بالمسؤولية المجتمعية، وما تقوم به من دور في سبيل تنمية وتعزيز القدرات البشرية. كما تسلَّم معاليه هدية تذكارية من معالي رئيس مجلس إدارة جمعية الحكمة للمتقاعدين تقديراً وعرفاناً بإسهاماته الداعمة للمتقاعدين. ويشارك في المنتدى الذي تتواصل أعماله على مدى يومين نخبة من المتحدثين من البحرين والمختصين من المملكة العربية السعودية، ودولة قطر، والمملكة المغربية.

مشاركة :