اعتبر رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، أن الاستعراض المسلح الذي نظمته ميليشيا "ربع الله" اليوم الخميس في بغداد يهدف لـ"إرباك الوضع وإبعاد العراق عن دوره الحقيقي". وحذّر الكاظمي، خلال زيارته لنقابة الصحافيين، من أن "البعض يحاول أن يبتز الدولة العراقية تحت مسميات كاذبة"، مضيفاً أن "هناك من يعتقد أنه بالسلاح يهدد الدولة". وتابع: "لن نخاف من أحد. نحن نخاف من ضمائرنا فقط". تأتي تصريحات الكاظمي بعدما أجرى مسلحون، على متن العشرات من الشاحنات الرباعية الدفع، صباح الخميس استعراضاً للقوة في شوارع بغداد، في تصعيد للتوتر القائم مع الكاظمي الذي يستعد لاستئناف الحوار مع واشنطن. وجال المسلحون في بغداد مرتدين ملابس عسكرية وأقنعة عليها شعار "ربع الله"، وهي حركة جديدة من بين أحدث الفصائل الموالية لإيران في العراق، وأكثرها نفوذاً. ويرى خبراء أنها مجرد واجهة لـ"كتائب حزب الله"، أحد فصائل الحشد الشعبي، لكن الاسم الوهمي يسمح لها بانتقاد السلطات مع تفادي الرد. وظهرت حركة "ربع الله" في بادئ الأمر في تظاهرات ضد قناة "دجلة" انتهت بحرقها، وتلاها حرق مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني إثر تصريحات أحد قادته ضد الحشد الشعبي. ويأتي الاستعراض بعد إعلان مسؤول في الحكومة العراقية الثلاثاء أن بغداد دعت رسمياً واشنطن إلى "حوار استراتيجي" جديد، في ظلّ إدارة الرئيس الجديد جو بايدن كما كان الحال في عهد دونالد ترمب. ويتعين على بغداد التطرق خصوصاً إلى قضية 2500 جندي أميركي لا يزالون منتشرين في العراق وصوت البرلمان العراقي على انسحابهم منذ أكثر من عام. ولم يحدد حتى الآن موعد لهذه المفاوضات التي يحتمل أن تكون افتراضية بسبب جائحة كوفيد-19. وتلا أحد عناصر "ربع الله" خلال الاستعراض بياناً للحركة، وصفه بأنه "رسالة تهديد للأميركي وعملائه" في العراق. وطالبت الحركة في بيانها بـ"خفض سعر الدولار الأميركي مقابل الدينار العراقي"، الذي خفض البنك المركزي قيمته في ديسمبر بنحو 25% في مقابل الدولار. وتعد قضية سعر الصرف في مقابل الدولار قضية في غاية الأهمية في العراق الذي يمر بأسوأ أزمة اقتصادية، لا سيما للجماعات الموالية لإيران، إذ إن طهران التي تخنقها العقوبات الأميركية، تعتبر العراق منذ فترة طويلة سوقاً توفر العملة الأجنبية. ودعا البيان أيضاً مجلس النواب للتصويت على الموازنة بأسرع وقت ممكن، فيما لا تزال المفاوضات بشأنها متعثرة بسبب حصة كردستان في الموازنة الاتحادية.
مشاركة :