السفينة الجانحة تهدد بشل حركة الملاحة لأسابيع في قناة السويس

  • 3/25/2021
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة - تهدد السفينة العملاقة الجانحة في مياه قناة السويس بتعطيل حركة الملاحة البحرية لأسابيع في أحد أكثر الممرات المائية اكتظاظا بالعالم وأهمها، فيما تتواصل الجهود الحثيثة على قدم وساق لتحرير السفينة وفض أزمة قد تؤثر على الحركة التجارية العالمية إذا استمرت. وقالت شركة إنقاذ إن تحرير سفينة حاويات عملاقة جانحة في قناة السويس قد يستغرق أسابيع في حين أوقف مسؤولون كل السفن المتجهة إلى الممر المائي اليوم الخميس في انتكاسة جديدة للتجارة العالمية. وأفادت هيئة قناة السويس الخميس بأنها بحثت خيار التجريف حول سفينة الحاويات الضخمة الجانحة في الممر المائي خلال اجتماع مع فريق إنقاذ من شركة شميت سالفيدج الهولندية، فيما أوقفت حركة الملاحة في القناة مؤقتا بينما تستمر منذ ثلاثة أيام جهود تعويم سفينة حاويات عملاقة جانحة طولها 400 متر تعطل المرور وتعمل ثمانية زوارق قطر على تعديل وضعها. وقالت الهيئة في بيان إن السفينة إيفر جيفن جنحت صباح الثلاثاء وهو ما "يعود بشكل أساسي إلى انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظرا لمرور البلاد بعاصفة ترابية... مما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة ومن ثم جنوحها". وذكرت القناة في بيان أن جنوح السفينة "يعود بشكل أساسي إلى انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظرا لمرور البلاد بعاصفة ترابية، مما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة ومن ثم جنوحها". وتعوق السفينة الآن حركة الملاحة في كلا الاتجاهين في واحد من أكثر ممرات شحن السلع والنفط والحبوب والمنتجات الأخرى ازدحاما في العالم، والذي يربط بين آسيا وأوروبا. وذكر بيتر بيردوفسكي الرئيس التنفيذي لشركة بوسكاليس الهولندية التي تحاول تعويم السفينة أن من السابق لأوانه تحديد المدة التي قد تستغرقها المهمة، قائلا لبرنامج يبثه التليفزيون الهولندي "لا يمكننا استبعاد أن تستغرق المسألة أسابيع، حسب الوضع". وأضاف "الأمر يشبه جنوح حوت ضخم على الشاطئ. إنه وزن هائل على الرمال. قد نضطر إلى الجمع (في مهمتنا) بين تقليل الوزن عن طريق نقل الحاويات والزيت والمياه من السفينة بالإضافة إلى زوارق القطر وجرف الرمال". وأشارت بيانات لتعقب السفن إلى أن 206 سفن حاويات وناقلات نفط وغاز وسفن للمواد السائبة تتجمع عند طرفي القناة مما يخلق واحدة من أسوأ حوادث تكدس سفن الشحن منذ سنوات. واعتذرت شركة شوي كيسن اليابانية التي تملك سفينة الحاويات العالقة في القناة اليوم الخميس وقالت إنها تعمل على حل الموقف. وأضافت الشركة أن عملية تحريك السفينة "بالغة الصعوبة" وتابعت أنه لم يتضح بعد متى يمكن تعويم السفينة. وجاء توقف حركة الملاحة في القناة ليضيف لعرقلة حركة التجارة العالمية الذي تسببت فيه منذ العام الماضي جائحة كوفيد-19 إذ تأثرت أحجام التجارة بمعدلات الإلغاء المرتفعة ونقص الحاويات وبطء التعامل مع الشحنات في الموانئ. يمر نحو 30 بالمئة من حركة نقل الحاويات في العالم يوميا عبر قناة السويس البالغ طولها 193 كيلومترا، ونحو 12 في المئة من إجمالي التجارة العالمية لجميع السلع. وأكدت شركة الاستشارات وود ماكينزي إن الأثر الأكبر يقع على حركة شحن الحاويات لكن هناك أيضا 16 ناقلة تحمل النفط الخام والمنتجات البترولية كان من المقرر أن تمر عبر القناة وتعطلت بسبب الحادث. وقالت الشركة إن حمولة هذه الناقلات تبلغ 870 ألف طن من الخام و670 ألف طن منتجات النفط مثل البنزين والنافتا والديزل. من أصل 39.2 مليون برميل يوميا من النفط الخام المستورد بحرا في 2020، استخدم 1.74 مليون برميل يوميا القناة، بحسب كبلر لبيانات حركة الناقلات. وفي 2020 استوردت أوروبا 550 ألف برميل يوميا من الخام من مصادر إلى الشرق من السويس، معظمها من خلال القناة، وفقا لأرقام كبلر. بينما بلغت واردات جنوب وشرق آسيا عبر القناة 1.27 مليون برميل يوميا في يونيو حزيران 2020، لكن التسليمات انحدرت لاحقا بحيث لم تتجاوز 310 آلاف برميل يوميا في نوفمبر تشرين الثاني. ووفقا لشركة فورتيكسا للتحليلات، فإن روسيا والسعودية هما أكبر دولتين تصدران النفط عبر القناة بينما تعد الهند والصين أكبر المستوردين له من هذا المسار. وقالت هيئة قناة السويس في بيان "تتم عمليات الإنقاذ الحالية من خلال إدارة التحركات بالهيئة وبواسطة 8 قاطرات أبرزهم القاطرة بركة 1 بقوة شد 160 طنا حيث يتم الدفع من جانبي السفينة وتخفيف حمولة مياه الاتزان لتعويم السفينة واستئناف حركة الملاحة بالقناة". وأضافت الهيئة "حركة الملاحة بالقناة شهدت أمس الأربعاء، عبور 13سفينة من بورسعيد ضمن قافلة الشمال كان من المستهدف إكمال مسيرتها في القناة ...إلا أنه مع تواصل أعمال تعويم السفينة كان لابد من التحرك وفق السيناريو البديل بالانتظار بمنطقة البحيرات الكبرى لحين استئناف حركة الملاحة بشكل كامل بعد تعويم السفينة بمشيئة الله". وأغلقت السفينة إيفر جيفن الجزء الجنوبي من القناة الذي يسمح بالمرور في اتجاه واحد فقط، وهو ما يعني أنه ليس بوسع سفن أخرى العبور. وتتجمع عند طرفي القناة عشرات السفن، ومنها حاويات كبيرة أخرى وناقلات نفط وغاز وسفن نقل حبوب، مما خلق واحدة من أسوأ وقائع اختناق حركة الشحن في سنوات. وقالت شركة برنارد شولت شيب مانجمنت (بي.إس.إم)، التي تتولى الإدارة الفنية للسفينة إيفر جيفن، إن الجرافات تعمل على إزالة الرمال والطين من حول السفينة لتعويمها بينما تعمل زوارق القطر مع الرافعات الموجودة على السفينة لتحريكها. وأصدرت شركة وكالة الخليج مصر المحدودة للملاحة (جي.إيه.سي) مذكرة لعملائها الليلة الماضية قالت فيها إن جهود تعويم السفينة باستخدام زوارق قطر مستمرة، لكن ظروف الرياح وحجم السفينة الكبير "يعرقلان العملية". واعتذرت شركة شوي كيسن اليابانية التي تملك سفينة حاويات عالقة في قناة السويس اليوم الخميس وقالت إنها تعمل على حل الموقف. وأضافت الشركة أن عملية تحريك السفينة "بالغة الصعوبة" وتابعت أنه لم يتضح بعد متى يمكن تعويم السفينة. ويظهر نظام تحديد المواقع (جي.بي.إس) الخاص بالسفينة أنه لم يطرأ سوى تغيرات طفيفة على وضع إيفر جيفن في الساعات الأربع والعشرين الماضية. ويقول خبراء شحن إنه إذا لم يحل الاختناق في حركة الملاحة بالقناة خلال 24 إلى 48 ساعة، فقد تضطر بعض شركات الشحن إلى جعل سفنها تسلك طريق رأس الرجاء الصالح عبر حافة أفريقيا الجنوبية، وهو ما يطيل مدة الرحلة أسبوعا تقريبا. وقالت شركة الاستشارات وود ماكينزي إن الأثر الأكبر يقع على نقل الحاويات لكن هناك أيضا 16 ناقلة تحمل النفط الخام والمنتجات البترولية من المقرر أن تمر عبر القناة وتعطلت بسبب الحادث. وقالت الشركة إن حمولة السفينة تبلغ 870 ألف طن من الخام و670 ألف طن منتجات النفط مثل البنزين والنافتا والديزل. وعلى خط الأزمة أعادت روسيا الخميس بأسلوب صلف طرح الممر البحري الشمالي "بديلا" عن قناة السويس في مصر. ويروج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ وقت طويل لهذا الطريق الملاحي على طول الساحل القطبي الروسي باعتباره منافسا لقناة السويس، وقد استغلت روسيا الازدحام في القناة كي تلعب مجددا على هذا الوتر.

مشاركة :