«مهمة صعبة للغاية وغير متوقعة»، هكذا قالت مصادر بهيئة قناة السويس المصرية لـ«الاتحاد» بشأن تعويم سفينة الحاويات البنمية العملاقة «إيفر جيفن» المعطلة، والتي جنحت أثناء عبورها للقناة ضمن قافلة الجنوب من البحر الأحمر باتجاه البحر المتوسط، في رحلتها القادمة من الصين والمتجهة إلى هولندا. وأضافت المصادر أن جهود الإنقاذ جارية من قبل الهيئة وبعض الشركاء الآخرين، مشدداً على أن الهيئة علقت، أمس، رسمياً حركة الملاحة بالممر المائي مؤقتاً، لحين الانتهاء من أعمال تعويم السفينة الجانحة منذ الثلاثاء الماضي، والتي جنحت حسبما ذكرت الإفادات الرسمية المصرية بسبب انعدام الرؤية الناتج عن سوء الأحوال الجوية نظراً لمرور البلاد بعاصفة ترابية، إذ بلغت سرعة الرياح 40 عقدة، ما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة ومن ثم جنوحها. وتوقعت المصادر المصرية في حديثها لـ«الاتحاد» أن الأمر قد يستغرق أسبوعاً نظراً لأعمال التكريك وإزالة الرمال والطين، إلى جانب محاولات تخفيف وزن السفينة، مشيراً إلى أن الأمر يشبه شحط عملاق على الرمال، ولذلك لن تجدي القاطرات نفعاً إلا بعد تخفيف الأوزان. ووفق بيانات الهيئة فإن السفينة «إيفر جيفن» يبلغ طولها 400 متر، وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن، وعرضها 59 متراً، بينما يبلغ عرض المجرى الملاحي 317 متراً في القناة الجديدة. ولفتت المصادر إلى أنها ليست المرة الأولى التي تحدث هذه الأزمة، فقد حدثت مرتين قبل ذلك في سنوات ماضية عبر تاريخ القناة، نافياً مسؤولية الإدارة المصرية لهيئة قناة السويس والفنيين، ولكنه توقع تعويضاً من السفينة عن فاقد الإيرادات. وبحسب بيان للهيئة، فإن حركة الملاحة بالقناة شهدت، أول أمس، عبور 13 سفينة من بورسعيد ضمن قافلة الشمال، لكنها تنتظر في منطقة البحيرات لحين تعويم السفينة الجانحة، قبل أن تبدأ القافلة رحلتها نحو البحر الأحمر، في إطار جهود استئناف حركة الملاحة في القناة، مضيفاً أن جهود تعويم السفينة، شملت تنفيذ أعمال الشد والدفع بوساطة 8 قاطرات عملاقة في مقدمتها القاطرة «بركة 1» بقوة شد 160 طناً. إلى ذلك، اعتذرت شركة «شوي كيسن كيه كيه» اليابانية المالكة للسفينة، عن الحادث الذي يهدد الشحن العالمي، موضحة أنها تتعاون مع شركة الإدارة الفنية والسلطات المحلية لتعويم السفينة، لكن «العملية صعبة للغاية». وأضافت الشركة: «نحن آسفون للغاية للتسبب في قلق هائل للسفن التي تسافر أو تخطط للسفر في قناة السويس، وجميع الأشخاص المرتبطين بها». وتؤمن قناة السويس المصرية عبور نحو 10% من حركة التجارة البحرية العالمية، وتعد مساراً حيوياً للحركة بين أوروبا وآسيا، وعبرتها خلال العام الماضي نحو 19 ألف سفينة، وفقا لبيانات رسمية. وأظهرت الخريطة التفاعلية التي اطلعت عليها «الاتحاد» لموقع «فيسيل فاينادر» المتخصص في حركات السفن، أن عشرات السفن تنتظر عند جانبي القناة، وفي منطقة الانتظار في وسطها، فيما تحاول قاطرات أرسلتها هيئة القناة إزاحة ناقلة الحاويات الضخمة، وأظهرت الصور توقف السفينة بشكل عرضي في المجرى الملاحي للقناة، واصطدامها بحافة اليابسة. وبحسب تقارير عالمية فإن تعطل حركة الملاحة في قناة السويس، أدى لارتفاع أسعار النفط، في الأسواق العالمية، وقدرت وكالة «بلومبرج» حجم حركة المرور البحرية اليومية التي أوقفتها سفينة الحاويات الجانحة في قناة السويس، بعد تعطل حركة الملاحة، بنحو 9.6 مليار دولار.
مشاركة :