نزلت أسعار النفط ما يزيد عن اثنين بالمئة إذ أنعشت إجراءات العزل العام الجديدة الهادفة لمكافحة فيروس كورونا المخاوف بشان الطلب على المنتجات النفطية، حتى في الوقت الذي تواجه فيه قوارب قطر صعوبات لتعويم سفينة حاويات جانحة تسد مسار ناقلات النفط الخام في قناة السويس. وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 1.33 دولار أو ما يعادل 2.1 بالمئة إلى 63.08 دولار للبرميل بحلول الساعة 0559 بتوقيت جرينتش، بعد أن قفزت ستة بالمئة أثناء الليل. وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.40 دولار أو ما يعادل 2.3 بالمئة إلى 59.78 دولار للبرميل بعد أن ارتفعت 5.9 بالمئة أثناء الليل. ونزلت الأسعار في وقت سابق من الأسبوع بفعل مخاوف بشأن تشديد قيود مكافحة الجائحة في أوروبا وتأخر توزيع اللقاحات مما يعطل نمو الطلب على الوقود، لكنها عكست مسارها بقوة يوم الأربعاء بفعل أنباء عن جنوح سفينة في قناة السويس مما من المحتمل أن يعيق مسار عشر ناقلات تحمل 13 مليون برميل من النفط. وهناك عشر سفن في خمس مناطق انتظار للمرور عبر القناة البالغ طولها نحو 200 كيلومتر، مع اقتراب المزيد من المنطقة. وقال آي.إن.جي إيكونوميكس "كلما طال أمد هذا الاضطراب كلما شهدنا تحول المزيد من شركات التكرير والمشترين إلى السوق الفورية لضمان الإمدادات من أماكن أخرى" مضيفا أن شركات الشحن البحري تواجه قرارا بشأن ما إذا كانت ستبحر حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا، مما سيسبب تأخيرات. واستؤنفت أمس جهود تعويم سفينة حاويات عملاقة طولها 400 متر أدى جنوحها لتوقف حركة المرور في قناة السويس مع ارتفاع المد امس، حيث عملت خمسة زوارق قطر على جر السفينة إلى مياه أعمق، وفقا لبيانات تتبع السفن. وقالت هيئة قناة السويس في بيان إن السفينة إيفر جيفن جنحت صباح الثلاثاء وهو ما "يعود بشكل أساسي إلى انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظرا لمرور البلاد بعاصفة ترابية... مما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة ومن ثم جنوحها". وتعوق الآن حركة الملاحة في كلا الاتجاهين في واحد من أكثر ممرات شحن السلع والنفط والحبوب والمنتجات الأخرى ازدحاما في العالم، والذي يربط بين آسيا وأوروبا. وأصدرت شركة وكالة الخليج مصر المحدودة للملاحة (جي.إيه.سي) مذكرة لعملائها الليلة الماضية قالت فيها إن جهود تعويم السفينة باستخدام زوارق قطر مستمرة، لكن ظروف الرياح وحجم السفينة الكبير "يعرقلان العملية". وتظهر برمجيات تتبع السفن خمسة زوارق قطر تحيط بالسفينة وثلاثة أخرى تتجه نحوها. لكن نظام تحديد المواقع (جي.بي.إس) الخاص بالسفينة يظهر أنه لم يطرأ سوى تغيرات طفيفة على وضع إيفر جيفن في الساعات الأربع والعشرين الماضية. وتتجمع عند طرفي القناة عشرات السفن، ومنها حاويات كبيرة أخرى وناقلات نفط وغاز وسفن نقل حبوب، مما خلق واحدة من أسوأ وقائع اختناق حركة الشحن في سنوات. ويمر نحو 30 في المئة من حاويات الشحن في العالم يوميا عبر قناة السويس البالغ طولها 193 كيلومترا، ونحو 12 في المئة من إجمالي التجارة العالمية لجميع السلع. ويقول خبراء شحن إنه إذا لم يجر التغلب على ذلك التوقف في حركة الملاحة بالقناة خلال 24 إلى 48 ساعة، فقد تضطر بعض شركات الشحن إلى جعل سفنها تسلك طريق رأس الرجاء الصالح عبر حافة أفريقيا الجنوبية، وهو ما يطيل مدة الرحلة أسبوعا تقريبا. لكن رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع أبلغ وسائل الإعلام بأنه على الرغم من ذلك، فإن بعض السفن تمكنت من التحرك جنوبا وبأن جهود تعويم إيفر جيفن مستمرة. وقال "بس إن شاء الله لما نخلص هنشتغل 24 ساعة، مش هنشتغل بقى قافلة واحدة من الجنوب وقافلة واحدة من الشمال، هنشتغل قافلتين أو تلاتة لحد ما نخلص المراكب". واعتذرت شركة شوي كيسن اليابانية التي تملك سفينة حاويات عالقة في قناة السويس أمس وقالت إنها تعمل على حل الموقف. وقالت في بيان إن جنوح السفينة لم يسفر عن إصابات أو تسرب نفطي.
مشاركة :