قال رئيس جمعية طريق الحوار اللبناني الصيني والباحث المختص بالشأن الصيني وارف قميحة إن قضاء الصين على الفقر في العام 2020 جاء بمثابة طاقة إيجابية قيمة وعظيمة أرسلتها الصين إلى العالم في ظل التحدي العالمي بتفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وما رافقه من تعرض الدول لانتكاسات صحية وإنسانية واقتصادية. ودعا قميحة في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، دول العالم إلى الاستفادة والتعلم من تجارب الصين وإنجازاتها في مكافحة الفقر، لافتا إلى أنها تزامنت مع النجاح الصيني في مكافحة تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19). على مدى السنوات الثماني الماضية، انتشلت الصين 98.99 مليون من سكان الريف الفقراء والذين كانوا تحت خط الفقر الحالي، من براثن الفقر المدقع، مع إزالة 832 محافظة فقيرة و128 ألف قرية فقيرة من قائمة الفقر. وأشار قميحة إلى أنه مشهود للصين أن التجارب أثبتت أن الإستراتيجية والحوكمة الصينية في مجال مكافحة الفقر كانت ناجحة، مؤكدا بقوله “هذه قصة نجاح مهمة”. وأضاف أن “تجربة الصين جديرة بأن تتعلم وتستفيد منها الدول بهدف القضاء على الفقر، فالصين أول دولة في العالم قضت على الفقر في العام 2020، أي قبل عشر سنوات من المخطط العالمي فيما يتعلق بالألفية”. جدير بالذكر أن الصين انتشلت 770 مليون من سكان الريف من براثن الفقر المدقع منذ بداية الإصلاح والانفتاح على الخارج قبل أكثر من 40 عاما، وذلك عندما تم حسابها وفقا لخط الفقر الحالي في الصين، وهو ما يمثل أكثر من 70 في المائة من الإجمالي العالمي وفقا لخط الفقر العالمي المحدد من قبل البنك الدولي. ورأى قميحة أن الصين انتهجت إستراتيجية مكافحة الفقر بتدابير موجهة بشكل مباشر إلى الفقراء وخلقت “نموذجا صينيا” للتخفيف من حدة الفقر، وقدمت مساهمات كبيرة في القضية على مستوى العالم. وعلى مر السنين، حاول العديد من الباحثين الأجانب فك شفرة “قانون” التخفيف من حدة الفقر في الصين. يمكن تلخيص وجهات نظرهم على أنها “5Ds” أو “المزايا الخمس”، وهي القيادة العازمة، والمخطط التفصيلي، والتوجه التنموي، والحوكمة القائمة على البيانات والتقديم اللامركزي، وفقا لمذكرة بحثية بعنوان “دراسات التخفيف من حدة الفقر في الصين: من منظور اقتصاد سياسي”، وهي مذكرة نشرتها مؤسسة ((بحوث الصين الجديدة))، وهي مؤسسة فكرية صينية. وأوضح أنه على المستوى الصيني الداخلي كُرست كل الجهود تحت شعار حماية الشعب ومصالحه على قاعدة أن لا قيمة للدولة وللاقتصاد من دون أن تكون هناك قيمة للإنسان. وقال قميحة إن “قضاء الصين على الفقر في العام 2020 جاء بمثابة طاقة إيجابية قيمة وعظيمة أرسلتها الصين إلى العالم في ظل التحدي العالمي بتفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وما رافقه من تعرض الدول لانتكاسات صحية وإنسانية واقتصادية”. في الوقت الحالي، لا يزال الفقر يمثل مشكلة مزمنة ومعقدة تواجه مئات الملايين في جميع أنحاء العالم مع استمرار تنامي فجوة الثروة والفجوة بين الشمال والجنوب. والسبب الأساسي يكمن في العجز التنموي المتزايد في العالم. ومن أجل سد الفجوة بين البلدان المتقدمة والنامية، وتعزيز التنمية المشتركة للبشرية، ودفع العولمة الاقتصادية قدما بطريقة أكثر انفتاحا وشمولا وإنصافا وتوازنا، لعبت الصين دورا إيجابيا، حيث وصف قميحة المساعدات الصينية بأنها جزء أساسي من رسالة الصين إلى العالم، ففي الوقت الذي كانت تواجه فيه (كوفيد-19) في الداخل بالتوازي مع خطة القضاء على الفقر، كانت تعمل في الوقت ذاته على دفع التعاون العالمي في التخفيف من حدة الفقر. ورأى أن العلاقات الصينية العربية في ظل تفشي (كوفيد-19) شهدت تعاونا كبيرا، قائلا “حيث شاهدنا عددا كبيرا من الفرق الطبية الصينية التي جاءت إلى المنطقة ونقلت تجاربها في مكافحة الفيروس واستفدنا منها كثيرا في لبنان”. وأكد قميحة أن رسالة الصين للعالم في ظل وجود مرض فيروس كورونا الجديد هي أن “الصين تنادي بالمصير المشترك للبشرية وتدعو إلى الانفتاح العالمي”، مشيرا إلى أن الصين تتعاطى مع العالم بمحبة وتسامح وسلام وانفتاح على التعاون.
مشاركة :