بغداد - تعمل المملكة العربية السعودية على مواجهة التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية بما فيها العراق الذي يئن تحت وطأة الميليشيات. وأتفق رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الخميس، على توسيع التعاون الثنائي وتعزيز العلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية. جاء ذلك وفق بيان صدر عن الحكومة العراقية، عقب اجتماع افتراضي عقد بين الجانبين . وذكر البيان، أن "الكاظمي عقد اجتماعا افتراضيا مع بن عبد العزيز لبحث القضايا المشتركة بين البلدين وتفعيل العلاقات". وأضاف أن الجانبين "أكدا على أهمية توسيع آفاق التعاون الثنائي وتعزيزها في المجالات المختلفة، لا سيما السياسية والأمنية والتجارية والاستثمارية والسياحية". كما أتفق الجانبان، وفق البيان، على "تكثيف التعاون والتنسيق وتبادل وجهات النظر بخصوص المسائل والقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية وبما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وضرورة إبعادها عن التوترات وأسبابها والسعي المشترك لإرساء دعائم الأمن والاستقرار". وأبدى الكاظمي، بحسب البيان، "دعمه لمبادرة المملكة العربية السعودية لإنهاء الأزمة في اليمن". والإثنين طرحت السعودية، مبادرة لإنهاء الحرب في اليمن والتمهيد لمفاوضات تقود إلى حل سياسي لنزاع دخل عامه السابع، داعيةً كلا من الحكومة اليمنية المسنودة بالتحالف العربي، وجماعة الحوثيين المدعومة من إيران، إلى القبول بالمبادرة. وأشار البيان، إلى أن العاهل السعودي "وجه دعوة للكاظمي لزيارة المملكة ولقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لبحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين وبحث كافة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك". واستأنفت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع العراق في ديسمبر/ كانون الأول 2015، بعد 25 عاما من انقطاعها جراء الغزو العراقي للكويت عام 1990. وبعد عقود من التوتر بدأت العلاقات تتحسن، عقب زيارة لبغداد في 25 فبراير/ شباط 2017، قام بها وزير الخارجية السعودي آنذاك، عادل الجبير. ويسعى الكاظمي إلى العودة للحاضنة العربية في مواجهة التدخلات الإيرانية التي تسببت في نشر الفوضى خاصة مع تصاعد هجمات الميليشيات على القواعد الأميركية والمنشات الدبلوماسية. كما عمد الكاظمي إلى تعزيز التعاون مع مصر كقوة إقليمية عربية فاعلة في المنطقة وهو ما جعله محل انتقادات من قبل اذرع إيران بل وصل الأمر إلى حد توجيه تهديدات للحكومة. ويعاني العراق كما السعودية من تداعيات الهيمنة الايرانية على استقرارهما لذلك فان التقارب هو رد فعل على محاولات طهران تحويل الساحة العربية كورقة للضغط على واشنطن فيما يتعلق بالملف النووي.
مشاركة :