اللاجئ أمين الحق الذي كان داخل المخيم حين اندلعت النيران، يقول: "حين بدأت النيران تشتدّ أخذ الناس يسارعون إلى الفرار بعيداً سعياً للنجاة"، مضيفاً: "أصيب كثيرٌ من اللاجئين في الحريق، ورأيت أربع جثث، على الأقل". أما اللاجئة نسيمة خاتون، فتقول: "لم أستطع أن أحمل أيٍ من مقتنياتنا، لأني كنت مشغولة بإنقاذ أطفال من الحريق، لقد هربنا من المنزل على وجه السرعة".حريق "ضخم" و"مدمّر" ومن جهته، ممثل مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في بنغلاديش، يوهانس فان دير كلاو، وعبر تقنية النقل التلفزيوني من دكا، قال للصحفيين في جنيف: "ما شهدناه في هذا الحريق هو شيء لم نره من قبل في هذه المخيمات، إنه (حريق) ضخم، إنه مدمر". ويضيف المسؤول الأممي: "تأكد لدينا، لغاية الآن، مقتل 15 شخصاً وإصابة 560 شخصاً وفقدان 400 آخرين، فيما دمر الحريق ما لا يقل عن 10 آلاف كوخ، وهذا يعني أن ما لا يقل عن 45 ألف شخص قد نزحوا ونبحث الآن لهم عن مأوى مؤقت"، ويشار إلى أن السلطات المحلية قللت من عدد قتلى الحريق وذكرت أنهم 11 قتيلاً. ويعربُ مسؤولون محليون عن اعتقادهم بأن الحريق بدأ في أحد المخيمات الـ34 التي أقيمت على أرض مساحتها 3200 هكتار، قبل أن تمتد لظى النيران إلى ثلاثة مخيمات أخرى، حيث يؤكد اللاجئ محمد ياسين أن الحريق استمر لعشر ساعات. وتظهر مقاطع مصوّرة انتشرت على وسائط التواصل الاجتماعي أعمدة الدخان تتصاعد من الأكواخ المشتعلة، حيث انصبّت جهود رجال الإطفاء وعمّال الإغاثة على إنقاذ اللاجئين ونقلهم إلى برّ الأمان، وعند منتصف الليل، تمكنت فرق الإطفاء من إخماد الحريق.بنغلادش تنقل مجموعة ثانية من الروهينغا إلى جزيرة مثيرة للجدلانقلاب ميانمار يعزز مخاوف اللاجئين من مسلمي الروهينغا من العودة إلى وطنهم"لم نتمكن من الفرار بسبب السياج" ويصف الضابط في الشرطة البنغلاديشية غازي صلاح الدين الحريق بأنه كان في البداية محدوداً، لكن سرعان ما اشتدّ سعيره لينتقل بعدها إلى مخيمات أخرى، مرجعاً سبب الحريق إلى انفجار اسطوانات غاز تستخدم لطهي الطعام. ومن ناحيتها، تقول طيبة بيغوم المتطوّعة في منظمة إنقاذ الطفولة: "كان الناس يصرخون ويركضون في كل الاتجاهات، والأطفال كانوا أيضاً يصرخون وينادون آباءهم وأمهاتهم". وتقول المنظمة اللاجئين الدولية، إن عدداً كبيراً من الأطفال باتوا في عداد المفقودين، لافتة الانتباه إلى أن كثير من الأطفال لم يتمكنوا من الفرار بسبب الأسلاك الشائكة التي نصبت حول المخيمات، الأمر الذي يؤكد اللاجئ ميو مين خان الذي كتب على حسابه في فيسبوك "لم نتمكن من الفرار بسبب السياج، وأصيبت ابنتي الصغرى بجروح بالغة"، فيما نفت الشرطة تلك الاتهامات زاعمة أن جزءا صغيرا فقط من المخيم مسيّج. وتشير المنظمة الدولية إلى أن هذه المأساة هي تسلط الضوء على الوضع الهشّ لللاجئين الروهينغا الذين يعيشون في بنغلاديش ظروفاً قاسياً، فيما وطنهم يحكمه الآن العسكر ذاتهم المسؤولون عن الإبادة الجماعية التي حملتهم على الفرار من البلاد.شاهد: نقل 1600 لاجئ من مسلمي الروهينغا إلى "جزيرة الكوارث"جنود بورميون سابقون يعترفون بارتكاب انتهاكات وجرائم ضد الروهينغا تنفيذا للأوامر زعيم الروهينغا يطالب بتحقيق فوري تقول المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة إنها تعتزم تقديم مليون دولار لجهود الإغاثة، لكن ستكون ثمة حاجة لـ20 مليون دولار أخرى من أجل تأمين الأشياء الضرورية. ويفيد مسؤولٌ في جهاز الإطفاء أن هذا الحريق كان الثالث الذي تشهده مخيمات الروهينغا في غضون أربعة أيام، فيما يشير آخرون إلى أن حريقين منفصلين اندلعا في المخيمات الجمعة والتهما عشرات الأكواخ، كما اندلع حريقان كبيران في المخيّمات في كانون الثاني/يناير الماضي، ما أدى حينها إلى تشريد الآلاف وتدمير أربع مدارس تابعة لمنظمة الامم المتحدة للطفولة. زعيم الروهينغا سيد الله، طالب بفتح تحقيق فوري وقال "ليس واضحا سبب تكرار حوادث اندلاع الحرائق في المخيمات، ثمة حاجة إلى تحقيق شامل وشفاف". في هذه الأثناء تحاول الحكومة ممارسة الضغط من أجل نقل اللاجئين إلى جزيرة نائية في خليج البنغال، بزعم أن المخيمات مكتظة جداً. علماً أنه تم حختى الآن نقل 13 ألفاً من الروهينغا إلى تلك الجزيرة المعرّضة للفيضانات والأعاصير.
مشاركة :