الفعل يستهدف شيئاً ما... ورد الفعل يُعيق ويصد هذا الشيء... وهو ما يأخذ شكله في الدفاع والهجوم... الفعل هجوم.. ورد الفعل دفاع.. وهو ما يتشكل جدلا في ظواهر الطبيعة والفكر والمجتمع: اي في الحياة كلها المادية والفكرية، وان الظواهر المادية والفكرية في الحياة تكتنف عناصر ايجابّية وعناصر سلبيّة فالايجابية في نسبيتها.. والسلبية في مطلقها في البحث عن الحقيقة في ظواهر الحياة!! وهو صراع في الفعل ورد الفعل في الهجوم والدفاع... ان ما هو سلبي له دور الفعل حينا.. ورد الفعل حيناً آخر.. وهو ما ينطبق على الايجابي ايضاً الذي تراه حينا في مواقف الفعل وحينا آخر في مواقف رد الفعل!! ان اي فعل قد ينطلق من القوة وقد ينطلق من الضعف... وان اي رد فعل قد ينطلق من القوة وقد ينطلق من الضعف أيضاً!! والعقل الذي لا يزن حقيقة قواه على الارض أمام قوى رد الفعل مُنطلقاً من مخزون مكابرة عاطفيته الدينية والطائفية... فعل يكتب هزيمة فعله أمام رد فعل له قوّته الضاربة على الارض... ولم يكن الفعل دائماً على صواب.. كما لم يكن رد الفعل دائم الصواب!! ما أطول بال رد فعل دولة البحرين ضد فعل ارهاب وعنف الغوغائية الطائفية... اكثر من أربع سنوات وهي تصد هجوم تمادي الفعل الطائفي برد الفعل السياسي والامني!! قلتُ ان التمترس خلف متاريس رد الفعل ليس الأكثر جدوى من الفعل وان الهجوم أجدى من الدفاع... فالدفاع حتى في كرة القدم.. لا يُحقق هدفاً خلاف الهجوم الذي تتوارد الاهداف في هجوم ضرباته!! ولمّا اصبح الوعي الطائفي لدى بعض اوساط المعارضة ومرتزقتها فالج لا تعالج أحسب ان الضرورة الوطنية تقضي الاقلاع عن مواقف رد الفعل واجتراح مواقف الفعل في الاجهاز على الارهاب واجتثاثه من جذوره والعمل الجاد الى ضخ دماء جديدة في شرايين مشروع الاصلاح الوطني وتفعيل روح الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في المواطنة والتوجه بالفعل وليس بردّ الفعل في ضرب معاقل الفساد الطائفي والاجتماعي والاقتصادي والمالي وبناء دولة القانون وتكريس مؤسسات المجتمع المدني وهو ما يتسق ويتفاعل واقعاً وعملا مع ادارة الظهر الى سياسة رد الفعل في الدفاع وامتشاق سلاح سياسة الفعل والهجوم ضد مواقع الارهاب الطائفي بوجهيه السني والشيعي فالوطن في وطنية ابنائه وبناته وليس في مذاهبة الدينية والطائفية!! وان لنا في مصر عملياً حُجّة الريادة في الموقف في الفعل وليس في رد الفعل وهو ما نرى نتائجه الايجابية تتحقق على ارض الواقع في الهزيمة النكراء التي تُلحق بردود فعل جرائم وعنف وارهاب الاخوان المسلمين.. وان الارهاب والعنف الطائفي لا يمكن تحقيق هزيمته وتصفية مواقعة اللوجستية الا بسياسة الفعل وليس بسياسة رد الفعل.. وان من اهم خطوات الفعل للدولة المصرية ما نراه في الهجوم المتوتر وليس في الدفاع في ضرب معاقل الاسلام السياسي الاخواني والعمل على ترشيد الدولة المصرية دستورياً في فصل الدين عن السياسة وعن سياسة الدولة وانهاء انشطة الاحزاب الدينية من الوجود على الاراضي المصرية بالدستور وقوّة القانون!! ان مثل هذا الاجراء المدني الديمقراطي الرائد: في القيام بعلمنة الحياة المادية والفكرية في المجتمع بقواعد العدالة الاجتماعية والمساواة في المواطنة بفصل الدين عن السياسة والارتفاع بالدين الى محط قدسيّة خصوصيته العبادّية بين الخالق والمخلوق!! بهذا الاجراء الديمقراطي العادل اجتماعياً نصون قلوب وعقول ابنائنا وبناتنا واطفالنا ومنابر مساجدنا ودور العبادة عندنا من الاكاذيب والافتراءات في استغلال الدين وتطبيعه سياسياً لاغراض حزبية وعلاقات خارجية مشبوهة!! وان علينا ان نسترشد بالتجربة المصرية الرائدة في سياسة هجوم الفعل وليس دفاع رد الفعل في الاجهاز على معاقل ارهاب وعنف وجرائم الاسلام السياسي الطائفي البغيض والمكروه انسانياً!!
مشاركة :