ضجيج من التهديدات بالتدمير بين إيران وإسرائيل

  • 3/26/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القدس - أعلن مسؤول إسرائيلي اليوم الجمعة أن إسرائيل لديها القدرة على تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل، موضحا ان تل أبيب كانت تراهن على العقوبات الأميركية التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على الجمهورية الإسلامية، لانهيار النظام الإيراني من الداخل وقد حققت تلك العقوبات الكثير من الأهداف إلا أن النظام لا يزال متماسكا. وفي تصريح لصحيفة 'إسرائيل اليوم'، قال طال كالمان رئيس الشعبة الإستراتيجية والدائرة الثالثة (أي دائرة إيران) بالجيش الإسرائيلي، إن العام 2020 يعتبر عاما جيدا في الحرب على إيران، في إشارة إلى ما لحق بها من ضرر اقتصادي عبر سياسة الضغوط القصوى التي مارسها ترامب وخفتت حاليا مع تولي إدارة أميركية جديدة السلطة، حيث يقدم الرئيس الديمقراطي جو بايدن الخيار الدبلوماسي على مواصلة سياسة سلفه (ترامب) ويسعى للعودة للاتفاق النووي، فيما لا يزال رفع العقوبات على طهران مؤجلا ورهين خطوات من واشنطن والحكومة الإيرانية. وأضاف "لا أريد أن أسميه عام تحوّل، لكنه عام تغيير كبير، لقد بدأ باغتيال قاسم سليماني واستمر بسلسلة من الأمور التي لا استطيع التعليق عليها في أغلب الأحيان، مما جعل التوازن إيجابيا وايجابيا للغاية". وقائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليمان هو عمليا المسؤول الأول عن أذرع إيران في المنطقة تمويلا وتوجيها وإشراف وبمقتله في غارة أميركية في الثالث من يناير/كانون الثاني 2020 في بغداد، تلقت طهران ضربة موجعة ودفعتها لإعادة مراجعة الإستراتيجية التي كان يتبعها سليماني في المنطقة. وأوضح كالمان أن تل أبيب تتعامل مع إيران من خلال 4 مكونات أولها "النظام المتطرف"، مضيفا "طالما أنه يسيطر على إيران فإن إسرائيل تواجه تحديا كبيرا جدا". والمكون الثاني هو البرنامج النووي والثالث هو القدرات العسكرية الإيرانية الكبيرة. وأما المكون الرابع فهو "سعي إيران للتموضع والنفوذ الإقليمي"، مشيرا إلى أن "التحدي الذي يمثله كل هذا لإسرائيل، غير مسبوق". وحول طبيعة الصراع مع إيران، قال "إنها منافسة إستراتيجية طويلة الأجل تتطلب منا أن نفكر بشكل مختلف عما هو عليه أمام بلد ما، على حدودنا". وتابع المسؤول العسكري الإسرائيلي الكبير "النظام الإيراني مهتم بالسلاح النووي أولا وقبل كل شيء كبوليصة تأمين لاستقراره، لكن بالنسبة لإسرائيل هذه قضية وجودية وكذلك فإن الشرق الأوسط سيدخل في سباق تسلح نووي، حيث قد تنضم دول أخرى إلى إيران وتسعى للحصول على قدرات نووية". وأضاف "أقدر أن جزءا كبيرا من البلدان من حولنا ستسعى جاهدة من أجل القدرة النووية، بالتأكيد تلك التي لديها القدرة الاقتصادية"، معتبرا أن إسرائيل نجحت حتى الآن في منع إيران من امتلاك سلاح نووي. وقال في إشارة إلى العقوبات الاقتصادية على النظام الإيراني "يدفع الشعب الإيراني ثمنا باهظا للغاية مقابل اهتمام النظام بالذهاب إلى البرنامج النووي، لكنني أعتقد حقا أن هذه ليست مشكلة إسرائيل، بل مشكلة المجتمع الدولي بأسره". وأعلنت إسرائيل مرارا في الشهرين الماضيين رفضها لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق مع إيران لعام 2015. وكانت الإدارة الأميركية السابقة برئاسة ترامب قد انسحبت من الاتفاق في مايو/ايار عام 2018. وقال كالمان "نقول نعم لاتفاقية قوية وطويلة الأمد، العودة إلى الاتفاق الأصلي ليست وضعا مقبولا". وتتبادل إسرائيل وإيران التهديدات بالتدمير، فالحرس الثوري الإيراني لوح مرارا بقدرته على سحق تل أبيب وضرب منشآتها النووية بدقة عالية وحتى محوها من الخريطة. ولا تخرج التهديدات المتبادلة عن سياق الحرب الإعلامية والنفسية ولم يسبق لاي منهما (لا إيران ولا إسرائيل) أن أقدمتا على شن هجوم كبير، فيما يبقى التوتر بينهما في حدود عمليات محدودة على غرار اغتيال كبير علماء إيران النوويين محسن فخري زادة في نوفمير/تشرين من العام الماضي قرب طهران التي اتهمت جهاز الموساد الإسرائيلي بالوقوف وراء تلك العملية. وفي الفترة الأخيرة تعرضت سفينتا شحن إسرائيليتين في بحر عمان لهجومين أحدث كل منها أضرارا محدودة، فقبل شهر تعرضت سفينة إسرائيلية لهجوم محدود وأمس الخميس تعرضت أخرى لهجوم صاروخي عطل سيرها لفترة قبل أن تستأنف رحلتها نحو الهند. كما تشن إسرائيل منذ سنوات غارات جوية على أهداف إيرانية في سوريا، معلنة أنها لن تسمح لطهران بتعزيز وجودها في المنطقة أو إقامة قواعد عسكرية في الأراضي السورية تشكل تهديدا للأمن الإسرائيلي.

مشاركة :