إيران وأمريكا والحرب في بحر العرب

  • 3/27/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

المناورات البحرية التي جرت قبل أيام في بحر العرب وبحر عمان جاءت كرسالة واضحة للنظام الايراني الذي يشكل تهديدًا مباشرًا على المصالح الغربية بالمنطقة، فقد تكاثرت الجماعات الارهابية المدعومة من إيران، وتم استخدام الصواريخ البلاستية الايرانية من الأراضي اليمنية، واختل ميزان الاستقرار في مجموعة من الدول العربية مثل العراق وسورية ولبنان واليمن. لقد حملت المناورات البحرية المشتركة بين الولايات المتحدة وفرنسا واليابان وبلجيكا عنوان (الحرب في بحر العرب)، فقد تواجدت ترسانة حربية كبيرة مثل حاملة الطائرات شارل ديغول الفرنسية، والفرقاطة ليوبولد البلجيكية، والمدمرة آرياكي اليابانية، والسفينة الهجومية البرمائية ماكين آيلاند الأميركية، ووحدة الاستطلاع البحرية الخامسة عشرة، وطراد الصواريخ الموجهة بورت رويال، بالإضافة إلى طائرات من الدول الأربع، والأسطول الخامس الأمريكي، هذه القوة تواجد اليوم على مقربة من المفاعل النووي الايراني مثل، نطنز، بوشهر، اصفهان، اردكان، قم، أراك، ساغني، جيهان، خوزستان، أناراك، وهي مناطق ايرانية يتم تخصيب اليورانيوم فيها، وقد كشف تلك المواقع الدكتور محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في أول زيارة له لإيران في العام 2003. تأتي تلك المناورات بعد أن تخلت إيران عن القيود الخاصة بالاتفاق مع مجموعة «5 + 1» بذريعة انسحاب الولايات المتحدة في العام 2018 خلال فترة رئاسة دونالد ترامب، وقد استهلت ايران فترة رئاسة جو بايدن باستهداف المصالح الأميركية في العراق لجس نبض الرئيس الجديد وردة فعل الادارة الامريكية الجديدة الذي بادر (بايدن) بغارة جوية على بعض المواقع الايرانية في الاراضي السورية. النظام الايراني وقادته يراهنون على هدوء الرئيس الامريكي الجديد جو بايدن، خاصة وأنه أعلن عن إمكانية فتح الحوار مع النظام الايراني حول الملف النووي، ويحاول الانفراد بالمباحثات بعيدًا عن دول الخليج واسرائيل الذي يتعرض أمنها بسبب الصواريخ البالستية والجماعات الارهابية، بالإضافة الى الصواريخ النووية التي تسعى إيران لامتلاكها، والحقيقة أن اي مفاوضات دون مخاوف دول المنطقة سيكون اتفاقًا ميتًا في المهد!. حين اندلعت الحرب العراقية الايرانية في سبتمبر 1980 اطلقت عليها الحكومة العراقية بعد أن تعرضت بلداتها الحدودية للقصف الايراني (قادسية صدام)، بينما النظام الايراني الذي أصبح تحت هيمنة المرشد الايراني أطلق عليها (الدفاع المقدس)، واستمرت تلك الحرب ثمان سنين بلا منتصر، والخسائر البشرية بلغت مليون قتيل والمالية بلغت 400 مليار دولار أمريكي، وانتهت الحرب بقرار مجلس الأمن رقم 598 في اغسطس 1988 حين خرج الإمام الخميني ليعلن بوقف الحرب على العراق حين قال: (ويلٌ لي.. أنا أتجرع كأس السم.. كم أشعر بالخجل لموافقتي على اتفاقية وقف إطلاق النار مع العراق)، فهل فعلًا وقفت الحرب على العراق أم أنها استمرت لتبتلع العراق وسورية ولبنان واليمن؟، وقد حذر ملك الاردن عبدالله بن الحسين من خطورة الهلال الشيعي الايراني على استقرار المنطقة!. مع أن الحرب قد وضعت أوزارها إلا أن النظام الايراني أستمر في مشروعه التدميري للدول العربية (تصدير الثورة الايرانية) بعد أن نقل حربه من العراق الى السعودية، فقد جاءت خطب الإمام الخميني لتشعل العلاقات بين البلدين، فتم الاعتداء على مبنى السفارة السعودية فى طهران، وإثارة الشغب والفوضى في مواسم الحج حين رفع الحجاج الايرانيين الشعارات السياسية، فتم توظيف البعد الدينى من أجل الترويج للسياسة الإيرانية مما أدى إلى إعتداء المتظاهرين على قوات الأمن، وأبرز تلك الاعتداءات حادثة نفق المعيصم التي حدثت في يوم عيد الاضحى حين تدافع بعض الحجاج الإيرانين داخل النفق ليقع المئات من الحجاج، وغيرها من الاعتداءات الايرانية. لم تقف إيران من تصدير ثورتها بالتدخل في شئون الشقيقة الكبرى السعودية ولكن وجهة محرك ثورتها تجاه لبنان فزرعت فيه حزب الله اللبناني ليكون الوجه الاخرى لحركة أمل، الأمر الذي أوصل لبنان إلى هاوية السقوط بعد أن شلت الحكومة وانهار الاقتصاد وتدنت العملة اللبنانية مقابل الدولار، والعراق بعد سقوط حزب البعث الحاكم، وإعدام رأس الدولة صدام حسين في يوم عيد الاضحى، وتفكيك الدولة وتسريح الجيش يعيش العراق اليوم أسوء حالات الارتهان في أحضان المرشد الايراني، وتكرر المشهد في سورية بعد أن تدخلت قوات الحرس الثوري الايراني واتباعها من المليشيات الطائفية في العراق ولبنان بدعوى محاربة عناصر تنظيم داعش حتى تم تدمير مدن وقرى سورية بأكملها، وليس اليمن ببعيد عن مشروع تصدير الثورة الايرانية، فهو اليوم يعيش الامرين حين انقلبت جماعة الحوثي على الشرعية واحتلت العاصمة صنعاء، وأصبح القتل في اليمن على الانتماء والولاء لإيران، هذا هو المشروع الايراني التوسعي الذي يتم تنفيذه من خلال أذرع إيران الارهابية بالمنطقة، وحين سئل أحد القياديين في العراق: لو قامت الحرب بين إيران وبلدك العراق فمع من ستحارب؟، فقالها بكل بجاحة: سأقاتل مع إيران ضد بلدي العراق!!. مناورات الحرب في بحر العرب هي المسار الآخر الذي يجب أن يعيه النظام الايراني، لذا من العقل والمنطق قراءة الأوضاع في الدول التي سقطت على أيدي الجماعات الارهابية، وليس من سبيل الا بالحوار والمصارحة بوجود دول الخليج العربية واسرائيل حتى يتم تعزيز أمن واستقرار الممرات المائية والمصالح الدولية في مضيق هرمز ومضيق باب المندب.

مشاركة :