تحتفل منصة البحث العالمية جوجل، اليوم السبت، بذكرى الطبيبة التونسية "توحيدة بن الشيخ"، وهي أول طبيبة مسلمة في العالم العربي.ويرجع سبب احتفال جوجل بالطبيبة التونسية توحيدة بن الشيخ في هذا التاريخ الموافق 27 من شهر مارس الجاري إلى ذكرى طرح البنك المركزي التونسي للتداول، ابتداءً من 27 مارس العام الماضي، ورقة نقدية جديدة من فئة 10 دنانير، واختيرت الدكتورة توحيدة بن الشيخ شخصية رئيسة لتلك الورقة النقدية.ولدت الطبيبة التونسية توحيدة بن الشيخ في تونس 2 يناير 1909 بعائلة ميسورة وثرية في بلدة رأس الجبل التابعة حاليا إلى ولاية بنزرت.أحرزت بامتياز علي شهادة الباكالوريا سنة 1928، وكانت بذلك أول تلميذة تونسية مسلمة تحصل على مثل هذه الشهادة ثم اتجهت إلى فرنسا رفقة ليديا بورني، زوجة الدكتور بورني (Dr. Burnet) الطبيب والباحث الفرنسي بمعهد باستور بتونس.وسجلت في دبلوم الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا (P.C.B) وهو ما سمح لها باللحاق بكلية الطب بباريس، وبعد ثلاث سنوات من السكن بالحي الدولي للطالبات انتقلت لتسكن مع عائلة بورني ممّا سمح لها بالتعرف على الأوساط الثقافية والعلمية الفرنسية. وتخرجت سنة 1936 كطبيبة وناقشت في السنة الموالية رسالتها للدكتوراه فكانت أول طبيبة تونسية وأول طبيبة أطفال. وبعد عودتها إلى تونس فتحت توحيدة بن الشيخ عيادتها بمدينة تونس وفي الفترة بين 1955 و 1964 عينت على رأس قسم الولادة بمستشفى شارل نيكول بمدينة تونس، ثم انتقلت بنفس الخطة إلى مستشفى عزيزة عثمانة حتى أحيلت على التقاعد سنة 1977 وساهمت في الأثناء في تركيز سياسة التنظيم العائلي.وكلفت سنة 1970 بإدارة ديوان الأسرة والعمران البشري غير أن المقام لم يطل بها هناك وانخرطت الدكتورة توحيدة بالشيخ بعد الاستقلال في مشروع بناء الدولة التونسية وتولت عديد المناصب منها إدارة قسم التوليد وطب الرضيع في مستشفى شارل نيكول بالعاصمة من سنة 1955 إلى سنة 1964 أنشأت في نفس المستشفى قسما خاصا بالتنظيم العائلي سنة 1963. وتولت منصب رئيسة قسم التوليد وطب الرضيع بمستشفى عزيزة عثمانة بتونس وقد تم تعيينها سنة 1970 في منصب مديرة الديوان الوطني للتنظيم العائلي. وساهمت في الحياة الفكرية من خلال كتاباتها وإشرافها على أول مجلة تونسية نسائية ناطقة بالفرنسية صدرت من 1936 إلى 1941 تحت عنوان "ليلى".ونشطت توحيدة بن الشيخ في عدد من الجمعيات سواء بفرنسا أو بعد عودتها إلى تونس ومن تلك الجمعيات جمعية طلبة شمال أفريقيا المسلمين بفرنسا، كما دعيت لتلقي كلمة في مؤتمر اتحاد النساء الفرنسيات الملتئم في شهر مايو 1931 وتعرضت آنذاك إلى أوضاع المرأة المسلمة في المستعمرات الفرنسية. وانضمت إلي الاتحاد النسائي الإسلامي التونسي كما أسست غداة الحرب العالمية الثانية جمعية الإسعاف الاجتماعي وتولت رئاستها وكانت هذه الجمعية وراء مشروع إقامة دار الأيتام (1950) ودار المرأة. وفي سنة 1950 أسست جمعية القماطة التونسية للعناية بالرضع من أبناء العائلات المعوزة كما ساهمت في تأسيس لجنة الإسعاف الوطني. وفي سنة 1958 أصبحت عضوا في عمادة الأطباء التونسيين واحتفت النخبة التونسية بالسيدة توحيدة بالشيخ تقديرا لإسهاماتها الطبية والفكرية وتم تناول مسيرتها في شريط وثائقي بعنوان " نضال حكيمة" كما أصدر البريد التونسي طوابع بريدية تحمل اسمها وصورتها وأسس عدد من الأطباء جمعية طبية تحمل اسمها" جمعية توحيدة بالشيخ للسند الطبي" اعترافا بمكانتها وإسهاماتها التي تواصلت إلى تاريخ وفاتها سنة 2010.وتوفيت توحيدة بنت الشيخ في السادس من ديسمبر 2010، بعد أن فتحت أمام المرأة التونسية والعربية طريقًا جديدًا في مجال علمي صعب.
مشاركة :