استوديو فلسطيني يحاكي الأبيض والأسود منذ أكثر من نصف قرن

  • 3/28/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عشرة استوديوهات أو أكثر، خاصة بالأبيض والأسود، كانت تعمل في مدينة رام الله الفلسطينية، إلا أنها توارت، أو تحولت للتصوير الفوتوغرافي والرقمي الملوّن. وحده استوديو «هافانا»، الذي تملكه عائلة أرمنية، لا يزال محافظاً على بقائه من خلال الصور ذات اللونين «السادة» كما يسمونها. الأدوات ذاتها، كاميرات قديمة، وصندوق خشبي تعلو مقدمته عدسة كبيرة، وفي آخره قطعة من الجلد، مغطاة بقطعة قماش سوداء، والعديد من الصور المطبوعة ظلت في مكانها، وحتى الستائر والمرايا التي يستخدمها من يرغبون بالتقاط الصور داخل الاستوديو، ظلت تحتفظ برائحتها العتيقة. ومعروف عن العائلات الأرمنية، أنها تتقن المهن التي تتطلب الإبداع والدقة العالية، وفي مهنة التصوير، أبدعت العائلة، ومع الأيام أصبح استوديو هافانا ذائع الصيت، وظل كذلك لعراقته وحفاظه على النمط القديم في التصوير، ويكفي أن تسأل عن استوديو قديم في رام الله، ليرشدك أبناء المدينة إلى شارع يافا، حيث يشمخ استوديو هافانا بجدرانه العتيقة، وأدواته الأثرية. يقول ميناس شارلكيان، الذي أنيطت به مهام الحفاظ على إرث أبيه الراحل، المصور يوحنا شارلكيان، أن والده أسس استوديو «هافانا» عام 1970، وكان عمره آنذاك لا يتجاوز الـ20 عاماً، وتخصص في التصوير باللونين الأبيض والأسود، لافتاً إلى أنه الوحيد الذي ظل يعمل على الطريقة القديمة حتى وفاته. أضاف لـ«البيان»: «ذكريات الأبيض والأسود، لم يمحها بريق الملوّن، وبعض الزبائن يأتون إلينا خصيصاً لطباعة صور باللونين ذاتهما، ورغم محاولاتنا عمل مزيج ما بين التراث القديم، واستخدام التكنولوجيا الرقمية في التصوير، إلا أن غالبية الزبائن لا تزال تحنّ للقديم». بدوره، يقول شقيقه مارديروس: «من ليس له ماضٍ ليس له حاضر، وما تركه لنا والدنا، من سمعة وخبرة وأداء، عمّق فينا الرغبة، للحفاظ على هذا الكنز، ولهذا رفضنا بيعه أو الاستغناء عنه، بل نسعى لتطوير الأداء وجودة الإنتاج، مع الحفاظ على العراقة». ولفت إلى أن أجمل ما في الصورة المطبوعة، هو ضمان الاحتفاظ بها إلى الأبد، على عكس الصور التي يتم حفظها على الهواتف الذكية، التي قد تختفي مع أي عطل يصيب الهاتف. وتابع: «انظر إلى هذه الصورة، كنت طفلاً عندما كان والدي يأخذني معه إلى هذا المكان، واليوم أصبح جزءاً من يوميات حياتنا.. سنظل نحتفظ بماكيناته القديمة، فهذا يعني لنا الاحتفاظ بالتاريخ».طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :