أكدت دولة الإمارات وجمهورية إندونيسيا، سعيهما المشترك إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، معربتين عن قلقهما العميق تجاه تنامي ظاهرة الإرهاب، مشددتين على أهمية تعزيز التعاون في عمليات مكافحة الإرهاب والقضاء على التطرف. كما أكد البلدان، بوصفهما بلدين مسلمين، العمل معاً على نشر الصورة الصحيحة عن الدين الإسلامي الحنيف، إضافة إلى تشجيع الحوار بين الأديان لجمع الشعوب المختلفة الأعراق والثفاقات والأديان. وذلك من أجل السعي المشترك نحو نشر قيم الإسلام السمحة، الداعية إلى السلام والرخاء والوئام والتسامح الدائم. ودعا الجانبان، في ختام زيارة الرئيس جوكو ويدود، رئيس جمهورية إندونيسيا إلى دولة الإمارات، يومي 13 و14، من الشهر الجاري، تلبية لدعوة كريمة من صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وليّ عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى رفض إرهاب الدول، وتفكيك البنى التحتية الأساسية للإرهاب، وتقديم مرتكبي الأعمال الإرهابية إلى العدالة. وأكدت الإمارات وإندونيسيا ضرورة الاستمرار في جهودهما من أجل مزيد من التعاون الثنائي، لتشمل مجالات أوسع وذلك في إطار العلاقات الثنائية المتميّزة بين البلدين، والتقدم الذي أحرزه الجانبان في هذا التعاون، منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1976.وفيما يلي نص البيان المشترك الصادر عن البلدين: إن الرئيس جوكو ويدودو رئيس جمهورية إندونيسيا قام بزيارة رسمية إلى الإمارات العربية المتحدة، تلبية لدعوة من صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وليّ عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وتعدّ هذه الزيارة الأولى للرئيس الإندونيسي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة والشرق الأوسط منذ توليه الرئاسة في إندونيسيا عام 2014، وتعدّ الزيارة ذات أهمية كبيرة تصبّ في خدمة مصالح البلدين وعلاقاتهما الأخوية المتينة. وأكد الجانبان خلال الحوار أهمية توطيد العلاقات القائمة بينهما، إلى جانب سعيهما المشترك لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة. وقدم الرئيس الإندونيسي، خلال اللقاء، صادق تعازيه ومواساته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وحكومة وشعباً في استشهاد عدد من أفراد القوات المسلحة الإماراتية البواسل، أثناء قيامهم بواجبهم الوطني في اليمن. وأكد الجانبان عزمهما بوصفهما بلدين مسلمين، على العمل معاً لنشر الصورة الصحيحة عن الدين الإسلامي الحنيف، وشجعا على الحوار بين الأديان لجمع الشعوب المختلفة الأعراق والثقافات والأديان، من أجل السعي المشترك نحو نشر قيم الإسلام السمحة الداعية إلى السلام والرخاء والوئام والتسامح الدائم. كما أكد الجانبان ضرورة الاستمرار في جهودهما، من أجل مزيد من التعاون الثنائي، لتشمل مجالات أوسع، وذلك في إطار العلاقات الثنائية المتميّزة بين البلدين، وبعد التقدم الذي أحرزه الجانبان في هذا التعاون، منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما في عام 1976. واتفق الجانبان على توسيع نطاق الشراكة في شتى المجالات، خاصة التجارة والأعمال والاستثمار في البنى التحتية، إضافة إلى المضيّ قدماً في تشجيع المشاريع التعاونية في قطاعات التعليم العالي والثقافة والسياحة والزراعة والنقل البحري، والتعاون في مجال الطاقة، بما فيها الطاقة المتجددة والتغير المناخي، والمسائل الأمنية والأمن الغذائي، وفي مجال العلوم والتكنولوجيا والتمويل والثقافة الاجتماعية إلى جانب العمالة. كما أكد الجانبان أهمية مواصلة تبادل الزيارات الرفيعة بين البلدين، التي ستسهم بلاشك في تقوية العلاقات الثنائية وتعزيزها في المجالات كافة. واتفق الجانبان على ضرورة متابعة مشاريع الاتفاقيات والانتهاء منها في أسرع وقت، تمهيداً للتوقيع عليها. وتمّ خلال الزيارة التوقيع على مذكرة التفاهم عن مشروع بشأن مكافحة الاتجار بالبشر. وأشاد الجانبان بأهمية اللجنة المشتركة بين البلدين باعتبارها الركن الأساسي لتبادل الفرص المتاحة في تعزيز التعاون الثنائي. واتفق الجانبان على أهمية التعاون في المجال العسكري، وتشجيع تبادل الزيارات الرفيعة في هذا المجال. كما اتفقا على تطوير التعاون العسكري والتجاري بينهما. وأكد الجانبان أهمية التفاعل بين الشعبين في تعزيز العلاقات الثنائية والتفاهم المتبادل بين البلدين والشعبين الصديقين. وتم تأكيد أهمية تعزيز التعاون بين المؤسسات الدينية والشخصيات البارزة والأكاديميين والطلاب والجامعات ومعاهد البحوث ومراكز الفكر ووسائل ووكالات الإعلام في البلدين. ورحب الجانب الإماراتي بعزم إندونيسيا الانضمام عضواً في منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك. كما أشاد الجانبان بالدعم المتبادل للترشيحات في المنظمات الدولية، وجددت إندونيسيا التزامها بشأن دعم ترشيح الإمارات العربية المتحدة لعضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للفترة 2016 ــ 2018، كما جددت دولة الإمارات التزامها بدعم إندونيسيا في ترشحها للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن للفترة 2019 ــ 2020. وأشاد الجانب الإندونيسي بالدعم الذي تعهدت به الإمارات العربية المتحدة لتقديم المساعدات الإنسانية للاجئي الروهينعا في المخيمات الإندونيسية. وفيما يخص قضايا السلام والأمن، تطرق الجانبان إلى الأوضاع والمستجدات في منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية المسلمين الجوهرية، وأكدا حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، استنادا إلى المرجعيات الدولية التي تعترف له بحقه، وفق ما أكدته القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة، في إنشاء دولته على حدود الرابع من يونيو 1967 ومبادرة السلام العربية. كما أكد الجانبان مجدداً التزامهما التام بسيادة واستقلال الأراضي ووحدتها، في سوريا واليمن والعراق وليبيا، وضرورة الحفاظ على السلام والأمن لضمان التنمية المستدامة في المنطقة. وعبّر الطرفان عن قلقهما العميق من تنامي ظاهرة الإرهاب، وشددا على أهمية مكافحتها، وتعزيز التعاون في عمليات مكافحة الإرهاب، من خلال تبادل المعلومات الاستخبارية وبناء القدرات والقضاء على التطرف. كما دعا الطرفان الدول كافة، إلى رفض إرهاب الدول وتفكيك البنى التحتية الأساسية للإرهاب، وجلب مرتكبي الأعمال الإرهابية إلى العدالة. كما اتفق الجانبان على أهمية مكافحة الجرائم المنظمة العابرة للحدود، مثل القرصنة والإتجار بالبشر، وتهريب الأشخاص والمخدرات. من جانب آخر، عقد خلال الزيارة ملتقى الأعمال الإماراتي الإندونيسي، من أجل تعزيز الاستثمارات الإماراتية والفرص المتاحة في البلدين الذي أشرفت على تنظيمه غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، وحضره عدد كبير من رجال أعمال في البلدين. وقد وجه الرئيس جوكو ويدودو رئيس جمهورية إندونيسيا، دعوة رسمية إلى صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لزيارة جمهورية إندونيسيا، وسوف يتمّ تحديدها موعدها في الوقت المناسب. وفي ختام الزيارة توجه الرئيس الإندونيسي بالشكر إلى صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وإلى دولة الإمارات العربية المتحدة، حكومة وشعباً للحفاوة وكرم الضيافة التي لقيها والوفد المرافق له خلال زيارته للدولة. (وام)
مشاركة :