تستعد شركة "مرسيدس-بنز" لكشف النقاب عن نموذج رائد جديد، من المتوقع أن يتسم بمدى متفوق للبطارية، بعد تعهدها بالمنافسة في قطاع السيارات الكهربائية الفاخرة ذي التكنولوجيا الفائقة. وسيكون الظهور الأول لنموذج سيارة "إي كيو إس" (EQS) في 15 أبريل المقبل- كأول مرسيدس مبنية على دعائم للسيارات الكهربائية- علامة فارقة بالنسبة لصانع السيارات الألماني، الذي تعرض لانتقادات بسبب استغراقه وقتاً طويلاً لتبني السيارات الكهربائية. وقال ماركوس شايفر، الرئيس التنفيذي للعمليات في الشركة، في مقابلة هاتفية، إن "مرسيدس" تعتزم صُنع ثماني سيارات كهربائية بالكامل في ثلاث قارات خلال العام المقبل. وأضاف: "لقد عززنا مرونة كافة المصانع في العالم بأسره حتى نتمكن من إنتاج السيارات الهجينة والسيارات الكهربائية والسيارات ذات محركات الاحتراق في كل مكان، بناءً على طلب العملاء وتطورات السوق. لقد استغرق الأمر بعض الوقت لكي نعد كل هذا، لكن وقت التسليم قد حان الآن". ويعتبر مدى البطارية الذي يزيد عن 700 كيلومتر (435 ميل)، والذي تتوقع "مرسيدس" أن يحققه نموذج "إي كيو إس" (EQS) في الاختبارات المعملية، مؤشر آخر على أن شركات صناعة السيارات سيكون لديها ما تقوله حول هيمنة "تسلا" على عالم السيارات الكهربائية. منافسة شرسة وأعلنت شركة "فولكس واجن" مؤخراً عن خططها لتصبح رائدة المبيعات العالمية الجديدة في موعد أقصاه عام 2025، بينما توقعت شركة "بي إم دبليو" أن تصل مبيعات السيارات العاملة بالبطاريات إلى نحو نصف ما تبيعه من سيارات بحلول نهاية العقد. وتعيش شركة "مرسيدس" الآن في خضم عملية إصلاحات جذرية ستشمل إعادة هيكلة مؤلمة لمواقع محركات الاحتراق التي اعتمد عليها المصنع لقرن من الزمان. وتُوجت عملية التجديد بخطة الشركة الأم "دايملر" لفصل إنتاج شاحناتها هذا العام، وهي الخطوة الإستراتيجية الأكثر أهمية التي أتخذتها "دايملر" منذ أن باعت شركة "كرايسلر". وأوضح شايفر أن: "وتيرة تحول الصناعة تبقينا مشغولين بالطبع، لكن الأمر الأساسي بالنسبة لنا الآن هو أننا نقدم دليلاً ملموساً لاستراتيجيتنا المتبعة في مصانعنا ومع منتجاتنا". وتعتزم الشركة تسليم السيارتين المدمجتين "إي كيو إيه" (EQA) و "إي كيو بي" (EQB) مع الأكبر حجماً "إي كيو إس" (EQS) و "إي كيو إي" (EQE) هذا العام، كما ستصنع موديلات دفع رباعي من الطرازين الأخيرين في مصنعها في ألاباما. صدارة مؤقتة ومن المقرر أن يتجاوز نطاق بطارية سيارة مرسيدس "إي كيو إس" (EQS) حاجز الـ 412 ميلاً التي قدرتها "تسلا" لنموذج سيارتها "إس" طويل المدى. وتقدم الشركة بيانات متعلقة بالولايات المتحدة على موقعها الإلكتروني، والتي يمكن أن تختلف عن معيار إجراء اختبار المركبات الخفيفة المنسق عالميًا (WLTP) في أوروبا وأماكن أخرى. وقد لا تستطيع "مرسيدس" احتلال مركز الصدارة لفترة طويلة، حيث أعلنت شركة "لوسيد موتورز" (Lucid Motors) الناشئة للسيارات الكهربائية، إنها ستبدأ في بيع سيارتها "إير سيدان" التي يبلغ مدى بطاريتها 517 ميلاً، كما قدرت "تسلا" أن مدى بطارية نموذج "إس بليد بلس" (+S Plaid)، المقرر طرحه نهاية العام الحالي، سيصل إلى 520 ميلاً. و تمثل سيارة "إي كيو إس" (EQS) تقدماً بالنسبة لـ"مرسيدس"، التي صنعت سيارتها الكهربائية الأولية- "إي كيو إس" (EQS) العاملة بنظام الدفع الرباعي- بمحرك احتراق معدل بكفاءة منخفضة، ومدى بطارية يصل إلى نحو 280 ميلاً. تلبية كافة الطلبات وقال شايفر إن "مرسيدس" سوف تستطيع رفع إنتاج أي نوع من المركبات بمرونة من الآن فصاعداً، ومن المتوقع تسجيل زيادة حادة هذا العام فيما يتعلق بالمكونات الإضافية والمركبات الكهربائية النقية التي شكلت 8% من عمليات التسليم في عام 2020. وأوضح أن "مرسيدس" ستكون قادرة على تلبية الطلب إذا تبنى المستهلكون السيارات الكهربائية بشكل أسرع من المتوقع. ويتوقع صانع السيارات الألماني أن تكون نصف شحناته من السيارات الهجينة والسيارات الكهربائية بالكامل في عام 2030. وتتعامل شركة صناعة السيارات بانفتاح على مشاركة المكونات أو دعائم السيارات الكهربائية مع أقرانها، بالإضافة إلى شركة صناعة السيارات "أستون مارتن" إذا كان التعاون مفيداً بالنسبة للطرفين، حسبما قال شايفر. وفي الوقت نفسه، قامت "مرسيدس" بتعميق علاقاتها مع صانع السيارات الفاخرة البريطاني العام الماضي.
مشاركة :