تقرير إخباري: مصر تسابق الزمن لإنهاء أزمة السفينة الجانحة وسط تكدس السفن العالقة في قناة السويس

  • 3/28/2021
  • 00:00
  • 32
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع، اليوم (السبت) أن نحو 321 سفينة تنتظر في المجرى الملاحي لقناة السويس، الذي تم تعليق العمل به جراء جنوح سفينة الحاويات البنمية العملاقة "إيفر جيفن". وقال ربيع، في مؤتمر صحفي اليوم، إن هيئة قناة السويس تقدم كل الخدمات اللوجستية التي تطلبها هذه السفن، التي فضلت الانتظار في القناة على التحرك عبر طريق رأس الرجاء الصالح. وتابع المسؤول المصري، "نحن لا نمنع أحد إذا أراد (مغادرة القناة إلى رأس الرجاء الصالح)، لكن السفن فضلت الانتظار عدة أيام في القناة، لأن هذا سيكون أقصر من المرور عبر رأس الرجاء الصالح". ووصف موقف سفينة إيفر جيفن، التي جنحت صباح الثلاثاء الماضي، وأغلقت المدخل الجنوبي للقناة، بأنها صعب في ظل ضخامة حجمها وحمولاتها. لكنه أشار إلى "بوادر إيجابية" لإنهاء الأزمة، حيث بدأت السفينة تتجاوب لأعمال الإنقاذ، بعد أن عادت رفاصات ودفة السفينة للعمل. وأردف "سنكمل نفس السيناريو، ويمكن (للأزمة) أن تنتهي اليوم أو غدا، طبقا لاستجابة السفينة للسحب والشد، وإذا فشل هذا السيناريو سنلجأ لسيناريو آخر، ونحن جهزنا كل السيناريوهات". وواصل "لقد تم الانتهاء من عمليات التكريك أسفل السفينة الجانحة، وتم الدفع بـ14 قاطرة وتوزعت بشكل جيد حول السفينة لتعويمها". وأوضح أن نجاح خطة تحريك السفينة مرتبط بعاملي المد والجزر في المجرى الملاحي للقناة، مشيرا إلى أن طبيعة التربة واتجاه الرياح وحجم السفينة من الصعوبات التي تواجه عملية الإنقاذ. ورفض تحديد موعد لانتهاء الأزمة، ورهنه باستجابة السفينة، لكنه قال "قريبا جدا ستنتهي الأزمة، وسيعود العمل بشكل طبيعي في المجرى الملاحي". وعزا ربيع، جنوح السفينة إلى "سرعة الرياح والعاصفة الترابية"، قبل أن يضيف أن "هذا ليس السبب الوحيد والأساسي، لأن الحادث مركب، وله أكثر من سبب". وتابع "قد يكون هناك خطأ فني في المركب أو شخصي من المرشد أو القبطان، وهذا ما ستوضحه التحقيقات بشكل حاسم"، ونوه بأن هيئة القناة طلبت من قبطان السفينة الجانحة التحفظ على كل الوثائق الموجودة على السفينة من أجل التحقيقات. واستطرد أن "التحقيقات ستبدأ عقب الانتهاء من تعويم السفينة، والشغل الشاغل الآن هو خروج السفينة، ولا نقلق بخصوص التحقيقات، ومصر ستأخذ حقها". وأشار إلى أن السفينة الجانحة، التي تبلغ حمولتها 224 ألف طن، سبق لها أن عبرت قناة السويس، التي شهدت مرور سفن أكبر، إحداها كانت تقل 240 ألف طن، دون أن يحدث شيئا. وأكد أن الحادث لم يسفر عن وقوع "إصابات أو وفيات أو حتى تلوث بالزيت أو الوقود" من السفينة الجانحة. وكشف المسؤول المصري، عن عروض قدمتها كل من الصين والولايات المتحدة الأمريكية واليونان والإمارات للمساعدة في إنهاء الأزمة، وقال "نشكر هذه الدول.. وندرس كافة العروض، التي قد نحتاج إليها إذا اضطررنا للجوء للسيناريو سي" الذي يتضمن عملية تخفيف حمولة السفينة. وعن تأثير الحادث على القناة مستقبلا، رأى ربيع أنه "حادث عارض غير مؤثر، يحدث في كل العالم". وأضاف أن "قناة السويس كممر ليس لها دخل بالحادث، فهو غير متعمد وغير مقصود، ولن نفقد عملاءنا أو أي من الخطوط الملاحية، التي يمكن أن نقدم لها حوافز"، مشيرا إلى أن "القناة ما زالت الممر الملاحي الأفضل والآمن والأسرع". وأشار إلى أن الدولة متكاتفة وتعمل على إنهاء هذه الأزمة، لأنها "مشكلة دولة وسمعة مصر". من جانبه، قال رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي، "نحن كدولة، نسابق الزمن لإعادة الحركة إلى هذا المرفق الحيوي الذي يخدم العالم بأسره، وحريصون على الانتهاء من هذا العمل في أسرع وقت ممكن". واعتبر مدبولي في مؤتمر صحفي آخر، أن جنوح السفينة "حادث استثنائي بل شديد الاستثنائية"، وأكد وجود "إدارة احترافية لحركة السفن في قناة السويس". ووجه الشكر والتقدير لكل الدول والجهات الدولية التي عبرت عن دعمها لمصر في هذا الموقف، وأعلنت عن الاستعداد لتقديم جميع أشكال أوجه العون، سواء كان لوجيستيا أو فنيا. بدوره، قال الفريق مهاب مميش مستشار رئيس الجمهورية لمشروعات محور قناة السويس والموانئ البحرية، إن حادث جنوح السفينة البنمية في قناة السويس يمثل خسارة كبيرة للعالم كله، في ظل توقف عدد كبير جدا من السفن في القناة. وأضاف مميش، وهو الرئيس السابق لقناة السويس، أن "كل العالم تأثر بالحادث، وصدم منه، لأنه الأول من نوعه". وأوضح أن القناة يعبرها حوالي 18 ألف سفينة في العام، وكون أن حادثا يقع فهذا أمر طبيعي. وأردف قائلا إن الرئيس عبدالفتاح السيسي، يتابع الحادث أولا بأول، وتوقع أن تنتهى الأزمة قبل نهاية الأسبوع الجاري. وتقل السفن العالقة في قناة السويس منتجات مختلفة، من بينها مواشي حية قادمة من أوروبا إلى الأردن والسعودية. وقال المستشار الإعلامي لوزارة الزراعة أحمد إبراهيم، إن الوزارة أرسلت ثلاثة فرق طبية بيطرية لفحص المواشي، وتقديم الأعلاف إليها على ظهر السفن العالقة.

مشاركة :