تعكف الأمانة العامة للمجلس الصحي السعودي على إعداد خطة وطنية شاملة عن التثقيف الصحي والكشف المبكر حسب ما تضمنه الأساس السابع من إستراتيجية الرعاية الصحية في المملكة التي أعدها المجلس وأقرها مجلس الوزراء وذلك فيما يخص الأمراض ذات التأثير على صحة الفرد والشاملة لجميع التوزيعات الديموغرافية للمجتمع. وفي هذا الصدد نظمت الأمانة العامة للمجلس ورش عمل مكثفة في التثقيف الصحي والكشف المبكر في مختلف مناطق المملكة بواقع ورشتي عمل في كل منطقة (الرياض، جدة، الدمام، أبها)، بمشاركة من مختلف القطاعات الصحية في المملكة، والمختصين في مجالي التثقيف الصحي والكشف المبكر، وكذلك صناع القرار وكتاب الرأي والمؤثرين والمرضى وأقارب المرضى والأصحاء في المجتمع للاستماع والأخذ بآرائهم وخبراتهم وأفكارهم ومقترحاتهم ومن واقع تجاربهم الناجحة في المجتمع. من جانبه أكد الأمين العام للمجلس الصحي السعودي الدكتور يعقوب بن يوسف المزروع، أهمية عقد مثل هذه الورش القيمة نظراً لما تحويه من معلومات وتبني وجهات نظر أصحاب المنفعة في حوار مفتوح في شأن الإعداد لهذا المشروع الوطني الشامل والمهم على مستوى المملكة لتصميم برنامجي التثقيف الصحي والكشف المبكر، بمشاركة من القطاعات الصحية في المملكة، وإشراك خبراء ومختصين ومؤثرين من شرائح المجتمع كافة. وأشار الدكتور المزروع إلى أن الأساس الإستراتيجي السابع من إستراتيجية الرعاية الصحية في المملكة تضمن الاهتمام ببرنامج الوقاية والتثقيف الصحي، وبرامج الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية والخبيثة بالتنسيق مع الأقسام والمستشفيات المتخصصة ذات العلاقة، وتحديد المشاكل الصحية ذات الأولوية لتغطيتها ببرامج التثقيف الصحي والكشف المبكر عن الأمراض، ووضع خطة تنفيذية وبرامج صحية لتغطية المشاكل الصحية ذات الأولوية. وأضاف إن المجلس الصحي السعودي يحرص دوماً على الاستعانة بالخبرات والتجارب، والعمل بمبدأ الشراكة في مشاريعه الوطنية كافة مع أصحاب الخبرة على المستوى الفردي أو المؤسساتي. وبيّن الدكتور المزروع أن المجلس يعمل على إعداد تقرير لتصميم الصياغة الأولى للخطة التنفيذية للوقاية والتثقيف الصحي والكشف المبكر، واعتماد المسوحات الميدانية والدراسة التحليلية التي ستتم في هذا الشأن، كما سيتم إحداث التغييرات التنظيمية والقانونية والإجرائية المطلوبة لتنفيذ البرنامج الجديد المقترح. يذكر أن جلسات ورش العمل أُديرت من قبل باحثين من المجلس الصحي السعودي بالتعاون مع خبراء من كلية الصحة العامة في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، حيث تطرقت هذه الورش لمحاور عديدة عن الوعي العام والمعرفة بالمشاكل الصحية في المملكة والأساليب الممكنة لتجنبها، وأهمية الكشف المبكر وأثره على الصحة العامة ومستوى الثقافة الصحية، ودور المثقفين الصحيين، كما تمت نقاشات حول مسؤولية تقديم التثقيف الصحي والمعلومات الصحية ودور الجهات والمؤسسات المحلية في نشر الوعي، وتقديم الخدمات الطبية والصحية بشكل دوري، والبحث عن العقبات التي تواجه المجتمع في تلقي هذه الخدمات، ومعرفة المخاوف الصحية الرئيسية التي قد تواجه المواطنين، والعوامل المؤدية للأمراض، والسلوكيات الحالية في مراقبة الصحة والعقبات والتحديات التي تواجهنا للحفاظ على نمط حياة صحي، وكذلك مدى قدرة المؤثرين على التعاون لتحسين النتائج الصحية في المملكة وتحسين نظام الرعاية الصحية الوقائية والتشجيع على تحمل المسؤولية فيما يخص الصحة العامة.
مشاركة :