قال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة: إن الإرهاب الذي ترعاه دول كدعم إيران لحزب الله هو من أخطر أنواع الإرهاب، مشيراً إلى أن طهران منذ الثورة الإسلامية عينت نفسها كحامية للشيعة، ما أثار مشاكل في المنطقة. من جانبه، قال الرئيس التركي السابق عبد الله جول: إن الاتفاق النووي الذي تم بين إيران ودول الغرب يحتم على إيران أن تكون أكثر تحفزاً لعلاقات إيجابية أكبر مع جيرانها، وتكون تلك العلاقات مبنية على الثقة، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق يمثل خطوة نحو مزيد من الحوار وعليه أن يغير من سلوك إيران في المنطقة. جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها المعهد الدولي للسلام للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بعنوان آفاق السلام في المنطقة وسبل تحقيق ذلك الثلاثاء، بمشاركة وزير الخارجية البحريني، ورئيس المعهد الدولي للسلام تيري رود لارسن ونخبة من كبار المسئولين والدبلوماسيين والأكاديميين والإعلاميين. وأكد آل خليفة: إن المنطقة تتعرض للكثير من الضغوطات ويجب أن نتعاون لمواجهة تلك التحديات، مشيراً إلى أن الإرهاب الأخطر هو الذي ترعاه دول كإيران. وأضاف: إن اجتماع دول الإقليم مع بعضها البعض لحل الأزمات هو أمر مهم، مستطرداً: فدولة مثل تركيا نجحت منذ عقود في بناء اقتصادها ودولة مثل مصر والسعودية والإمارات وباقي دول مجلس التعاون، يجب أن ندرك أننا لاعبون مهمون وقادرون على البناء وأن نساعد بعضنا البعض. وشدد على أن حماية الشعوب والتنمية والحدود الجغرافية من كل ما يحدث هو أمر هام جداً لمصالح الجميع، وحمايتها من الأخطاء. وقال الوزير: إن المنظمات الإرهابية مثل داعش، هي ليست جديدة وإنما نتاج تحول للقاعدة، وهذه منظمات إرهابية نعرفها ونحاربها يومياً ونحيي جهود تركيا في المساعدة في تخفيف آلام اللاجئين من إخواننا في سوريا، فقد استضافت مليونين من اللاجئين وأيضا دول الخليج استضافت الكثير منهم فهم إخواننا فنعاملهم كأخوة في بلادهم. وقال: هناك إرهاب أخطر ترعاه دول مثل حزب الله الذي يتلقى الدعم من إيران من أجل تقويض الأمن، ونحن نرى دولا مثل لبنان يتم تقويض الدولة وكذلك نقل الأسلحة إلى الكويت وتدريب جماعات هنا للقيام بأعمال إرهابية، وإذا ما تم التعامل مع هذا التحدي فسوف نستمر بمواجهة هذه المشاكل، لاسيما أن هذه الجماعات تأخذ ثوبا دينيا أو عرقيا أو طائفيا لكنها في الأصل تشكل طموحات لجماعات تريد السيطرة على دول المنطقة عبر استخدام البعد الطائفي، وهذا ما سمعناه من إيران التي قدمت نفسها كـحامي للطائفة الشيعية، في حين أن الشيعة في البحرين هم مواطنون وهم فخورون بمواطنتهم، وهذا الطرح الإيراني تسبب باضطرابات في المنطقة. وأضاف: لابد من العمل بشكل جدي وتغير طريقة تفكير المجتمع من حيث البعد الطائفي، لاسيما شكل الهوية، فالناس يرتبطون بمجموعات على أساس طائفي، لابد من التغلب على هذه المسائل التي تشطر المجتمع، لابد من التركيز على الهوية الوطنية من أجل الأمن والسلام في المنطقة، ومتى ما فتح المجال نحو هذه الأبعاد التي تشطر الهوية الوطنية فمن الصعب التعامل معها. وقال الوزير: من الصعب أن نتناول جميع التحديات التي نواجهها اليوم، في المنطقة، وما يتوجب فعله إزاءها كعمل جماعي، إن هذه المنطقة تتعرض للكثير من الضغوطات، وهناك احتياج هام من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها. وأضاف: اليوم، المنطقة تواجه مشاكل عدة بعضها من المنطقة ذاتها وأخرى تحديات فرضت عليها من الخارج، مثل دعم الإرهاب، والدور الذي تلعبه إيران، ولا تفهمونا خطأ فنحن نتحدث عن حقائق. وأشار الوزير إلى أن هذا الجزء من العالم يلعب دورا محوريا في السلام في العالم، لاسيما إذا أخذ بعين الاعتبار حجم الكوارث الإنسانية الناجمة عن عدم استقرار دول في هذه المنطقة. وقال: لا بد أن نعمل كمنظومة واحدة وأن نساعد بعضنا البعض وحماية شعوبنا وتحقيق التنمية، والسؤال الذي يطرح نفسه من أين تأتي المخاطر عندما نتحدث عن تنظيم مثل داعش؟ لا يجب أن ننسى أن تنظيم داعش هو نتج عن تنظيم القاعدة الموجود في الشام وكذلك المغرب العربي وأفريقيا . بدوره، أكد الرئيس التركي السابق أن الجهود الإصلاحية لجلالة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد من أجل مصلحة شعبه ومن أجل السلام في المنطقة ملحوظة وبارزة. وبيّن جول أن الاتفاق النووي الذي تم بين إيران ودول الغرب يحتم على إيران أن تكون أكثر تحفزاً لعلاقات إيجابية أكبر مع جيرانها، وتكون تلك العلاقات مبنية على الثقة، مشيراً إلى أن هذا الاتفاق يمثل خطوة نحو مزيد من الحوار وعليه أن يغير من سلوك إيران في المنطقة. وتابع: حتى تحل المشكلة سياسياً يجب أن تغير إيران من سياستها نحو المنطقة ككل وليس في الخليج فقط بل سوريا أيضا، وعلى طهران أن تعرف ذلك، معربا عن أمله أن يكون الاتفاق النووي الإيراني خطوة نحو سياسة إيجابية بناءة. وأشار جول إلى أنه وبالرغم من بذل القادة والمفكرين والدبلوماسيين جهوداً كبيرة من أجل السلام منذ عقود إلا أن الشرق الأوسط يظل منطقة ساخنة مليئة بالصراعات، وربما الآن أكثر من أي وقت مضى، لافتاً إلى أنه قد مضى 25 عاما منذ انعقاد مؤتمر مدريد للسلام في الشرق، و14 عاما منذ إزالة طالبان من كابول و12 سنة منذ هزيمة صدام حسين في العراق، وبالرغم من ذلك، فإن الأمور ليست أفضل من اليوم، ومستمرون في مواجهة القضايا الخطيرة مثل الفوضى في بعض الدول العربية والإفريقية والهجرة وأزمة اللاجئين والإرهاب والعنف والتوترات الطائفية والعرقية والأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي لها تأثيرات على الجميع. وقال: إنه تحدث قبل وقوع الحرب مع الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وأيضا تحدث لساعات طويلة مع الرئيس السوري بشار الأسد قبل اندلاع الحرب في سوريا وطلب منه التعامل مع الناس بشكل عادل، وألا يتأخر في الإصلاحات ولكن أيا من ذلك لم يتم. وأضاف أن الائتلافات والتحالفات التي شكلت ضد الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة والحوثيين في اليمن أمر ضروري لأن استخدام القوة الصلبة مفيد ولكنه ليس الحل الكامل، مشيرا إلى أن القوة الصلبة لن تكون وحدها هي الحل، فهناك حل أخير يكمن في التسويات السياسية الصبورة التي تساعد في إيجاد حلول ممكنة. وطالب جول بضرورة أن تقوم دول الإقليم بالالتقاء حول أجندة مشتركة، لافتاً إلى أن الفائدة الوحيدة من الوضع المأساوي الحالي في الإقليم أنه كشف لنا مرة أخرى ضرورة الحاجة إلى التعاون الشامل.
مشاركة :