الحالة الوبائية بغزة مُقلقة، في ظل الانتشار السريع للفيروس. منذ بداية مارس/ آذار الجاري، دخل قطاع غزة في موجة جديدة من جائحة كورونا، حيث يتصاعد منحنى الإصابات بشكل يومي، وسط توقعات بتجاوز حاجز 1000 إصابة يوميا خلال الأيام القادمة. ووصفت مصادر طبية، هذا التصاعد بـ"الخطير والمقلق"، لا سيّما وأن القطاع المُحاصر إسرائيليا للعام الـ15 على التوالي، لم يُحدد طبيعة السلالة الجديدة التي من المحتمل أن تكون وصلت غزة وتسببت بهذه الموجة. بدأت الحكومة في غزة (تديرها حماس)، مؤخرا، بتنفيذ عدة إجراءات للوقاية من كورونا، أبرزها الإغلاق الليلي اليومي، ومنع الحفلات وبيوت العزاء في الشوارع. وتعوّل الحكومة على "المسؤولية الاجتماعية" للأفراد، بشكل كبير، حيث لم تمنع التجمّعات خاصة في صالات الأفراح المُغلقة، إنما حددت عدد الحضور في القاعة، كما أبقت على المدارس والمساجد مفتوحة. في المقابل، يتخوف السكان من الموجة الجديدة في ظل انتشار الفيروس، الذي يصفونه بـ"السريع". وتزداد هذه التخوّفات مع اقتراب شهر رمضان، والذي تمتاز طقوسه بالتقارب والإفطار الجماعي، وتبادل الزيارات. وقال سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي (تديره حماس)، الأحد، في تصريح مكتوب وصل "الأناضول" نسخة منه، إن "مؤشرات الحالة الوبائية دخلت مرحلة الخطر، وتحتاج التزاما من الجميع، وتخليا عن حالة التراخي، وتستدعي تشديد الإجراءات الاحترازية". وبحسب وزارة الصحة بغزة (تديرها حماس)، فقد بلغ إجمالي أعداد الإصابات بفيروس كورونا، أكثر من 62 ألفا، بينهم 599 وفاة.**طفرات جديدة من جانبه، أعرب عبد الناصر صبح، مدير مكتب منظمة الصحة العالمية بغزة، عن تزايد الشكوك حول "وصول الطفرات الجديدة من فيروس كورونا إلى قطاع غزة". وقال في حديث لـ"الأناضول":" تأتي هذه الشكوك في ظل الانتشار السريع للفيروس، ضمن الموجة الثانية، وهذا الانتشار أحد صفات الطفرات الجديدة". وأوضح أن المختبر المركزي التابع لوزارة الصحة بغزة، ليس لديه إمكانيات لفحص الطفرات الجديدة. وبيّن أن منظّمته أبلغت الوزارة، سابقا، عن استعدادها "لإرسال أي عينات، لفحص الطفرات الجديدة، سوءا في المختبر المركزي في مدينة رام الله، بالضفة الغربية، أو في إسرائيل". واستكمل قائلا "الصحة العالمية تنتظر أي طلب من وزارة الصحة للقيام بذلك". وأشار إلى أنه في حال تم إجراء فحوصات الطفرات الجديدة خارج غزة، وتبيّن وصولها للقطاع، ستعمل "الصحة العالمية على توفير المواد والأجهزة اللازمة بفحص هذه الطفرات". وعبّر عن قلق منظّمته من "الحالة الوبائية في غزة، في ظل الارتفاع الكبير بأعداد الإصابات، نظرا لسرعة انتشار الفيروس". وبحسب المؤشرات الحالية، توقّع صبح أن تتجاوز أعداد الإصابات يوميا حاجز الـ"1000"، خلال فترة وجيزة، إذا استمرت حالة التراخي في الإجراءات الوقائية الحالية، على ما هي عليه. **أعراض شديدة بدوه، قال يوسف العقّاد، مدير المستشفى الأوروبي (حكومي مخصص لعلاج إصابات كورونا)، إن الإصابات التي تصل المستشفى "أعدادها في زيادة مستمرة، من حيث الكم والنوع". وتابع في حديثه لـ"الأناضول": "منذ منتصف مارس، ارتفع عدد الإصابات المتواجدة داخل المستشفى، من 11، إلى 50 إصابة وربما يزيد". وبيّن أن 15 حالة من بين الإصابات تمكث في غرفة "العناية المركّزة"، بينما تتوزع باقي الإصابات على "الأسّرّة الخطرة"، الموصولة بـ"الأكسجين". وذكر أن الموجة الجديدة من كورونا تتسبب بذات "أعراض الموجة الأولى، لكنّها أشد، خاصة فيما يتعلق بصعوبة التنفّس". وأعرب عن آماله من "إمكانية السيطرة على هذه الموجة، والتعامل معها بنجاح، كما حدث في الموجة الأولى". لكنّه ربط ذلك باستجابة السكان للإجراءات الوقاية، التي قال إنهم كانوا أشد التزاما بها خلال الموجة الأولى، مقارنة مع ما وصفه بـ"حالة الاستهتار والتراخي". **حالة قلق وعلى صعيد الشارع الغزي، تشعر الفلسطينية، لين النفّار (23 عاما)، وهم أمٌّ لطفلة، بالقلق من وصول الفيروس لعائلتها، في ظلّ ارتفاع أعداد الإصابات. وتقول لـ"الأناضول"، إنها تمتنع "عن الخروج من المنزل إلا للضرورة، كما أنها قلّصت زياراتها مؤخرا إلا للاطمئنان على عائلتها"، وذلك خوفا على طفلتها من الإصابة. وتضيف أن أكثر ما يثير الحيرة حول ارتفاع أعداد الإصابات هو "عدم التعرّف على السلالة التي أسفرت عن ذلك". كما أعربت عن تخوفاتها من تدهور الوضع الصحي بغزة، في ظل نقص الإمكانيات المتاحة. بدوره، يقول المواطن لؤي موسى (32 عاما)، وهو سائق مركبة أُجرة: "الموجة الجديدة من الجائحة تثير الذعر". وأضاف لـ"الأناضول"، وهو يمسح كفيّه بمادة التعقيم السائلة "نحن السائقون، في وجه هذه العاصفة، خاصة وأننا نتعامل مع عشرات السكان، منهم المريض ومنهم السليم، كما أننا نتبادل النقود بشكل روتيني، دون تعقيمها". وعبّر عن تخوفاته، من أن تتسبب هذه الموجة، بالإغلاق الكامل في غزة، ما يؤدي إلى فقدانه لمصدر رزقه. واستكمل قائلا: "نعمل بنظام اليومية، إن عُطّلت أعمالنا ليوم واحد، لن نجد الطعام، وقد تضررنا كثيرا من إجراءات الإغلاق الأول"، التي فرضتها الحكومة بغزة منتصف عام 2020 واستمّرت حتّى فبراير/ شباط الماضي. من جانبها، تقول هدى عبد الله (29 عاما)، إنها تراخت خلال الأشهر الماضية في الالتزام بإجراءات الوقاية من كورونا. وتضيف لـ"الأناضول": "الارتفاع الكبير في أعداد الإصابات يدقّ ناقوس الخطر، ويتطلب من الجميع الالتزام خاصة في ظل شدة الأعراض التي تصاحب الإصابات". ووصفت الأعراض التي تصاحب الإصابة بـ"المُرعبة"، خاصة فيما يتعلق بـ"ضيق التنفّس"، قائلة إن قريبة لها أُصيبت مؤخرا بالفيروس وعانت من هذه الأعراض رغم مناعة جسدها العالية. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :