التوحد تشخيص متأخر وإحصائيات غائبة

  • 3/28/2021
  • 02:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد مختصون أهمية التدخل المبكر لتشخيص الأطفال مصابي اضطراب طيف التوحد؛ لما يساهم ذلك في العلاج بدرجة كبيرة، مشددين على أهمية تدريب المختصين، ورفع الوعي المجتمعي، وتوفير حلول سكنية للمصابين ليعيشوا حياة منتجة ورغيدة من خلال وضع وتطبيق معايير مرجعية للرعاية المتميزة في جميع أنحاء المملكة.وبينوا خلال حديثهم لـ«اليوم»، أهمية دمج أطفال التوحد في المجتمع، وتأهيلهم وتوفير ما يحتاجونه من تعليم وعمل وصحة، وعدم تصنيفهم كمرضى. لافتين إلى أن كل ريال ينفق في التدخل المبكر يقابله توفير من 4-7 ريالات في الرعاية اللاحقة.الذكور أكثر إصابة.. واتهام اللقاحات خرافةأكد مدير برنامج الزمالة لتخصص الطب النفسي للأطفال كلية الطب والمدينة الطبية الجامعية بجامعة الملك سعود د. شليويح العنزي، أن اضطراب طيف التوحد هو اضطراب نمو، يؤثر في المقام الأول على تواصل الشخص وقدرته على التفاعل الاجتماعي مع الآخرين، ويشخص بشكل عام أثناء الطفولة. والحديث عن التوحد لأول مرة كان في أوائل القرن العشرين، وأول وصف كاضطراب كان في ١٩٤٣م.وقال العنزي: إن مصطلح «طيف التوحد» لا يشير إلى شكل واحد، بل يشير إلى مجموعة واسعة من الحالات ذات خصائص معينة، والرابط المشترك بين هذه الأعراض يكون عادة بالتحديات في المهارات الاجتماعية والتواصل «لفظيا وغير لفظي»، وكذلك الكلام والسلوك المتكرر، وهناك ٧ معايير للتشخيص تحت المظلتين الرئيسيتين ونحتاج منها ٥ علامات.ولفت إلى زيادة حالات التشخيص مقارنة بالسنوات الماضية، مشيرا إلى ما أعلنه مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأمريكا عن نسب الإصابة كل سنتين، والتي زادت من ١ لكل ١٥٠ طفلا عام ٢٠٠٠م، إلى ١ لكل ٥٤ طفلا عام ٢٠١٦م. مرجعا ذلك إلى زيادة الوعي والتدخل المبكر، وليست زيادة فعلية في انتشار الاضطراب. لافتا إلى أن تغيير معايير التشخيص عام٢٠١٣م أثرت في نسبة التشخيص، مبينا أن الزيادة أمر جيد لتسهيل الوصول إلى الرعاية والخدمات التي يمكن أن تحسن جودة الحياة للمصابين. مبينا أنه لا توجد دراسات محلية لمعرفة نسب الإصابة بشكل دقيق، لكن بعض الدراسات المسحية تشير إلى أن نسبة الإصابة لدينا مشابهة للدول الأخرى «حوالي ١ ٪».وأضاف: إن معظم التشخيصات تحدث عندما يبلغ عمر الأطفال عامين أو أكثر، وتعتمد على التأخيرات التي لوحظت في علامات التطور والنمو، والتي قد لا تظهر على جميع الأطفال المصابين. وأشار إلى أن الذكور من الأطفال أكثر عرضة للمرض، ويتم تشخيص 1 من 37 صبيا بطيف التوحد بينما يتم تشخيص 1 من كل 151 فتاة. لافتا إلى أنه لا يوجد سبب واحد معروف للتوحد، فالمحتمل أن يتطور التوحد بسبب مجموعة من التأثيرات الجينية وغير الوراثية، ويشكل العامل الجيني ١٠-٢٠ ٪ من نسب الإصابة وغالبا بسبب طفرات جديدة. مثلا ١٠ ٪ من المصابين لديهم متلازمات معروفة مثل متلازمة الكروموسوم الأنثوي الهش، وبعض الأسباب ترجع لظروف الطفل أثناء الحمل وغيرها من العوامل السابقة للولادة وكذلك مصاعب أثناء الولادة، على سبيل المثال: نقص الأكسجين أو إصابات الدماغ.وبين أن اللقاحات لا تسبب التوحد، وفقا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ودراسات مختلفة وصفت الاتهام بالخرافة. مضيفا: إن التدخل المبكر يؤدي إلى تحسين التعلم والتواصل والمهارات الاجتماعية. كذلك يمكن أن يساعد على نمو الدماغ الذي قد يحسن الأعراض. وتتضمن هذه التدخلات المبكرة العلاج الوظيفي، الحسي، التحليلي وأشكال العلاج السلوكية الأخرى، وعلاج تحليل السلوك التطبيقي هو أكثر أنواع العلاج التي تم إثبات فعاليتها في تأهيل المصابين.وذكر أنه يمكن استخدام أدوية لتقليل العصبية والعنف ولكن بشكل مؤقت، ويتم استخدامها لعلاج اضطرابات نفسية مصاحبة مثل فرط الحركة وتشتت الانتباه، والاستجابة متفاوتة حسب طبيعة الأعراض والمصاب وتزداد احتمالية الإصابة في حال كبر عمر أحد الوالدين. وأبان أن ضرب الرأس أو خدش الجلد أو شد الشعر، من السلوكيات الأكثر شيوعا عند الأطفال المصابين، وقد تزداد إلى العدوانية، والنشاط المفرط، والقلق، ومشاكل النوم والمشاكل الحسية، والعلاج يشمل التدخل السلوكي أو الدوائي أو كليهما.غياب البيانات الدقيقةأوضحت استشاري طب تطور وسلوك الأطفال د. أمل العوامي، أنه باستعراض الأبحاث الإكلينيكية 2020 وجد أن هناك بعض الأطفال الذين تم تشخيصهم بالتوحد لاحقا كانت لديهم علامات مثل البكاء بنبرات عالية على عمر 1 شهر، فيما تحدثت أبحاث أخرى عن معرفة اتجاه نظر الطفل عند الحديث معه في الشهور الأولى من عمره حيث عمد الأطفال الذين شخصوا بالتوحد لاحقا إلى النظر للشفاه أكثر من العين أثناء المحادثة مع شخص آخر. كما توجد دراسات كشفت عن وجود علاقة بين شدة أعراض الجهاز الهضمي كالإمساك والإسهال وآلام والانتفاخات مع شدة وتكرار الحركات النمطية المتكررة مثل الرفرفة. وبينت أنه لا توجد إحصائيات دقيقة لعدد المصابين بمرض التوحد، ولكن آخر رقم ما عرضته الهيئة العامة للإحصاء في 2017، وبلغت النسبة 1 لكل 400 طفل، وقد يرى بعض الاستشاريين أن النسبة قد وصلت إلى 2 %.وأضافت: إن المملكة تتبع ما نصت عليه الأمم المتحدة لتحديد حقوق الأطفال والأشخاص من ذوي الإعاقة، وتشمل الحقوق الأوجه الأساسية في الحياة ومنها: التعليم، والدمج المجتمعي والتعليمي في المدارس والجامعات، وتوفير المراكز التأهيلية للأشخاص غير القادرين على التعليم، وكذلك توفير الدعم المادي لتغطية المصاريف للالتحاق بالمراكز التأهيلية والتعليمية، وتوفير السكن الكريم لهم ولعوائلهم، والعمل على نشر التوعية باضطراب طيف التوحد للعمل على تقليل العنصرية والتنمر ضدهم، والمساواة في مجال العمل ابتداء من فرص المقابلة الشخصية ووصولا للترقيات والعلاوات، وتخصيص أماكن للترفيه وممارسة الرياضة بما يتناسب مع احتياجاتهم، ووجود المراكز الصحية والتأهيلية للقيام بالتشخيص والتدخل المبكر، وتوفير إعانة شهرية لكل طفل من ذوي التوحد.نماذج مثالية للحلول السكنيةأكد الرئيس التنفيذي للعمليات بمركز التميز للتوحد د. فيصل النمري، أن المركز قدم أكثر من 1826 جلسة علاجية افتراضية لـ 197 حالة، من خلال برنامج «أنا أدرب طفلي» خلال فترة الجائحة. وخلال الربع الأول من عام ٢٠٢١م، قدم المركز خدمات علاجية لـ 140 مستفيدا بواقع 3108 جلسات علاجية. كما قدم خدمات التقييم الشامل متعدد التخصصات لـ 128 مستفيدا. وفي مجال التوعية والتدريب قدم أكثر من 44 محاضرة استفاد منها 6432 مستفيدا منذ إطلاق فعالياته الافتراضية في شهر أبريل لعام ٢٠٢٠م.وبين أن المركز يسعى من خلال خدماته إلى أن يصبح جهة رائدة ومرجعا وطنيا في مجال التوحد على المستوى الإقليمي، وذلك بتطبيق الأهداف المخطط لها التي تتمثل في تقديم الخدمات التأهيلية ونمذجتها، والمساهمة في إجراء الدراسات البحثية في مجال اضطراب طيف التوحد، وتدريب المختصين، بالإضافة لدعم الأسر من خلال رفع الوعي المجتمعي، وكذلك التأهيل المهني وتوفير نموذج للحلول السكنية لهم، ليعيشوا حياة منتجة ورغيدة من خلال وضع وتطبيق معايير مرجعية للرعاية المتميزة في جميع أنحاء المملكة، كما يقوم المركز على زيادة الاندماج في المجتمع عن طريق رفع القبول والوعي المجتمعي.وأشار إلى أن المركز يقدم عددا من التدخلات التأهيلية المثبتة فاعليتها علميا مثل خدمات تحليل السلوك التطبيقي، وعلاج اللغة والتخاطب، والعلاج الوظيفي، تقدم من قبل أمهر الكفاءات الوطنية الحاصلة على أعلى الرخص المهنية الوطنية والدولية.تجنب مشاعر «الشفقة»أشارت عضو مجلس إدارة جمعية أسر التوحد بالرياض عبير الصالح «أم لمصاب بالتوحد» إلى أن دور الجمعيات المهتمة بالتوحد هو تقديم الدعم المادي والمعنوي للأسر؛ كي تستطيع خدمة مصاب التوحد وتسهيل أي معاملات حكومية له. وأضافت: إن أبرز التحديات التي تواجه المتوحدين وأسرهم يكون ما بعد سن المراهقة حيث لا يوجد مكان لهم ونادرا ما يتم توظيفهم وتأهيلهم، وطالبت الصالح بضرورة الفهم الكامل من المجتمع لدور الجمعيات وأهدافها. وقالت: إن ابنها الآن يبلغ من العمر ١٦ سنة. وأضافت: عانيت في بداية تشخيصه وفي طفولته من نظرة المجتمع له واستنكارهم تصرفاته وأنا الآن أحاول قدر الإمكان دمجه بكل مكان كي يتعود على وجود الناس حوله، وأن يعرف كيف يستقل بذاته، ويكون عنده المقدرة بتلبية احتياجاته بأقل مساعدة ممكنة.«المقارنات القاتلة» مضرةقال المختص النفسي فهد القرني، إنه من الضروري أن تكون درجة وعي الوالدين كبيرة، لأنهما أحيانا يتجهان في المقارنات بين الأعمام والأخوال، وهي تسمى في علم النفس المقارنات القاتلة. مبينا أهمية التشخيص المبكر ومعرفة أنواع التوحد، موضحا أن التنمر بدا جليا في المجتمع، ودائما ننصح الأسر بالانتباه لذلك، وكذلك يفترض عليهما الذهاب لشخص مميز في التشخيص وإجراء مقاييس الذكاء وغيرها من المقاييس، وهناك أطفال توحد لديهم تميز وذكاء كبير وقدرة عالية على التعلم.خلل نوعي في التواصل الاجتماعيبين مدير مركز نمو الطفل بمستشفى الملك عبدالله بن عبدالعزيز الجامعي بجامعة الأميرة نورة، د. صالح الصالحي، أن اضطراب طيف التوحد هو اضطراب نمو عصبي، يؤثر على المخ وينتج عنه خلل نوعي في التواصل الاجتماعي، لافتا إلى أن المشكلة الرئيسية التي يعاني منها الطفل هي الإعاقة عن أداء المهام الرئيسية الأساسية في طفولته من ناحية اللعب وإدخال البهجة للأسرة وهو صغير.ولفت إلى أنه في المملكة لا توجد دراسات، لكن قد نكون مقاربين للسياق العالمي، لأن هناك ازديادا كبيرا في أعداد الحالات، ويتوقع أن نسبة الانتشار في المجتمع للأشخاص الأقل من 19 سنة من 1 إلى 2.50 %، والمشكلة أن هناك من لم يشخصوا أو تم تشخيصهم بدون تقنين.وأشار إلى أن كل ريال ينفق في التدخل المبكر يقابله توفير من 4-7 ريالات للرعاية اللاحقة. وذكر بعض العلامات التي قد تستدل بها الأسرة لمعرفة إذا ابنها قد يكون لديه اضطراب التوحد، ومنها: عدم مقدرة الطفل على النطق خاصة في عمر سنتين، وتفاديه النظر لأمه والبيئة التي حوله، لافتا إلى أن الاضطراب دائم مع الشخص مدى الحياة لكن مع التدخل والتشخيص المبكر والتدخل المكثف من 30 إلى 40 ساعة في الأسبوع خلال الثلاث أو الخمس سنوات الأولى من عمر الطفل يعيش حياة طبيعية.حقوقالدمج المجتمعي والتعليمي في المدارس والجامعاتتوفير مراكز تأهيلية لغير القادرين على التعليمدعم مادي للتأهيل والتعليمسكن كريم لهم ولعوائلهمنشر التوعية للحد من العنصرية والتنمرالمساواة في مجال العملتخصيص أماكن للترفيه والرياضةإيجاد مراكز صحية للتشخيص المبكرتوفير إعانة شهرية لكل طفلتحدياتعدم معرفة حقيقة المرض ومتطلباتهعدم وجود معلومات كافية ونشرات توعويةتربية باقي أفراد الأسرة مع طفل توحديتحديد الجهة التي يلجأ لها لمتابعة الحالةضرورة السفر للخارج لإيجاد أخصائيينالتكاليف الباهظة للعلاج في الخارجالاعتماد على المجهودات الأسرية

مشاركة :